الأخصائي في إنتاج الزيتون خلوفي:
ضرورة الفهرسة لتطوير الشعبة

- 490

شدد الخبير في شعبة الزيتون سعد خلوفي، نهاية الأسبوع المنصرم من ولاية تيزي وزو، على الحفاظ وحماية الموروث الجزائري في شعبة الزيتون؛ من خلال ضمان فهرسة ووصف كلّ أنواع الزيتون، داعيا الباحثين إلى التوغل في هذا المجال، ودراسة كل نوع مع الأتربة التي تناسبه دراسة ملائمة؛ ما يسمح، حسبه، في المستقبل ببلوغ "الوسم" الذي يجعل هذا المنتوج ملكية الجزائر.
قال الخبير خلال تنشيطه محاضرة بالمعهد التكنولوجي المتوسط للفلاحة المتخصص في الفلاحة الجبلية بوخلفة ببلدية تيزي وزو، إن الجزائر تضم 36 نوعا من الزيتون مفهرسة، في حين تجري عملية فهرسة 36 نوعا آخر، مشيرا إلى أن في الماضي كانت هناك 14 وحدة لمعالجة بقايا الزيتون، منها وحدة بذراع بن خدة بتيزي وزو وبني عمران ببومرداس وتازملت ببجاية وغيرها، لم تعد موجودة اليوم بسبب غياب التكنولوجيا ونقص المعرفة، متأسفا لغياب مهنيّين على مستوى المشاتل؛ ما يتطلب، حسبه، التكوين "العملياتي"، ملحّا على أهمية الحفاظ على حماية التراث الجزائري في هذه الشعبة، ومؤكدا أنها ملكية "جزائرية"، والحفاظ على التنوع في إنتاج الزيتون.
وذكر الخبير أنه لا توجد دراسة حول المكان المناسب لغرس نوع من الزيتون دون آخر، بمعنى لا يوجد ما يحدد نوعية الأرضية الملائمة لنوع معيّن، مؤكدا أن كل التربة ملائمة عدا المالحة والثقيلة. وتكون عملية الغرس حسب الموقع، ممثلا بضواحي منطقة اعزازقة، التي يمكن بها غرس 100 شجرة في الهكتار الواحد، فيما يمكن غرس في المناطق الصحراوية، ما بين 60 و70 شجيرة في الهكتار الواحد؛ إذ لا تحتاج كثيرا للسقي.
وأعقب الخبير أن شجرة الزيتون بعد غرسها تبدأ مرحلة التقليم بعد 3 إلى 4 سنوات من أجل نزع الأغصان، ثم يجب انتظار أكثر من 5 سنوات لبداية الإنتاج، موضحا أن عملية التقليم تتطلب أن يكون شكل الشجرة مثل الأهرامات بالنسبة للمواقع التي تُعرف بالثلوج، وعلى شكل كأس بالنسبة للمناطق التي لا تسقط بها الثلوج. كما أن الأشجار القديمة بحاجة للتجديد الذي يمسّ جزءا أول، وبعد بداية الإنتاج يتم تقليم الجزء الثاني من الشجرة، معتبرا أن عملية التقليم الحالية لا تنجز بطريقة صحيحة تتطلب اعتماد تقنيات تتلاءم والطبيعة والمناخ الذي تعيش فيه الشجرة، وتعقيم الوسائل عند كل عملية تقليم لتفادي انتشار الأمراض التي تصيب الشجرة. وأعقب أن خدمة الأرض بالجزائر "منسية"؛ ما يتطلب فعلا الاهتمام والعناية لتفادي الحرائق، كما أن الشجرة بحاجة للسقي على مدار السنة حتى عند تساقط المطر؛ ما يسمح برفع نسبة الثمار والزهور، وبالتالي تحقيق إنتاج كبير، مذكرا بأن الشجرة تبقي على 2 بالمائة فقط من الأزهار، حيث تسقط الكثير منها في شهر جوان، وهو ما يُعتبر أمرا عاديا.
وذكر الخبير أنواع الزيتون، والبارزة بقوة تسمى "شملال"، حيث إن الأنواع الموجودة تميّز كل منطقة؛ ما كان وراء ظهور أسماء مختلفة للزيتون، حسب كل منطقة، منها "أزراج" و«أيمن" و«فركان" وغيرها من الأنواع، متأسفا لعدم دراسة هذه الأنواع، ومعتبرا أن هذه التسميات المختلفة تتعلق بنوع واحد من الزيتون الذي يختلف من منطقة لأخرى من حيث الحجم والذوق والرائحة وكذا الكميات التي ينتجها.