دوار الحمص بالخروب (قسنطينة)

عزلة.. قلق.. وتلاميذ بدون نقل مدرسيّ

عزلة.. قلق.. وتلاميذ بدون نقل مدرسيّ
  • القراءات: 797
شبيلة. ح شبيلة. ح

مازال العديد من تلاميذ قرى ومداشر مناطق الظل عبر العديد من البلديات بولاية قسنطينة، يعانون من مشكل النقل المدرسي؛ إذ لم يتمكن مسؤولو الولاية من تغطية العجز القائم في بعض البلديات، فالتلاميذ المتمدرسون يضطرون لقطع عشرات الكيلومترات يوميا للالتحاق بمؤسساتهم التربوية؛ الأمر الذي جعل أولياءهم يطالبون بتوفير حافلات، تقي أبناءهم برودة الشتاء وحر الصيف. 

أثار سكان دوار الحمص بقرية قطار العيش وقرية الذهيبية التابعتين إقليميا لبلدية الخروب، مشكل غياب النقل المدرسي عن قريتهم وحتى القرى المجاورة. وأكد المشتكون لـ "المساء" أنهم يعيشون وضعية صعبة بسبب غياب هذه الأخيرة، فضلا عن المخاطر الأخرى التي قد يتعرضون لها؛ من اعتداءات وسرقات وحوادث سير نتيجة جوء الأطفال إلى حافلات مهترئة أو حتى شاحنات، مضيفين في السياق، أن كل نداءاتهم وشكاواهم باءت بالفشل، حيث أكد المشتكون أن مطالبهم لم تؤخذ بعين الاعتبار، خاصة ما تعلق بتوفير الظروف الحسنة لتدريس أبنائهم الذين يصلون إلى مؤسساتهم التربوية متأخرين؛ ما أثر سلبا على تحصيلهم العملي. وأضاف أولياء التلاميذ أن هذه الوضعية لا تقتصر على التلاميذ القاطنين بالقرى البعيدة عن بلدية الخروب فقط، بل حتى القرى القريبة من البلدية الأم والمصنفة ضمن مناطق الظل على غرار قرية الذهيبية؛ إذ أكدوا أن أبناءهم يضطرون يوميا للنهوض على الساعة السادسة صباحا للتنقل إلى المدرسة بواسطة مركبات النقل الخاصة التي أثقلت كاهل الأولياء، نظرا لغلاء تسعيرة النقل من جهة، وغيابها في كثير من الأحيان، من جهة أخرى؛ ما يجعل المتمدرسين يلتحقون بمؤسساتهم التربوية في ساعات متأخرة.

ورغم الشكاوى العديدة لأولياء التلاميذ والجمعيات التي تهتم بهذه القرى، إلا أن هذه النداءات بقيت حبيسة أدراج مكاتب مسؤولي البلدية، بدون أن يتم وضع حد لهذا المشكل الذي أتعب التلاميذ مع كل دخول مدرسي. وأضاف الأولياء أن معاناتهم اليومية لاتزال مستمرة بسبب تنقّلهم يوميا رفقة أبنائهم المتمدرسين، حيث قالوا إنهم يضطرون لأخذ أبنائهم بأنفسهم إلى المدارس؛ خوفا من تعرضهم لمختلف حوادث المرور في طريقهم إلى مقاعد الدراسة، فضلا عن خوفهم من تعرضهم لاعتداءات نتيجة خروجهم من المنزل صباحا للالتحاق بالمدارس البعيدة عن مساكنهم، والتي كانت سببا في توقيف عدد من التلاميذ وهجرهم مقاعد الدراسة، مشيرين، في السياق، إلى أن أبناءهم مقسمون بين من يدرس في المقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، أو ببلدية الخروب، وكلاهما تبعد بأزيد من 5 كيلومترات عن قريتهم.

ونتيجة حدة المشكل، فإن العديد من التلاميذ وأوليائهم، قاموا، مؤخرا، بتنظيم عدة حركات احتجاجية، للمطالبة بتوفير النقل المدرسي، على غرار تلاميذ قرية دوار الحمص، الذين قاموا، نهاية الأسبوع الفارط، بإغلاق الطريق بالعجلات المطاطية والمتاريس، متسببين في أزمة مرور حادة على مستوى الطرق الأربعة بعلي منجلي، الرابطة بالطريق الوطني بين ولايتي قسنطينة وأم البواقي، وأيضا باتنة وبسكرة؛ احتجاجا على غياب النقل المدرسي عن منطقتهم. وجاءت هذه الحركة الاحتجاجية نتيجة معاناتهم مع وسائل النقل المدرسي في كل موسم دراسي؛ ما دفع بهم إلى انتهاج لغة الشارع؛ بهدف لفت انتباه السلطات المحلية، التي تجاهلت، حسب تأكيدهم، انشغالاتهم بالرغم من الشكاوى العديدة التي رفعوها إليها طيلة السنوات الفارطة.

