"المساء" وقفت على المشروع الضخم بولاية وهران

"طريق الميناء".. تحفة هندسية وبوابة لدفع الاستثمار

"طريق الميناء".. تحفة هندسية وبوابة لدفع الاستثمار
  • القراءات: 3829
❊❊ رضوان قلوش ❊❊ ❊❊ رضوان قلوش ❊❊

تستعد ولاية وهران، نهاية شهر جويلية المقبل، لاستلام الشطر الأول من الطريق الجديد الذي يربط ميناء وهران بالطريق السيار شرق-غرب عبر الطريق المحيطي رقم 4، وهو المشروع الذي يعد منفذا جديدا لمدينة وهران نحو الطريق السريع شرق ـ غرب، مما سيخفف من الطوابير المرورية على مستوى المدينة التي تستعد لاحتضان فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، غير أن الأهمية الجديدة للطريق كشف عنها الوالي، أول أمس، خلال زيارة ميدانية قادته إلى المشروع.

يعد مشروع الطريق الجديد الرابط بين ميناء وهران والطريق السيار شرق -غرب، والممتد على مسافة 26 كيلومترا، من أعظم الإنجازات المنتظرة في الولاية، من شأنه تخفيف الضغط عن مدينة وهران فيما يتعلق بالحركة والسيولة المرورية، خاصة بعد اتّخاذ قرار تحويل كامل مستعملي الطريق من الشاحنات ذات الوزن الثقيل عبر الطريق الجديد عند خروجها أو دخولها للميناء، بما سيسمح بتحرير المسار وطرق مدينة وهران، غير أن المشروع وأمام أهميته، يبقى يشكل تحديا هندسيا للقائمين على المشروع الضخم، الذي سيسلم أوّل جزء منه بطول 8 كلم فقط، في نهاية شهر جويلية المقبل. وقد قامت "المساء" بمرافقة المهندسين ومسؤولي مديرية الأشغال العمومية للوقوف على مدى تقدم أشغال المشروع الواقع بمنطقة جبلية يصعب الوصول إليه.

تحد معماري رفعه جزائريون

يعد المشروع الجديد للطريق قيد الإنشاء، من أهم الإنجازات الهندسية المنتظر تسليمها بعد انتهاء كامل الطريق والمسارات. وكشف مسؤول مكتب الدراسات "يوكسل برودي" عن أن إنجاز المشروع تشرف عليه شركة مختلطة جزائرية- تركية ضمن مجمع يعرف بتسمية "جان"، يمتد على 26 كلم من المسارات والطرق العلوية والأنفاق المختلفة. وقد خصص للشطر الأول من المشروع مبلغ 40 مليون دينار، ويضم ضمن مخططه الكلي العديد من المنشآت الفنية، على غرار طريق علوي سينجز فوق سطح البحر، يمتد على مسافة 1.7 كلم، وسيكون تحديا كبيرا أمام الشركة التي ستستعمل من خلالها آخر المستجدات في مجال التقنية الخاصة بالبناء فوق سطح عائم، أمام صعوبة المسلك وطبيعة الأرضية الترابية.

كما يعرف المشروع إنجاز تحد معماري آخر، يتمثل في نفق أرضي انطلقت به الأشغال ووصلت نسبتها إلى 90 بالمائة، وهو النفق الذي سيمتد على طول 3.150 كلم بـ4 منافذ ونظام تهوية خاص ومسلك تحويل ونجدة.

وقفت "المساء" على حجم الإنجاز المنتظر تسليمه، وأكد المسؤول على متابعة الأشغال بعين المكان، على أن أشغال الحفر انطلقت منذ قرابة السنة، بعمق 17 مترا، وتواصلت إلى غاية حي المنزه ببلدية وهران، حيث بلغ حدود 2.7 كلم، غير أن الأشغال تسير حاليا ببطء ومتابعة دقيقة وحسابات هندسية، لأن النفق بلغ حدود منطقة آهلة، حيت تجري الأشغال على عمق 7 أمتار فقط أسفل مساكن المواطنين، مما يجعل الأشغال أكثر دقة لتفادي وقوع حوادث خطيرة.

أرجع المتحدث سبب الصعود إلى غاية 7 أمتار، إلى أن الإنجاز يتطلب ذلك، كون مخرج النفق على مستوى منطقة الجوالق يقع بأسفل الجبل، مما تطلب الحفر صعودا إلى غاية الخروج على مستوى الطريق المحيطي رقم 4. كما زود النفق بنظام تهوية خاص، سيضمن تهويته على مدار الساعة لمستعملي النفق مستقبلا، وهو إنجاز تطلب كفاءات خاصة، معظمها جزائرية، أبانت عن قدراتها في إنشاء  مثل هذه التحف المعمارية.

