مصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى قسنطينة

ضغط رهيب أمام تدني الخدمات

ضغط رهيب أمام تدني الخدمات
  • القراءات: 1112
❊زبير.ز   ❊زبير.ز

تشهد مصلحة الاستعجالات الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي "ابن باديس" في قسنطينة، خلال هذه الأيام، ضغطا رهيبا أثر على الأداء الحسن للعمال والموظفين، وخلق أجواء مكهربة داخل المصلحة، في ظل المناوشات التي تقع بسبب كثرة الوافدين، الذين يصل أغلبهم في حالة حرجة، مما يتسبب في عدم احترام الدور من طرف بعض المصابين.

رغم أن المصلحة تدعمت مؤخرا، بوحدة للأمن، بعد هجوم عدد من المنحرفين وخلقهم جوا من الذعر والخوف لدى الأطباء والمرضى، بعدما عاثوا في المصلحة خرابا، إلا أن الضغط الكبير الذي تشهده المصلحة، أثر على أداء الطاقم الطبي وحتى على نظافة المكان، الذي بات يغرق في الدماء والأوساخ، رغم المجهودات التي يقوم بها العمال والموظفون.

زاد من حدة الضغط على هذه المصلحة، عدم تقيد المؤسسات الاستشفائية الجوارية بالسياسة الجديدة المنتهجة من طرف وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، القاضية بتخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية الكبرى، من جهة، وتقريب العلاج من المواطن من جهة أخرى، حيث باتت جل العيادات الجوارية تحول مرضاها إلى المستشفى الجامعي، والمبرر في ذلك، تعطل أجهزة الأشعة، إلى جانب غياب الإمكانيات وعدم وجود العدد الكافي من الأطقم الطبية.

خلال جولة "المساء" بهذه المصلحة، وقفت على العدد الكبير من المرضى الذين ينتظرون دورهم، خاصة بوجود قاعة واحدة للأشعة، وهو ما زاد الطين بلة، في ظل تعطل أجهزة الأشعة في الطابق السفلي، الذي كان يخفف نوعا ما على هذه المصلحة، حيث وصل عدد المرضى الذين أجروا أشعة منذ الصباح وإلى غاية الساعة السابعة مساء، أكثر من 130 مريضا، تعرضوا لإصابات مختلفة سواء على مستوى الرأس، الظهر أو الأطراف، إثر حوادث مرور، حوادث عمل، حوادث منزلية واعتداءات جسدية وشجارات.

المصلحة تعرف توافدا غير معقول للمرضى حتى من المدينة الجديدة علي منجلي، رغم وجود مؤسسات استشفائية بهذه المدينة، وعند استفسارنا لدى عدد من المرضى عن سبب قدومهم إلى مستشفى "ابن باديس"، وقطعهم مسافات تتعدى 30 كلم، أخبرونا أنه لا خيار لهم في ظل تحويلهم من المؤسسات الاستشفائية بعلي منجلي إلى قسنطينة لأسباب يجهلونها، كما صادفنا أيضا مرضى من منطقة صالح دراجي، وهي قرية تابعة لدائرة الخروب، رغم وجود المستشفى الجامعي "محمد بوضياف" بهذه الدائرة.

القاصد لمصلحة الاستعجالات الجراحية بمستشفى "ابن باديس" في  قسنطينة، وبسبب العدد الكبير للمرضى والمصابين، يقضي ما معدله ثلاث ساعات على الأقل بين فحص، إجراء الأشعة والعودة للطبيب مجددا، من أجل الحصول على العلاج المناسب، أما في الحالات المعقدة قليلا، فإن الأمر قد يبلغ بين 8 و10 ساعات، أغلبها تمر في الانتظار على كراسي قاعة الاستقبال، وفي مشاهدة مناظر مرعبة، خاصة خلال إحضار المصابين في حوادث المرور. 

«المساء" تقدمت من أحد أعوان الأمن، داخل المصلحة، وسألته عن كيفية تعاملهم مع هذا العدد الكبير من المرضى ومرافقيهم، وكان رده أن الحديث عن تقديم خدمات نوعية وأنسنة الخدمات، في ظل هذا العدد الهائل من الزوار، يعد ضربا من المستحيل، مضيفا أنهم يعانون كثيرا في التعامل مع قاصدي هذه المصلحة الذين يريد كل واحد منهم أن يمر الأول قبل الآخرين، مما يترتب عنه مناوشات وملاسنات بين مرافقي المرضى، في ظل غياب عامل ينظم الأدوار، وقال؛ إن أعوان الأمن يعملون 12 ساعة في اليوم، وبنظام المناوبة يوما بيوم، وهو الأمر الذي زاد من معاناتهم.     

مصلحة الاستعجالات الطبية بالمستشفى الجامعي "ابن باديس"، التي تقع بمخرج جسر سيدي مسيد، تستقبل أعدادا كبيرة من الجرحى والمصابين في شتى الحوادث، وتضم قاعة استعجالات في طب العظام وأخرى لمعاينة إصابات وجروح الرأس والأعصاب، فضلا عن مصلحة للأشعة، لكنها لا تلبي حاجيات المرضى، في ظل الأعداد الكبيرة التي تقصدها، والتي تجعلها تعمل فوق طاقتها.

في ظل كل هذه المعطيات، وجب على مديرية الصحة التدخل من أجل تنظيم الأمر، وتوفير الإمكانيات للمؤسسات الاستشفائية الجوارية، خاصة ما تعلق منها بأجهزة الأشعة التي تعد عاملا أساسيا في تحويل المرضى إلى المستشفى الجامعي، كما عليها مراقبة هذه المؤسسات التي تكون أجهزتها في أغلب الأحيان معطلة، رغم أنها جديدة، وهو الأمر الذي يدعو للتساؤل، خاصة إذا تم إجراء مقارنة مع العمل الذي تقوم به المؤسسات الخاصة، والتي لا يطرح بها مشكل تعطل أجهزتها تماما.