مصالح الفلاحة بتيزي وزو تدعو إلى اليقظة

ظهور البياض الزغبي والدقيقي بسبب التغيرات المناخية

ظهور البياض الزغبي والدقيقي بسبب التغيرات المناخية
  • القراءات: 4125
س. زميحي س. زميحي

شرعت مديرية المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو، في عملية تحسيس وتوعية الفلاحين بالأمراض التي تصيب المحاصيل الزراعية، نتيجة التغيرات المناخية التي تتميز بأمطار ودرجة حرارة عالية، مما يحفز انتشار أمراض فطرية وبائية وسط محاصيلهم الزراعية من الخضروات، ناهيك عن استهداف بعض الأمراض التي تصيب الأشجار المثمرة كالعنب، وهو ما يتطلب من المنتجين توخي الحذر واليقظة باتباع نصائح وإرشادات المختصين لحماية مردودية منتوجاتهم.

عملية التحسيس التي أطلقتها مديرية المصالح الفلاحية لولاية تيزي وزو عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى توعية الفلاحين بغية أخذ الحيطة والحذر اللازمين، واتباع النصائح والإرشادات من طرف المختصين لحماية المنتوجات والمحاصيل الزراعية المهددة بالفطريات، والبكتريا الناتجة عن التغيرات المناخية المصاحبة لموسم الربيع، الذي يعتبر من أصعب المواسم بالنسبة للمنتجين.

قال مدير القطاع الفلاحي للولاية، لاعيب مخلوف في تصريح لـ«المساء"، إنه بالنظر إلى التغيرات المناخية التي تميزت بأمطار واختلاف واضح في درجة الحرارة الملائمة والمناسبة، تقرر توعية الفلاحين خصوصا بظهور مرض البياض الزغبي والدقيقي، موضحا أنه في حال غفلة الفلاح عنها، ستؤثر على المنتوج، مضيفا أن الفترة التي صاحبت نهاية شهر أفريل وبداية شهر ماي، تميزت بانتشار أمراض وفطريات استهدفت المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة، مما يستدعي تنبيه وتوعية الفلاحين بمخاطرها على المردودية.

أكد المدير أن وقاية وحماية المحاصيل مطلوبة، حتى وإن لم تكن هناك أمراض، ليكون الفلاح مستعدا عند ظهور الأمراض ومواجهة أية وضع محتمل، مذكرا بأن الولاية تضم نحو 7 آلاف هكتار من المساحة المنتجة للعنب، ومع انتشار الأمراض، يتوجب على المنتجين ضمان مراقبة مستمرة للحقول والمزارع، إلى جانب متابعة العلاج على الأقل مرة كل أسبوع، حيث يعلم الفلاحون في الولاية بأن أبواب المديرية والمقاطعات الفلاحية الموزعة بإقليم الولاية مفتوحة للجميع، لمرافقتهم ومساعدتهم على تتبع التنبيهات الصادرة عنهم عبر مختلف الوسائل، مع إدراكهم أهمية نزع الحشائش الضارة، لأنها تعتبر محيطا خصبا للأمراض الفطرية الوبائية.

قال قاسي بوخلفة، رئيس مفتشية الصحة النباتية لدى مديرية الفلاحة لتيزي وزو في تصريح لـ«المساء"، إنه على الفلاحين توخي الحذر من ظهور الأمراض في حقول العنب، وبصفته مختصا في الصحة النباتية، ينصح منتجي العنب بضمان المراقبة المستمرة للحقول، وفي حال ظهورها على الأوراق، يشرع في المعالجة الوقائية بمبيد فطري مرخص، مضيفا أنه ولمزيد من المعلومات والإرشادات، يمكن للفلاحين الاتصال بمفتشية الصحة النباتية عبر موقع مديرية الفلاحة، بغية الاستفادة أكثر في مجال الحفاظ والاعتناء بالمحاصيل والمنتجات من أي مرض يهدد المردودية.

