استقبلت وفدا من السياح الأجانب
عنابة تعيد رسم ملامح المدينة المتوسطية الرائدة

- 168

استقبلت ولاية عنابة، الأسبوع المنصرم، باخرة سياحية دولية، على متنها 89 سائحًا من مختلف الجنسيات، في خطوة تؤكد عودة المدينة إلى الواجهة السياحية العالمية، واستعادتها مكانتها، كإحدى أبرز الوجهات الساحلية والتاريخية في حوض البحر الأبيض المتوسط. وقد تم هذا الاستقبال، في إطار برنامج سياحي منظم، بإشراف مديرية السياحة والصناعة التقليدية لولاية عنابة، والتنسيق مع وكالات سياحية وطنية، بهدف إبراز المؤهلات السياحية المتنوعة التي تميز المنطقة، وتعزيز مكانتها ضمن خارطة السياحة الدولية.
تم توزيع الزوار إلى فوجين، حيث خصص للفوج الأول، مسار طبيعي نحو جبال "إيدوغ"، التي تُعد من أهم المعالم البيئية بالولاية. وخلال هذه الرحلة، أبدى السياح، انبهارهم الكبير بجمال الطبيعة وتنوعها البيولوجي من نباتات وأحياء برية، فضلًا عن الصفاء البيئي والسكينة التي تنفرد بها المنطقة. وتضمنت الجولة، زيارة للجسر الروماني، الذي يُعتبر معلمًا تاريخيًا مهمًا، يعكس الامتداد الحضاري للمنطقة واندماج التاريخ في قلب الطبيعة.
أما الفوج الثاني، فقد اتجه نحو الموقع الأثري لـ"هيبون"، الذي يُعد من أغنى وأعرق المواقع التاريخية في شمال إفريقيا. وقد تنقل الزوار، بين الأعمدة والمعالم الأثرية التي تعود للعهد الروماني، مستكشفين تاريخ المدينة الذي يعود إلى آلاف السنين. وقد عبروا عن إعجابهم العميق بما لمسوه من عراقة حضارية، وتراث ثقافي متجذر، يجعل عنابة واحدة من الوجهات القليلة التي تمزج بين الجمال الطبيعي والعمق التاريخي.
وتؤكد ولاية عنابة، من خلال هذه المبادرات، عزمها على إعادة تثبيت مكانتها كوجهة سياحية متكاملة، لا تقتصر على السياحة الشاطئية، بل تتعداها لتشمل السياحة البيئية، الثقافية والأثرية. كما يعكس نجاح مثل هذه البرامج، مدى تطور الرؤية السياحية المعتمدة محليًا، والتي تعتمد على تنويع العروض، تحسين جودة الخدمات، وتكثيف التنسيق مع مختلف الشركاء في الميدان.
ولم تعد عنابة، مجرد محطة صيفية، بل أصبحت قِبلة للسياح الباحثين عن التجربة المتكاملة، من سحر الطبيعة إلى عبق التاريخ، حيث يبرهن العدد المتزايد من السياح الأجانب، على غرار 89 سائحا الذين زاروا الولاية في هذا السياق، أن عنابة باتت تحجز لنفسها مكانًا متقدمًا على خارطة السياحة العالمية، وتفتح آفاقًا واعدة لمستقبل سياحي مزدهر.