==========

مشروع 250 مسكن "أل بي يا" بكسار لقلال ... المكتتبون بقسنطينة يطالبون بسكناتهم

اشتكى المستفيدون من مشروع 250 مسكن ترقوي مدعم بكسار لقلال التابعة لبلدية ديدوش مراد بقسنطينة، من التأخر الكبير في تسلّم مفاتيح سكناتهم؛ بسبب تماطل المرقية العقارية في استكمال هذا المشروع السكني الذي طال انتظاره. 

أعرب المستفيدون الذين اغتنموا زيارة الوالي، مؤخرا، بلديتهم للوقوف على العديد من المشاريع السكنية وفي مقدمتها المشاريع الخاصة بصيغة الترقوي المدعم والتي تعرف تأخرا كبيرا، أعربوا عن استيائهم الشديد من الوضعية التي يعيشونها بسبب تأخر المشروع الذي انطلق سنة 2012. وقالوا إنهم قاموا بدفع المستحقات المالية للمرقية العقارية صاحبة المشروع، إلا أنه إلى حد الساعة لم يظهر عليها جديد، كاشفين عن المعاناة الكبيرة التي يواجهونها بسبب هذا الوضع، خاصة ما تعلق بالكراء عند الخواص بأثمان باهظة للبعض؛ إذ قالوا إنها تكلفهم 14 مليون سنتيم سنويا؛ ما يعادل 1.5 مليون شهريا، مع إقامة بعضهم مع العائلة، لا سيما أن أغلبهم أرباب عائلات، غير قادرين على تحمل مصاريف العيش. امتعاض هؤلاء المكتتبين بعد مناشداتهم العديدة الجهات المعنية بالأمر التي لم تخلّصهم من هذا الوضع المزري الذي يعيشونه؛ فهم محرومين من ضروريات الحياة الكريمة. وأضاف المكتتبون أنهم كانوا راسلوا مدير السكن بالولاية، للنظر في التأخر المسجل في الأشغال، والوقوف على نوعية المواد المستعملة في الإنجاز، والمنافية -حسبهم - لشروط دفتر الأعباء المفروض على المقاولة، غير أنه لم يتم اتخاذ أي قرار يُذكر، وهو ما أثار حفيظتهم، خاصة أن المقاولة المكلفة بالإنجاز لم تقدم تاريخا واضحا للتسليم من قبل.

كما أن موعد تسليم المفاتيح كان يُفترض أن يكون شهر جويلية من عام 2018، غير أن تماطلها تَسبب في تأجيل السكنات الجاهزة في أكثر من مناسبة. كما وجّه المحتجون انتقادات لاذعة بخصوص عدم الانطلاق في شطر العمارات المتبقية، والتي تضم 40 مسكنا، إضافة إلى التهيئة الخارجية للعمارات؛ سواء من ناحية فضاءات لعب الأطفال أو حتى حظيرة ركن السيارات والمساحات الخضراء. وطالب المعنيون بالتعجيل بتسليم سكناتهم الجاهزة، مع إجبار المرقية العقارية على الإسراع في استكمال توزيع 40 وحدة سكنية المتبقية، حيث طالبوا بإلزام المرقية بتقديم بطاقة تقنية، تَبين من خلالها مدى تقدم الأشغال، والمدة الزمنية المحددة لإنهائها، مع تمكين المكتتبين المتبقين، ويتعلق الأمر بـ 40 مكتتبا، من معاينة الأشغال المتبقية في إطار ما يسمح به القانون. ومن جهته، وقف الوالي خلال معاينته مشاريع السكنات الترقوية المدعمة التي تعرف تأخرا في الإنجاز، لتذليل العقبات ميدانيا، والدفع بها قصد تسليمها لمستحقيها في أقرب الآجال. وبخصوص مشروع إنجاز 250 وحدة بكسار لقلال التي وصلت نسبة أشغالها إلى 80 بالمائة، أمر الوالي بإيجاد حل لمشكل تصريف المياه، فيما تعهدت المقاولة بتسليم 210 وحدة نهاية شهر مارس المقبل.