مشتة سلامي ببلدية الشرفة (عنابة)

عزلة تنموية تطبع يوميات السكان

عزلة تنموية تطبع يوميات السكان
  • القراءات: 499
سميرة عوام سميرة عوام

يعيش سكان مشتة سلامي ببلدية الشرفة بولاية عنابة التي تبعد عن عاصمة الولاية بـ 39 كلم، غيابا تاما للمرافق الترفيهية، لا سيما بعد إغلاق دار الشباب الوحيدة الموجودة بقريتهم منذ عدة سنوات، وهو الأمر الذي أجبر شباب هذه المنطقة المحرومة، على التنقل بين المقاهي، أو البقاء بمحاذاة الطريق الوطني رقم 21 الرابط بين ولايتي عنابة وسكيكدة، حيث يجتمعون لتبادل الحديث لساعات؛ هربا من رطوبة منازلهم، ولقتل الفراغ اليومي، إلى جانب الأطفال الذين لا يجدون فضاء للّعب.

وأوضح سكان المنطقة أن دار الشباب المذكورة لاتزال أبوابها مغلقة بعد أن أُهملت، وتحولت إلى خراب، ولا تصلح كمركز يستفيد منه سكان قرية سلامي، خاصة بالنسبة للتكوين؛ حيث يتنقلون إلى بلدية الشرفة أو عين الباردة، وهي بلديات قريبة من هذا الحي المهمش، الذي لا يتوفر على أبسط شروط الحياة الكريمة.

وفي سياق متصل، يعاني سكان هذه القرية ـ رغم توفرها على أراض خصبة وصالحة للزراعة؛ باعتبارها منطقة فلاحية بامتياز ـ من البطالة والحرمان من مناصب الشغل. وطالب سكانها مرات عديدة، بتدعيمهم ببرامج الدعم الفلاحي، ومرافقتهم من قبل السلطات المحلية؛ من أجل الخروج من دائرة الحرمان، والبطالة القاتلة.

وفي ما يخص البنية التحتية فهي هشة، وتحتاج إلى برنامج تنموي طموح، إلى جانب هشاشة الطرقات، واهتراء شبكة الصرف الصحي، ناهيك عن غياب الإنارة العمومية عن هذه القرية، فقد توقفت المصابيح، واحترقت بعد شهرين من تركيبها، حسب تأكيد المشتكين، وهو الأمر الذي أثار غضبهم وقلقهم، خاصة أن أغلب سكان مشتة سلامي وما جاورها، يعيشون من تربية المواشي، وهو ما زاد من مخاوف سرقة أغنامهم التي تُعد المصدر الرئيس والوحيد لرزقهم.

وفي هذا الشأن، ينتظر سكان مشتة سلامي زيارة المسؤولين المحليين، للوقوف على معاناتهم، ومن ثَم العمل على إخراجهم من عزلتهم التنموية، مع تخصيص برنامج تنموي يخرجهم من الفقر، وإعادة ترميم دار الشباب، وفتحها أمام الجمهور الواسع؛ لقضاء وقت بين الترفيه والتكوين في مختلف التخصصات التي توفرها.