كما تم الانتهاء بنسبة كاملة من نفق أرضي آخر يقع وسط الطريق، يربط جزئي الطريق الممتد على طول 1.3 كلم، وهو النفق الذي مرت "المساء" عبره باتجاه منطقة إنجاز النفق الكبير، حيث تمكنت الشركة من إنشاء النفق في المدة المحددة له، كما سيتم إنجاز طريق ازدواجي بطول يقارب 2 كلم على مستوى ثلاث مسالك.

حسب الدراسة التقنية، فإن النفق الأرضي سيكون بحاجة إلى 10900 متر مكعب من الإسمنت المسلح، فيما سيتم إنتاج 1388000 متر مكعب من الإسمنت المسلح لتغطية كامل المسارات، مع إنجاز 1800 متر من الجدار الواقي لمنع انزلاق التربة نحو المسارات.

سيولة مرورية ودافع للاقتصاد

سيمكّن الطريق بعد دخوله حيز الخدمة، من ربط الطريق الاجتنابي الخامس الذي يعد من بين المشاريع الهامة التي تنجز حاليا بالتوازي وإنجاز المسارات الجديدة بولاية وهران، وهو الطريق الذي يمتد من منطقة كناستيل ببلدية وهران، مرورا بمحول منطقة سيدي البشير ببلدية بئر الجير، وصولا إلى الطريق الوطني رقم 11 المتجه نحو ولاية مستغانم، ومنه نحو الطريق السيار شرق-غرب عبر ولاية غليزان.

وهو ما من شأنه فتح آفاق جديدة للمؤسسات والشركات المستثمرة في ولاية وهران، سيمكنها من ربح الوقت والوصول بكل سهولة إلى ميناء وهران والخروج منه بعد استلام السلع والمنتجات والاتجاه نحو عدة ولايات، انطلاقا من الطريق الجديد الذي سيضمن الوصول إلى المنطقة الصناعية بالسانيا وبوتليليس عبر الطريق المحيطي رقم 4، وكذا الوصول إلى المنطقة الصناعية بطيوة وأرزيو، إلى جانب إمكانية بلوغ باقي الولايات الأخرى عبر الطريق السيار شرق-غرب، بعد ربط المسارات المنتظرة.

الدراسة التقنية لطريق المسمكة تنتظر الموافقة

وقف الوالي مولود شريفي خلال زيارته للمشروع، على اقتراح دراسة جديدة قدمها مكتب الدراسات المكلف بالمتابعة والإنجاز، وهي الدراسة التقنية التي تخص تمديد الطريق الجديدة باتجاه الغرب، وبالضبط نحو منطقة عين الترك وبلدية وهران، حيث تقترح الدراسة إنجاز طريق على امتداد 8 كلم، سيمر مباشرة فوق الميناء عبر منطقة الجوالق والرأس الأبيض، مع إنشاء نفق على طول 800 متر للوصول إلى وسط مدينة وهران.

هذا الاقتراح وافقت عليه السلطات المحلية، وأكد الوالي أنه سيتم تحويل ملفه إلى وزير الأشغال العمومية للحصول على الموافقة والتمويل بهدف الانطلاق في الأشغال، مشيرا إلى أن إنجاز الطريق الجديد سيفتح المجال لمرور المواطنين القاطنين بشرق المدينة نحو منطقة عين الترك والكورنيش الوهراني، دون دخول المدينة، فضلا عن ربط غرب وهران بشمالها عبر الطريق الجديد.

منطقة توسع سياحي ومنشآت للترفيه

عن أهمية المشروع، كشف السيد شريفي في تصريح لـ«المساء"، عن أن المشروع مهم للولاية، موضحا أنه مهما كلف من أموال، سيتم الانتهاء منه قبل انطلاق فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، حيث سيضمن سيولة مرورية ويجنّب الازدحام المروي بالمدينة، فيما سيمكن المشروع بعد تسليمه، من تغيير صورة ولاية وهران بالكامل. كما سيدفع إلى فتح آفاق للاستثمار الخاص والعمومي على طول الواجهة البحرية الشرقية للولاية، التي تعد من أخصب المناطق وأجملها، وسيتم إنشاء منطقة للتوسع السياحي توجه لصالح الاستثمارات الفعالة، ستعطي لوهران صورتها كمدينة متوسطية، مع إنجاز 3 موانئ للترفيه، فضلا عن مساحات خضراء وفضاءات للعب والنزهة لسكان الولاية وضيوفها.

 

❊❊ رضوان قلوش ❊❊