تشهد أسعار "السردين" بأسواق التجزئة في بومرداس، هذه الأيام، انخفاضا ملموسا بلغ ما بين 200 و350 دج للكيلوغرام، هذا التراجع يعود أساسا إلى فترة وفرة الأسماك السطحية، لاسيما السردين، التي تمتد ما بين شهري جوان إلى أكتوبر، فيما سجلت أسواق الأسماك ببومرداس، منذ أيام، الشروع في تسويق "القاجوج الملكي"، أو ما يعرف بـ«الدوراد"، والذي ساهم في وفرة المنتوج واستقرار الأسعار.

يصل معدل إنزال الأسماك الزرقاء، لاسيما "السردين" بموانئ بومرداس، خلال هذه الفترة، ما بين 15 و30 طنا يوميا، وهو معدل جيد، كما يصفه مدير الصيد البحري وتربية المائيات، الشريف قادري، قائلا في تصريح خاص لـ«المساء": "إن الكمية المنتجة عرفت تحسنا ملحوظا، يقدر بحوالي 700 طن، مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وهو ما ساهم في تراجع الأسعار في أسواق التجزئة، حيث وصلت إلى 200 دج للكيلوغرام، كما سجلته أسواق دلس، هذا الأسبوع". لفت المدير، إلى أن هذه الفترة من السنة، تعرف بوفرة إنتاج الأسماك الزرقاء، كما أن شهر جويلية يعد ذروة فترة الوفرة لهذا النوع من الأسماك، حيث تبدأ نفس الفترة عادة من شهر ماي، ثم جوان، إلى شهر جويلية، وتمتد إلى شهر أكتوبر. كما أن التيارات البحرية الدافئة ساهمت بشكل كبير في تواجد العوالق البحرية المجهرية، والتي تجذب الأسماك السطحية، خاصة "السردين"، وهو من العوامل التي ساهمت كذلك في وفرة هذه المادة الغذائية، بالتالي تراجع الأسعار واستقرارها، في حين سجل إقبال ملحوظ من طرف المستهلكين على هذا النوع من الأسماك.

"ولو أنه أحيانا يتم تسجيل أحجام غير تجارية للسردين، لكن هذا مسموح به في قرابة 20٪ من الإنتاج"، يقول مدير الصيد البحري لبومرداس، موضحا أنه لا يمكن فرز كل الكمية، وهذا هو المتعامل به عادة. في المقابل، أشار نفس المسؤول، إلى دخول منتوج تربية المائيات إلى مزرعتين لتربية أسماك "القاجوج الملكي" أو ما يعرف بـ«الدوراد" في منطقة جنات، في مرحلة التسويق، حيث يقدر الإنتاج الكلي للمزرعتين بحوالي 600 طن من هذه الأسماك، مما سيساهم بشكل كبير في الوفرة واستقرار الأسعار والسماح للمستهلكين من أبناء بومرداس وزوارها، خلال الموسم الصيفي الجاري، باقتناء هذه الأنواع من الأسماك، خاصة أن هذه الفترة تعرف أيضا بالحد من نشاط "سفن الجياب"، ضمن ما يعرف بفترة الراحة البيولوجية..