قال المتحدث بخصوص الأمراض التي تصيب المحاصيل "إننا في موسم الربيع الذي يتزامن مع التطور والنمو الخضري السريع للنباتات، الإزهار والإثمار، مضيفا أن هذه المراحل جد حساسة للهجوم التالف، وللأمراض، والمناخ الذي تميزت به الأيام الأخيرة من أمطار ودرجة حرارة مرتفعة في النهار، مواتية لنمو الفطريات والبكتريا.

أعقب أن المشاكل الهامة التي تصيب الصحة النباتية وتتطلب العلاج المستعجل، منها البياض الزغبي الذي يصيب البطاطا، إلى جانب البياض الزغبي "الميلديو" والدقيقي الذي يصيب أشجار العنب، كذلك أمراض التشفير التي تسجل بمحاصيل الحبوب، حشرة المنة التي تصيب كل المحاصيل، داء المبيضات التي تتعرض لها أشجار الكرز، المشمش، والخوخ، والتبقع الورقي أو ما يعرف بـ«الجرب" و«عثة الترميز" اللذين يعصفان بأشجار التفاح والأجاص، مشيرا إلى أن هذه الأمراض الفطرية التي تصيب حقول الخضروات والفواكه، بسبب التغيرات المناخية، تؤثر سلبا على مردودية المحاصيل، في حالة عدم المعاجلة السريعة والفعالة بالأدوية والمبيدات الفلاحية. 

للإشارة، يبقى على الفلاحين ومنتجي الفواكه الاستعداد لمواجهة هذه الأمراض الوبائية الناتجة عن تساقط الأمطار وارتفاع نسبة الرطوبة، في ظهور بؤر للبياض الزغبي، بالحرص على ضمان المراقبة اليومية لحقول الخضروات والفواكه ومعالجتها بشكل سريع وفعال، في حال ظهور أعراض أي مرض فطري، إلى جانب احترام معايير المعالجة بالأدوية الفلاحية وأوقاتها، من خلال قراءة نشرية كل دواء، اقتناء الأدوية الملائمة والفعالة والابتعاد عن الشراء العشوائي.

واضية: فتح "مطعم الرحمة" وتوزيع وجبات ساخنة

بادرت عائلة من بلدية واضية، الواقعة بالمرتفعات الجبلية لولاية تيزي وزو، إلى فتح "مطعم الرحمة" وسط المدينة، من أجل إعداد وجبات ساخنة جاهزة وتوزيعها على المحتاجين والفقراء طيلة الشهر الفضيل، حيث سمحت هذه العملية التضامنية بنقل يوميا، 200 وجبة نحو منازل المستفيدين من مختلف الفئات الاجتماعية، كمرحلة أولى، على أمل رفع حصة المستفيدين، والذي يتوقف على مدى قوة دعم ومساندة المحسنين بتوفير المستلزمات الضرورية.

لم يمنع وباء "كورونا" سكان بلديات وقرى تيزي وزو من تجسيد عمليات تضامنية مختلفة، لمساعدة ودعم المحتاجين والفقراء خلال شهر رمضان، كما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، حيث قامت مختلف الهيئات بما فيها المصالح الولائية، البلديات، المحسنين، التجار وكذا الجمعيات، بمبادرات مختلفة لمد يد العون للمعوزين، سواء خلال فترة الحجر الصحي أو تزامنا مع حلول رمضان، والتي لا زالت متواصلة كما هو مسجل ببلدية واضية، ومبادرات مماثلة يحضر لها لتجسيد قيم التضامن.

رغم الأزمة الصحية الناتجة عن وباء "كورونا"، لم تتوقف عمليات التضامن المسطرة خلال رمضان 2020، على توزيع الطرود الغذائية على المعوزين فحسب، طالما هناك إرادة مواطناتية لتوسيع دائرة التضامن، مثلما قام به مواطن ببلدية واضية بفتح مطعم الرحمة "ملحة"، ليس لاستقبال المعوزين وعابري السبيل، لكن من أجل إعداد وجبات ساخنة ونقلها إلى المنازل، حيث استفادت منها مختلف شرائح المجتمع.

