قرية بن جازية بزيغود يوسف

عزلة فرضها وضع الطريق وزادها تساقط الأمطار

عزلة فرضها وضع الطريق  وزادها تساقط الأمطار
  • القراءات: 782
شبيلة. ح شبيلة. ح

تفاقمت معاناة سكان قرية بن جازية، ببلدية زيغود يوسف في قسنطينة، بسبب تدهور الطرقات وانعدام التهيئة بمحيط قريتهم، مما صعب عليهم تنقلاتهم اليومية، وجعلهم يعيشون عزلة مفروضة، خاصة في فصل الشتاء.

عبر سكان القرية، الذين يفوق عددهم 50 عائلة، عن امتعاضهم الشديد من الأوضاع المزرية التي يعيشونها، في ظل تماطل السلطات المحلية والبلدية، في إخراجهم من دائرة الظل التي يقطنونها منذ سنوات، وإنهاء معاناتهم التي جعلتهم يعيشون وضعية مزرية، بسبب انعدام وسائل النقل التي يرفض أصحابها ولوج قريتهم، لاهتراء جل طرقها، معتمدين في تنقلاتهم على الجرارات بالدرجة الأولى، لنقل حاجياتهم، لأن المنطقة فلاحية، أو السير على الأقدام لمسافات لا تقل عن 3 كيلومترات،  من أجل نقل أغراضهم، على غرار قارورات غاز البوتان، أو حتى أكياس الشعير أو النخالة التي يضطرون أحيانا إلى نقلها على أكتافهم، أو التنقل في سيارات الخواص "الفرود" بتكاليف مرتفعة، مقارنة بمداخيلهم التي ترتكز في معظمها على عائدات نشاطاتهم الفلاحية.

تعد صعوبات التنقل عبر الطريق المهترئ المؤدي إلى القرية، صورة تعكس الواقع المعيش، ومشهدا مصغرا عما يعانيه سكانها من نقائص في شتى المجالات، إذ يشتكي السكان من مظاهر البداوة التي لازالت تلازم نمط معيشتهم، في ظل افتقار المنطقة لبرامج تنموية، من شأنها تحسين ظروفهم المعيشية، في وقت لا زال السكان يعتمدون على الطرق البدائية والتقليدية في تصريف المياه المستعملة عبر السواقي، والحفر الأرضية، بسبب افتقار التجمعات السكانية لشبكة التطهير وقنوات الصرف الصحي. يطرح سكان القرية، العديد من التساؤلات عما وصفوه بالتهميش الذي طال جميع جوانب الحياة، إلى حد أصبحت ـ حسبهم- هذه المنطقة منسية في خريطة التنمية، رغم الشكاوى المتكررة والمطالب المرفوعة إلى سلطات البلدية، لتسجيل مشاريع حيوية، تساعدهم على تجاوز المتاعب التي يواجهونها في حياتهم اليومية، خصوصا ما تعلق بتعبيد الطريق الوحيد المؤدي إلى قريتهم.

أضاف المشتكون، أن مصالح البلدية أكدت لهم في وقت سابق، استفادتهم من عدة مشاريع تنموية، في إطار التكفل بتنمية مناطق الظل، حيث تمت برمجة مشاريع تنموية عديدة لفائدتهم، منها إعادة الاعتبار للطريق محل الشكوى، والذي تم تكليف مهمة إنجازه لمكتب دراسات خاص، أكد لهم أن نسبة دراسة المشروع، وصلت إلى 50 بالمئة، شأنها شأن الطريق الواقع في منطقة عين دالية، مضيفين أن مصالح البلدية وعدتهم بتمويل المشروع وإنجازه قبل انقضاء السنة المقبلة.

 


 

جبل الوحش ببلدية قسنطينة.. سكان أرض مصالي يطالبون بحل مشاكلهم

تساءلت عشرات العائلات من أرض مصالي، بأعالي منطقة جبل الوحش في بلدية قسنطينة، والتي تبعد بحوالي 8 كيلومترات عن عاصمة الولاية، عن سبب تجاهل السلطات المحلية لمشاكلهم التي تزداد حدتها مع كل شتاء، بسبب غياب أدنى ظروف الحياة الكريمة من غاز ومياه شرب ونقل وتهيئة وغيرها. أكد المشتكون في حديثهم لـ"المساء"، أن مشاكلهم لا تزال عالقة تبحث عن حل نهائي، حيث رفعوا عدة مراسلات وشكاوى عديدة لمصالح البلدية، من أجل إيجاد حل لمعاناتهم اليومية بسكناتهم التي يعيشونها منذ أزيد من 50 سنة، غير أن أوضاعهم لم تتغير، بل زادت تفاقما يوما بعد يوم، حيث أعرب السكان عن استيائهم الشديد من لامبالاة المسؤولين الذين لم يحركوا أي ساكن لتدارك الوضع. 

جعلت هذه الوضعية السكان القاطنين، يعيشون عزلة مفروضة عليهم، سببها الأول غياب الغاز عنهم، وهو ما أصبح يؤرقهم، خاصة مع قسوة الشتاء، حيث أكد السكان أنهم يضطرون إلى اللجوء لاقتناء قارورات غاز البوتان، التي أصحبت الحل الوحيد في هذا الفصل بالذات، رغم أنها لا تسد حاجاتهم، بالنظر إلى الطلب المتزايد عليها، فضلا عن ارتفاع أسعارها التي أثقلت كاهلهم، كون أغلب العائلات من ذوي الدخل المحدود. وما زاد من استياء المشتكين من سكان المنطقة الواقعة على حواف الطريق السيار شرق ـ غرب، عند مخرج المدينة باتجاه ولايتي سكيكدة وعنابة، غياب مياه الشرب عن حنفياتهم، الأمر الذي دفعهم إلى الاستعانة بصهاريج المياه التي يقدر ثمنها ما بين 1200 و1500 دينار للصهريج الواحد، أو المساكن القريبة للتزود بهذه المادة الحيوية، مطالبين السلطات البلدية، العمل على ربطهم بماء الحنفية بعد معاناة دامت لسنين طويلة، خاصة مع وجود خزان مياه قريب منهم.

أكد القاطنون الذين استبشروا خيرا، بعد إدراج منطقتهم مع منطقة كاف لكحل منطقة ظل، آملين أن تمسهم بعض المشاريع التنموية لتحسين ظروف معيشتهم، أن مشاكلهم ما زالت عالقة وقيد الدراسة فقط، والتي يضاف إليها مشكل غياب النقل المدرسي الذي بقي نقطة سوداء بالمنطقة، حيث يضطرون إلى مرافقة أبنائهم إلى حافة الطريق السريع، والاستعانة بسيارت "الفرود"، بمبلغ لا يقل عن 150 دينار للفرد الواحد، ليتمكن صغارهم من بلوغ محطة الحافلات، ومنها الوصول إلى مدارسهم بكل من الزيادية، وجبل الوحش.