كشفت أرقام مديرية المصالح الفلاحية بولاية قسنطينة، أن الفلاحين بعاصمة الشرق، قاموا بعملية واسعة لتحديث الماكينات الفلاحية، في المدة الأخيرة، وعلى رأسها تجديد حظيرة الجرارات والحاصدات، في إطار عصرنة التجهيزات، قصد الرفع من المحصول، سواء من الناحية الكمية أو النوعية، والحفاظ على المراتب الأولى التي تحتلها الولاية، خاصة في محاصيل الحبوب.

حسب مصلحة المكننة بتعاونية الحبوب والبقول الجافة، فإن العتاد الفلاحي تجدد بنسبة أكثر من 60 ٪، حيث كشفت أرقام نفس المصلحة، أن حظيرة ”السي. سي. أل. أس”، استفادت في إطار برنامج التمويل عن طريق الإيجار ”الليزينغ”، من 46 آلة حاصدة، تضاف لها 16 آلة حاصدة موجودة بالحظيرة، ليبلغ العدد الإجمالي 62 آلة حاصدة، مع وجود حوالي 400 آلة حاصدة لدى الفلاحين، تغطي احتياجات الولاية وتسمح للفلاحين بالاستغناء عن حاصدات الولايات المجاورة، التي تسببت غالبا في العديد المشاكل، وعلى رأسها الحرائق.

قسنطينة التي تراهن على إنتاج 2.5 مليون قنطار من الحبوب هذا الموسم، سجلت في المواسم الفارطة، بعض الخسائر بسبب عدم التحكم في آلة الحصاد، وهو الأمر الذي تريد المصالح الفلاحية استدراكه، من خلال توجيه النصائح وتحسيس الفلاحين، خاصة أن عدم ضبط وصيانة الآلة الحاصدة، من شأنه أن يفقد الفلاح 10٪ من المردود، كما أن عدم التنظيف الجيد للحاصدات قبل الشروع في الحصد، يساهم في انتشار الأعشاب الضارة، وعلى رأسها عشبة البروم.

تنصح مديرية المصالح الفلاحية في هذا الصدد، بمراقبة غطاء الشرارة لمنع انتقالها إلى المحاصيل، تجهيز الحاصدة بقارورة إطفاء غبارية أو مائية ذات سعة 9 لترات، تأمين الآلة من كافة الأخطار، كما تلح على الفلاح للتأكد من نضج الحبوب قبل حصدها، استعمال رافعات السنابل في المحصول الكثيف، خفض من سرعة الدرس ومراقبة الدارس وتنظيفه من الأعشاب الضارة، مراقبة سرعة دوران الهزازات وضبطها بمعدل 210 دورات في الدقيقة، واتباع إرشادات الأمن وصيانة المحرك.

كما تطالب نفس المصالح من الفلاحين، بالتركيز على الاستعانة بسائق مؤهل لقيادة الحاصدة، من شأنه قبل بدأ العمل، مراقبة مستوى زيت المحرك، مخفضات السرعة، جودة البطارية، جودة وضغط العجلات المطاطية، التأكد من مرشح الهواء الذي يعمل بالزيت، بالإضافة إلى ضبط السلاسل والأحزمة، التأكد من جودة الفرامل، التأكد من وجود الشبكة في وسط الأسطوانة، تشحيم الآلة عدة مرات في اليوم، ومراقبة كافة الأغطية الوقاية.  حسب مصلحة المكننة بتعاونية الحبوب والبقول الجافة، فإن اختلاف ضبط الآلة، يكون حسب نوع المحصول، لأنه يوجد فرق بين حصد الحبوب والبقوليات، وعليه ينصح الفلاح بالضبط الجيد لأجهزة القطع، مع عدم تخفيضها كثيرا لمنع دخول الأعشاب الضارة، وبذلك انخفاض في كمية ونوعية المحصول، بالإضافة إلى التسبب في عدد من المشاكل الأخرى، على غرار زيادة الاحتكاك مع الأجسام الصلبة الموجودة في الأرض، وإمكانية حدوث شرارة تكون سببا في انتشار الحرائق. 

وجهت تعاونية الحبوب والبقول الجافة نداء لكافة الفلاحين، للحرص على احترام قواعد وتدابير السلامة في سبيل مواجهة انتشار وباء ”كوفيد 19”، أثناء دفع المحصول بالتعاونية أو عبر فروعها بالبلديات، مؤكدة أن أوقات الذروة تعرف دفع كميات تصل إلى 100 ألف قنطار في اليوم، وهو محصول كبير يضاهي إنتاج بعض الولايات طيلة موسم كامل، كما تطالب من الفلاحين الاستعانة بسائقين محترفين لنقل محصولهم، والتحلي بالصبر والتروي، مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية للحد من انتشار الوباء.