قال السيد رمضان صاحب مطعم الرحمة "ملحة" بواضية، إن المبادرة التي عمدت إليها عائلته، تعود لأكثر من أربع سنوات، لتتحقق هذه السنة موازاة مع الحجر الصحي الذي فرضه وباء "كورونا" وحلول شهر رمضان المعظم، حيث تنجد أثرياء المنطقة والمحسنون وجمعية "البركة" لضمان تحقيق فكرته وفتح مطعم الرحمة، لكن ليس لاستقبال المحتاجين، كما جرت عليه العادة في السنوات الماضية، إنما لإعداد وجبات ساخنة وتوزيعها بنقلها للمحتاجين من مختلف الفئات، حيث تم إلى حد اليوم، بلوغ 200 وجبة يتم إعدادها يوميا، وتوزيعها بمساعدة المواطنين الذين سخروا سيارتهم من أجل نقلها للمعنيين.

قال أحد أعضاء جمعية "البركة" بواضية، إن هذه العملية التضامنية تأتي لمساعدة مختلف فئات المجتمع من المعاقين، المسنين الذين لا يملكون أحدا، المحتاجين وغيرهم، ويتم حاليا إعداد وجبات لفئة صغيرة، بهدف هو توسيع المبادرة لتضم أكبر عدد ممكن، على اعتبار أن هناك محتاجين وفقراء بحاجة إلى هذه المساعدات، موجها نداء للمحسنين لبلوغ هذا الهدف من خلال تدعيم المطعم وتوفير مستلزمات الوجبات الساخنة، من أجل إدخال الفرحة إلى قلوب المحتاجين الذين ينتظرون التفاتة ومساعدة في هذه الفترة العصيبة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين.

مع احترام الإجراءات الوقائية: استئناف أشغال إنجاز المشاريع السكنية

دعا والي تيزي وزو محمود جامع، المؤسسات المكلفة بإنجاز المشاريع التنموية في مختلف القطاعات، إلى استئناف الأشغال تدريجيا، مشددا على ضرورة احترام وتطبيق الإجراءات الوقائية الاحترازية، لضمان حماية اليد العاملة من خطر وباء "كوفيد 19".

الوالي الذي ترأس اجتماع عمل يوم الخميس المنصرم، لدراسة واقع مشاريع قطاع السكن بالولاية، طالب ممثلي المؤسسات المكلفة بإنجاز مشاريع القطاع، بتحضير وإعداد مخطط نشاط يسمح باستئناف الأشغال تدريجيا، مع تطبيق إجراءات الوقاية من فيروس "كورونا"، حيث أن الاجتماع الذي يدخل في إطار استئناف النشاط تدريجيا بالقطاعات المختلفة عبر إقليم الولاية، يأتي لضمان استفادة السكان من البرامج الموجهة لهم في أقرب وقت ممكن.

دعا الوالي المؤسسات المسندة لها مشاريع السكن، بالعمل على إنهاء عملية الإنجاز، لتوزيع السكنات التي ينتظرها السكان بفارغ الصبر، على أن تتواصل عملية الاستلام والتوزيع حتى تمس كل البرامج السكنية الجارية أشغال إنجازها على تراب الولاية، حيث يسمح هذا القرار بالعودة إلى النشاط بقطاع السكن وقطاعات أخرى وتحريك دواليب التنمية المتوقفة بسبب وباء "كورونا".

للإشارة، الاجتماع الذي حضره مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري، مدير السكن، العمران والبناء، رؤساء المؤسسات المكلفة بإنجاز مشاريع السكن نوع "سكن عمومي إيجاري"، كان فرصة لعرض واقع المشاريع وتقييم وتيرة تقدمها، وتصنيفها بحسب الأشغال المتبقية، والتي سيتم استلامها حسب التقدم الذي أحرزته أشغال الإنجاز الواحد بعد الآخر.