من تنظيم "كناص" سكيكدة
"صباحيات الوقاية" تشرّح واقع السلامة والصحة المهنية
- 153
بوجمعة ذيب
احتضنت دار الثقافة "محمد سراج" بسكيكدة، مؤخرا، فعاليات "صباحيات الوقاية"، من تنظيم وكالة سكيكدة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، خُصّصت للوقاية من مخاطر العمل المهني، والأمراض في قطاعات البناء والأشغال العمومية والري، بشعار "معاً من أجل ورشة أكثر أمانا"، أشرف عليها المدير المركزي للوقاية من حوادث العمل، بالمديرية العامة للصندوق، الدكتور جمال مطاري. سُلّط، خلال هذا النشاط التحسيسي، الضوء على واقع الصحة والسلامة المهنية في مختلف القطاعات، لا سيما في قطاعي البناء والأشغال العمومية والري، اللذين يشهدان نسبة مرتفعة في حوادث العمل.
وأكّد مدير وكالة سكيكدة أنّ "صباحيات الوقاية" هو نشاط دوري تحسيسي يخصّ واقع الصحّة والسلامة المهنية في كل القطاعات، منها قطاع البناء والأشغال العمومية والري، الهدف منه إبراز الدور الذي يلعبه الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، في تنظيم الوقاية من هذه المخاطر؛ من خلال تكثيف عمليات المراقبة، وتنظيم زيارات تفتيشية لتقييم ظروف العمل، وتنظيم حملات توعوية وتحسيسية، من أجل تعزيز ثقافة الوقاية في الأوساط المهنية. ومن جهته، شدّد مدير التشغيل للولاية، على الأهمية الكبرى التي يكتسيها تنظيم مثل تلك الأيام، في ما يخص التحسيس من الأخطار، والأمراض المهنية، من خلال تقديم النصائح والإرشادات؛ من أجل بيئة عمل سليمة.
وبدوره، قدّم الدكتور جمال مطاري في مداخلته حول موضوع "صباحيات الوقاية"، شرحا دقيقا للواقع الحقيقي والمزري للصحّة والسلامة في قطاع كل من البناء والأشغال العمومية والري، مشيرا إلى أن هناك الكثير من العمّال يشتغلون في مختلف الورشات غير مؤمَّنين اجتماعيا. ويعملون في ظروف صعبة للغاية محفوفة بالمخاطر، ودون أدنى شروط الأمن والوقاية، معرّضين حياتهم لأخطار الإصابات بأمراض مزمنة، وعاهات تصل في كثير من الأحيان، إلى الموت.
وفي معرض حديثه أوضح مطاري أن الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء من خلال تبنّيه النشاط التحسيسي والتوعوي مع كل الشركاء، والذي مسّ وسيمس كل ولايات القطر، يركّز على 3 محاور، هي الإعلام والتعليم، وصحّة العمال، وتجهيزات الوقاية، مبرزا الدور الكبير الذي يوليه الصندوق، ومساهمته في ترقية سياسة الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية، والسعي لإنشاء مصالح داخلية تسهر على مراقبة الوقاية من حوادث العمل، وكذا القيام بالتحقيقات، والمراقبة، والعمل على تطور المؤسسات في المجال الوقائي، ناهيك عن توقيع اتفاقيات، والإعلام، والاستعلام، مع مساعدة المؤسسات في مجال الوقاية بالمجان، وكذا تبليغ أصحاب العمل بالتدابير الضرورية والمبررة للوقاية من الأخطار المهنية التي يجب اتّخاذها، ومتابعة تطبيقها على أساس نتائج التحقيقات الرقابية، مؤكّدا أنّ رب العمل هو المسؤول الأول عن وضع آليات الوقاية.
وبلغة الأرقام، كشف المسؤول عن تسجيل خلال سنة 2024، ما يقارب 50 ألف حادث عمل مصرّح بها، و600 حالة مميتة، منها 26 بالمائة لعمال غير مصرحين، مسّت كل القطاعات. وسببها إهمال رب العمل إجراءات الوقاية والسلامة وكذا العمال، مشيرا في نفس السياق، الى غياب ثقافة الوقاية في المؤسسات والشركات الأجنبية، وكذا نقص تكوين العمّال الذي يقع على عاتق أرباب العمل، المطالَبين بتوفير المعدّات، وتوفير طب العمل، داعيا إلى تكاتف الجهود من قبل الجميع من عمّال وأرباب العمل، وكل من له علاقة بالقطاعات المعنية؛ من أجل تعزيز ثقافة الوقاية في الأوساط المهنية، ومشدّدا بالمناسبة على ضرورة تفعيل أدوار الفاعلين في مجال الصحّة والسلامة المهنية على مستوى الشركات؛ من خلال إنشاء مصالح للوقاية الصحيّة والأمن بكوادر ذوي تكوين جيّد.
وأُقيم بالمناسبة معرض متنوع، تضمّن عيّنة من وسائل ومعدات الوقاية الواجب استعمالها في ورشة العمل؛ على غرار الخوذة، والنظارات، وكاتمات الصوت، والأحذية، وغيرها من المعدات، حسب طبيعة النشاط والعمل المهني، إلى جانب عرض فيديو لبعض حالات ضحايا مخاطر العمل، ولبعض المصابين بأمراض مهنية.