تسعى مديرية البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية لولاية الجزائر، في إطار تحسين خدماتها لضمان تغطية شاملة للبلديات بالمرافق الضرورية من مكاتب بريدية وصرافات آلية، لتخفيف الضغط عن العديد من المرافق، لا سيما عن شبابيك السحب والدفع، التي مازالت تشهد ضغطا كبيرا من قبل الزبائن. وتعوّل مديرية القطاع على تخفيف هذا الضغط، بتشجيع المعاملات الإلكترونية الذكية التي وفرتها المنظومة التكنولوجية الحديثة.

تتوفر ولاية الجزائر على أزيد من 230 مرفق بريدي بين مراكز كبيرة، ومكاتب صغيرة، توفر خدماتها للمواطنين، لكن رغم هذا العدد الهائل من الهياكل، إلا أن العديد من الأحياء والتجمعات السكانية الجديدة لاتزال بدون تغطية رغم المطالب الملحة من قبل المواطنين والسلطات المحلية لتدارك ذلك. ومثال ذلك بلدية السحاولة، التي يوجد بها مكتب بريدي ضيق يستغل هيكلا قديما، لا يفي بالغرض المطلوب.

وتضع مديرية البريد بالعاصمة، كل سنة، احتياجاتها من هذه المرافق. كما تسعى للتغطية بخطوط الهاتف، لا سيما خطوط الألياف البصرية، التي توفر أنترنت ذات تدفق عال، ومنه تمكين الزبائن من القيام بشتى المعاملات المالية؛ من تسديد للفواتير، وتحويلات مالية، والتي صارت متاحة بشكل كبير، حيث بدأت ثقة الزبائن تزداد يوما بعد يوم في منافع التكنولوجيا الحديثة التي تختصر الجهد والوقت، وتقضي على الطوابير اليومية بالمرافق البريدية.

وبفضل التحولات التكنولوجية صار بالإمكان القيام بالعديد من العمليات المالية عن بعد، ومن أي مكان؛ مثل دفع فواتير الكهرباء والغاز والمياه، واشتراكات الأنترنت، وقسيمة السيارات، وبيع بطاقات الشحن الإلكترونية لمتعاملي الهاتف النقال الثلاثة: "أرسلّي" لموبيليس، و"فليكسي" لجازي، و"ستورم" لأوريدو، وكذا دفع الفواتير، ومصاريف التأشيرة، وتسديد مستحقات دفع الديون... وغيرها.

وذكر مصدر من بريد الجزائر لـ"المساء" أن هناك برنامجا واعدا يقضي بتوفير مخادع أو أماكن للصرافات الآلية منفصلة عن المرافق البريدية، يضم كلٌّ منها 5 صرافات آلية، تعمل على مدار الساعة، وتتوفر على الحراسة. ويتم تموينها بالأوراق النقدية بطريقة غير منقطعة، وهو ما لاحظته "المساء" بحي الجبل ببلدية باش جراح، التي تم بها فتح مخدع للصرافات، يعمل على مدار الساعة؛ إذ يخفف من متاعب المواطنين الذين صاروا يتوافدون عليه من عدة بلديات من العاصمة.

كما أفاد المصدر بأنه تم فتح مركز للصرافات بشارع عسلة حسين قبالة مقر ولاية الجزائر. ويُنتظر أن يُفتتح آخر بالمديرية العامة للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية بمنطقة النشاطات بباب الزوار؛ لتمكين المواطنين الذين يرتادون على العديد من المرافق التجارية والسياحية بالمنطقة، من الاستفادة من خدمته.

وتُعد هذه الخطوة استكمالا لمسار العصرنة، والتخلي عن الجانب الورقي والحضور الجسدي للمواطنين بشتى المرافق البريدية. وتدخل في إطار استراتيجية الدولة لإنجاح مسار الرقمنة، والدخول بسرعة في العصر الإلكتروني، وما يتطلبه من تقنيات ومهارات، توفر الجهد، والوقت، والمال.