لمواجهة تكاليف الدخول المدرسي

عائلات تعرض أغراضها الشخصية للبيع على المواقع

عائلات تعرض أغراضها الشخصية للبيع على المواقع
  • 575
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

اصطدم العديد من المواطنين بواقع غلاء الأسعار قبيل موعد الدخول الاجتماعي، الذي لا تفصلنا عنه سوى ثلاثة أسابيع فقط، حيث لم يجد البعض منفذا للخروج من الأزمة المالية والضائقة التي تنتظرهم الشهر القادم، سوى عرض بعض أغراضهم الشخصية، من ملابس وأجهزة كومبيوتر وأجهزة كهرومنزلية، بل وحتى أثاثهم، للبيع في صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والمجموعات المخصصة لبيع الأغراض القديمة والمستعملة، على غرار المواقع المخصصة للبيع الإلكتروني.

تشهد محلات بيع الألبسة والمحافظ والمآزر، بالإضافة إلى نقاط بيع الأدوات المدرسية بالعاصمة، إقبالا ضعيفا هذه الأيام، مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب ارتفاع أسعارها، حسب ما لاحظته "المساء" خلال جولتها الميدانية.

تباين في الأسعار من محل لآخر

لاحظت "المساء"، خلال جولتها بسوق بومعطي في الحراش، واقع غلاء الأسعار الذي طال المستلزمات المدرسية، بالإضافة إلى ملابس الأطفال، حيث لفت انتباهها وجود البعض من الأولياء يجوبون الأسواق رفقة أبنائهم، وهم تائهون بفعل الزيادة "غير المسبوقة" التي مست أسعار المآزر والمحافظ، سواء المستوردة منها أو محلية الصنع.

تباينت الأسعار من محل لآخر، حسب جودتها والعلامة التي تحملها، بينما طالت ظاهرة الغلاء الفاحش مختلف أنواع الألبسة، من سراويل وأقمصة وأحذية، بعيدة عن متناول "الزوالية" من أصحاب الدخل الضعيف، الذين اشتكوا من الأثمان المرتفعة.

"الكريدي" لتغطية مصاريف الدخول المدرسي

تحدث بعضهم لـالمساء"، أنهم توقفوا عن العمل لأشهر عديدة، مما جعلهم يلجأون إلى "الكريدي" أو القرض، من أجل الإتيان بلقمة عيشهم، دون تمكنهم من تغطية مصاريف الدخول الاجتماعي، لاسيما أن عددا كبيرا ممن تحدثت إليهم، لهم عدد من الأطفال المقبلين على الدراسة هذه السنة، مما صعب مهمتهم المرهقة التي جعلتهم يتأملون فقط في هذه المستلزمات، ويتريثون في اقتنائها.

ويأمل العديد من المواطنين، في انخفاض أثمان المستلزمات والألبسة، للظفر بإحدى الأشياء وإسعاد فلذات أكبادهم، خصوصا أن ميزانيتهم لا تسمح بتغطية كافة المصاريف، إذ أن نفقات طفل واحد فقط قد تصل إلى حوالي 10 آلاف دينار أو أكثر، من تغطية جميع المستلزمات التي أضحت صعبة المنال على أصحاب الدخل المتوسط والمحدود.

وأكد أحد المواطنين، أن العائلات الفقيرة وحتى المتوسطة، بدأت تستسلم للأمر الواقع، بسبب ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بـ 30 بالمئة، وكذا فاتورة الكهرباء، مشيرا في السياق، إلى أن أسرة متكونة من 5 أفراد، يلزمها على الأقل أجر بقيمة 50 ألف دينار للعيش بميزانية تقشفية ومجابهة هذه المصاريف، مع احتمال اللجوء للاستدانة.

مواطنون يبيعون ممتلكاتهم لتغطية المصاريف

خلال تصفح "المساء" لموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، صادفت إعلانا لبيع هاتف نقال ذكي، يقول صاحبه: "إنه جميل وغير مستعمل، لكنه مضطر إلى التخلي عنه وبيعه، لحاجته الماسة إلى المال، كي يشتري ألبسة لأبنائه بمناسبة الدخول المدرسي"، وقد حاول استعطاف المطلعين على الإعلان بوضع شاحن ثان وبطارية إضافية له، وكذا بعض الأكسسوارات، مثل الغلاف وسماعات عادية و"بلوثوث".

ولم يسلم أثاث البيت من موجة التغيير، حيث أقدم البعض على عرض خزانته، وصالون المنزل، وطاولات وكراسٍ، بغية تأمين مبالغ مالية قليلة، تعينهم على تغطية التكاليف التي تنتظرهم، بعدما كانت السيدات يعتمدن على مجوهراتهن لمواجهة الأزمات.

وما شد انتباه "المساء"، في مختلف الإعلانات؛ كثرة استعمال عبارة "بحاجة إلى المال للدخول المدرسي"، فنادرا ما يخلو واحد منها في محاولة أصحابها استعطاف المطلعين عليها، ودفعهم إلى الشراء وعدم اقتراح أسعار أقل من تلك التي حددها أصحاب السلع المعروضة.