الخبراء يؤكدون أن النسبة لم تتجاوز 0.4 بالمائة

عزوف كبير للطلبة عن التلقيح ضد "كورونا"

عزوف كبير للطلبة عن التلقيح ضد "كورونا"
  • القراءات: 647
شبيلة.ح شبيلة.ح

أجمع المشاركون في يوم دراسي حول الصحة بالجامعة، حمل شعار "من أجل سنة صحية"، أن الإقبال الضعيف للطلبة الجامعيين على التلقيح بالمراكز التابعة للجامعات، راجع لنقص حملات التحسيس حول أهمية التلقيح، حيث بينت الإحصائيات المقدمة من طرف المختصين في مجال التلقيح ضد كوفيد 19”، أن 0.4 بالمائة فقط من طلبة الجزائر ملقحين من بين مليون و700 ألف طالب، مما يستدعي التحسيس بضرورة التلقيح، خاصة مع الدخول الجامعي الذي انطلق هذا الأسبوع، لتجنب موجة أخرى لهذا الفيروس، معتبرين أن الجزائر لم تصل بعد إلى النسبة المرجوة، كون نسبة التلقيح بها لم تتعد 25٪.

أكد المشاركون في اليوم الدراسي الذي جمع خبراء ومختصين من القطاع الصحي، أول أمس بجامعة قسنطينة 3 "صالح بوبنيدر"، أن أهم ما يهدد إنجاح سيرورة الموسم الجامعي الجديد 2021 -2022، هو نفور الطلبة عن تلقي اللقاح، بالنظر للإقبال المحتشم من أجل تلقي الجرعات الأولى من اللقاح، وهو ما أجبر الوصاية على تأجيل الدخول الجامعي، وحث مديري المؤسسات الجامعية والشركاء الاجتماعيين على بذل المزيد من الجهود، قصد تحسيس الطلبة بضرورة التطعيم قبل الالتحاق بالجامعة، داعين في ذات السياق، إلى ضرورة تهيئة الظروف المناسبة للالتحاق بمقاعد الدراسة، من خلال دعوة جموع الطلبة إلى تلقي اللقاح، حفاظا على سلامتهم وسلامة مكونات الأسرة الجامعية، وتبديد المخاوف والتأكيد على أهمية اللقاح، إلى جانب الشروع في الحملات التحسيسية بالجامعات والمعاهد، بهدف محاولة تصحيح المعتقدات الخاطئة، التي لا تزال تقف حائلا أمام إقبال الطلبة والأساتذة على التلقيح.

المختصون: حملات التحسيس لم تأت بالنتيجة المرجوة

المشاركون في اليوم الدراسي، من أساتذة وأطباء ومختصين، أضافوا في مداخلاتهم أن الوعي بأهمية التلقيح، رغم الحملات التحسيسية الكثيرة التي تم إطلاقها، لم يأت بعد بالنتيجة المرجوة، وهو ما تعكسه حالة العزوف التي تم تسجيلها على مستوى جل المؤسسات الجامعية بالولاية، حيث سجل القائمون على العملية إقبالا ضعيفا جدا منذ انطلاقها شهر سبتمبر الفارط، سواء من قبل الأساتذة أو الطلبة، الأمر الذي يدعو، حسبهم، إلى بذل المزيد من الجهد من أجل تحفيزهم على التلقيح الذي يبقى، حسب الخبراء، الخيار الوحيد لتأمين المناعة الجماعية.

من جهته البروفيسور محمد حبيب بلماحي، مختص في علم السموم ورئيس كلية الصيدلة، والذي قدم إحصائيات حول دراسة أجريت في المدن الكبرى "العاصمة، قسنطينة ووهران"، أكد أن 63 بالمائة من المواطنين، كانوا عازفين عن عملية التلقيح، و7 بالمائة دون رأي، مضيفا في السياق، أن الدراسة بينت أن أغلبية المقبلين على اللقاء كانوا يطالبون باللقاح الإنجليزي، لاعتبارات أخرى، كالحصول على تأشيرة، دون الأخذ في الاعتبار، ملاءمة اللقاح للجسم. ولعل ما يدعو للقلق، حسب المتحدث، "ليس نوع اللقاح، بل العمل على رفع نسبة المواطنين الملقحين، خاصة أن الجزائر لا تزال بعيدة عن المعيار العالمي للتلقيح".

أما رئيس جامعة قسنطينة "3"، بوراس أحمد، فأكد خلال تدخله، أن جامعته التي استقبلت مطلع الأسبوع الجاري، حوالي 5 آلاف طالب جديد في جميع التخصصات، بنسبة ارتفاع بلغت 15 بالمائة، والتي ستعمد على اتباع سيناريوهين في التدريس؛ الأول يتمثل في الدراسة العادية حضوريا، في حال تحسن الوضعية الوبائية في الولاية، أما الثاني فيتمثل في اعتماد نفس نمط التدريس في السنة الجامعية المنصرمة، حيث سيتم تفويج الطلبة، مع حضورهم أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في الشهر، إلى جانب الدراسة عن بعد لمدة أسبوع، على ضرورة تحسيس الطلبة بضرورة التلقيح من خلال مثل هذه الأيام والفعاليات، مضيفا في السياق، أن هذه الفعاليات الجامعية، تهدف إلى تعزيز معلومات الأسرة الجامعية حول جائحة "كورونا"، وتحسيسها حول أهمية التلقيح واحترام الإجراءات الوقائية والتباعد الجسدي، واغتنام هذه الفرصة لإطلاق حملة التلقيح الرابعة لصالح الجميع، من بينهم طلاب جامعة قسنطينة "3"، مع تقديم نصائح عملية للحفاظ على الصحة البدنية والعقلية خلال الموسم الجامعي.

وقد تم في هذا اليوم، التطرق لعدة محاور مهمة في هذا المجال، من طرف خبراء في عدة مجالات، على غرار علم السموم، الطب العقلي، علم النفس والتنمية الذاتية، إلى جانب مواضيع أخرى تعالج مشاكل صحية متعددة، من بينها الإجهاد والإرهاق، المحفزات والإدمان على المؤثرات العقلية. للإشارة، فإن الحملة التحسيسية للتلقيح بالوسط الجامعي التي أطلقتها الجامعة ضد فيروس "كورونا"، ستعرف طيلة الشهر الجاري، تنظيم عدة محاضرات ومداخلات بالكليات، من أجل حث الطلبة على تقبل التلقيح.