نجح عمال مؤسسة "كوسيدار"، خلال الأسبوع الجاري، في فتح الرواق الأيسر من نفق جبل الوحش، في قسنطينة، على محور الطريق السيار "شرق-غرب"، حيث تمكن العمال الذين كانوا يقومون بأشغال الحفر، من ربط الجهة الجنوبية بالجهة الشمالية، في انتظار استكمال أشغال الحفر ووضع الحزام الإسمنتي لهذا الرواق، قبل وضعه حيز الخدمة، السنة المقبلة، حسب برنامج المؤسسة المسؤولة عن الإنجاز، بالتنسيق مع مؤسسة الجزائرية للطرقات.

كان نفق جبل الوحش، الذي أوكل إنجازه لمؤسسة "كوجال" اليابانية، قد انهار في بداية شهر جانفي من سنة 2015، نتيجة الحفر، ثم التوقف عن العمل، بسبب المطالبة بالأجور المتخلفة، مع عدم وضع الحزام الإسمنتي، وما عرفه الطقس وقتها من تساقط كثيف للثلوج، وهو ما سرع من سقوط الأتربة داخل الرواق الأيمن، قبل أن تمتد التصدعات إلى الرواق الأيسر، ويغلق النفق تماما عن سير المركبات، حيث تم وقتها، الاستنجاد بمشروع طريق اجتنابي على مسافة حوالي 13 كلم، كحل مؤقت.

تعطلت الأشغال بنفق جبل الوحش، الذي أغلق منذ أكثر من 8 سنوات، بسبب النزاع مع الشركة اليابانية "كوجال"، التي رفضت وقتها تحمل مسؤولية الانهيار، واتهمت الطرف الجزائري بالتسبب في المشكل، نتيجة عدم صب الأموال كمقابل للأشغال المنجزة، ليتم بعدها فسخ العقد مع الطرف الأجنبي، وتكليف شركة "كوسيدار"، شهر مارس من سنة 2018، بمتابعة أشغال الترميم وفتح النفق.      

كان والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، قد أعرب خلال زيارته للمشروع، نهاية شهر مارس الفارط، عن عدم رضاه، عن تقدم وتيرة الأشغال للنفق المزدوج بجبل الوحش، بطول 1.9 كلم، حيث طالب الوالي وقتها، بفتح على الأقل، جهة واحدة أمام حركة المرور، قبل نهاية 2023، معتبرا أن الطريق الاجتنابي، على مسافة 13 كلم، قد تسبب في وقوع حوادث مرور كثيرة وحصد العديد من الأرواح، وقال إن فتح النفق "سيساهم في تقليل حوادث المرور"، مؤكدا أن مؤسسة "كوسيدار" تعطلت كثيرا في هذا النفق، ويجب عليها تدعيم ورشتها بالمعدات والعمال والعمل بنظام 3/8.

ورد رئيس الورشة التابعة لشركة "كوسيدار"، وقتها، باستحالة تسليم أي جهة من النفق، قبل نهاية السنة، مؤكدا في شرحه للوالي والسلطات المرافقة له، أن الأمور التقنية تتطلب وقتتا، وأن العمل يجب أن يكون دقيقا، لتفادي الانهيار، موضحا أن الشركة تنتظر وصول آلة متطورة، يمكنها تحطيم الإسمنت المتصدع دون المساس بالحديد المسلح، كاشفا أن تاريخ تسليم النفق الأيسر الذي بدأت الأشغال به سنة 2018، سيكون مع نهاية 2023 دون تجهيزات، وتسليم النفق الأيمن سيكون مع نهاية 2024.