حركة تجارية كبيرة عشية عيد الفطر

شوارع مدينة تندوف تعج بالمتسوّقين ليلا

شوارع مدينة تندوف تعج بالمتسوّقين ليلا
  • القراءات: 606
لفقير علي سالم لفقير علي سالم

تأخذ مع اقتراب عيد الفطر المبارك، مدينة تندوف حلة جديدة تميزها الدكاكين والمحلات التجارية والتسوق من طرف الرجال والنساء، ولعل العينة المركز التجاري المعروف بـ: "سطوب لعيون".

حركة غير عادية يعرفها "سطوب لعيون" بحي النصر بلدية تندوف كل يوم بعد الإفطار أين تنتشر العائلات والأطفال والمركبات عبر الشارع الرئيسي، الذي تصطف على جنباته المحلات التجارية بمعروضات متنوعة للألبسة لمختلف الأجناس والأعمار على قارعة الطريق والأرصفة وبداخل المحلات المضيئة، حينما تدخل هذا الطريق الممتد على مسافة 1 كلم ينتابك الخوف وسط الزحمة من منبهات السيارات التي تعبر الشارع وسط الازدحام والمارة، الأطفال يزدحمون حول محلات الملابس لاختيار ما يناسبهم.

فيما تتعالى رائحة العطارة لتملأ المكان بعطر الكمون ورأس الحانوت وغيرها من التوابل التي زينت موائد الصائمين طيلة الأسابيع المنقضية من شهر الرحمة والغفران، وما تزال وجهة مفضلة للنساء لاقتناء ما ينقص من توابل لنكهة حريرة ما تبقى من أيام رمضان الفضيل.

كثير من المواطنين يشتكون من ارتفاع أسعار الملابس سيما اللباس التقليدي النسوي المعروف بالملحفة، وهي لباس صحراوي فضفاض يغطي جسد المرأة كله وينتشر انتشارا واسعا بتندوف، وهو اللباس المفضل للمرأة التندوفية رغم ارتفاع سعره أحيانا، وتنوع أشكال وألوان "الملاحف" منها ما يصل ثمنه الى 30 ألف دج، وهي ملحفة الغليظ الحر والشقة والطينطان ولخياطة، ورغم ارتفاع ثنمها الذي تراوح بين 6 آلاف دج الى 15 ألف دج، فإن الاقبال عليها كبير من طرف النسوة اللواتي يقتنينها للزينة أيام العيد، وتعتبر ملحفة "لنصاص" وهي ملحفة من أجود القماش النيلي الذي ترغب فيه النساء التندوفيات سيما في المناسبات والأفراح ويصل ثمنها الى 50 ألف دج. وتعرف محلات بيع الألبسة الرجالية هي الأخرى إقبالا كبيرا من طرف السكان خاصة الشباب الذي يفضل شراء دراعة من نوع " أزبي" وهو أجود القماش.

  كما يفضل آخرون ومنهم عبدو اقتناء "قانيليا" والتي يصل سعرها الى 25 ألف دج وهي لباس رجالي أنيق ومزخرف بأنواع الخياطة التقليدية، بينما يفضل خطاري اقتناء دراعة من نوع "بزاه" وهو نادر في الأسواق المحلية إذ يضطر البعض الى جلبه من موريتانيا التي تشتهر بجودة خياطة اللباس التقليدي الرجالي والنسوي، وعبد المنعم موظف اقتنى عباءة بجودة عالية من صنع خياطي دولة مالي الشقيقة بسعر يصل الى 24 ألف دج، وهي بالنسبة له أحسن ما يمكن أن يرتديه الشباب في العيد، لباس فضفاض وقماش حريري وطرز جميل ومنسق.    وينشط التجار بالسوق الأسبوعي هذه الأيام في بيع مختلف الألبسة الرجالية بأثمان متفاوتة ويكثر عليها الطلب والاقبال، أما النعال فتتمثل في أنواع متعددة كنعل "السيمار" المفضل لدى الشباب التي يصل ثمنها الى 6 آلاف دج ونعل "الكشاط" يصل سعره الى 3 آلاف دج.

تحضيرات مكثفة تسبق عيد الفطر المبارك بدأت بتنظيف المساجد وتهيئتها بالأفرشة الكافية، وشروع العديد من العائلات التندوفية في خياطة الأفرشة وشراء السجادات الفاخرة لاستقبال الضيوف يوم العيد في جو بهيج ملئ بالسعادة والترحاب، يتم خلاله تقديم العطور والبخور وتناول الشاي والحلويات التي تنشط محلات بيعها واعدادها من طرف النسوة المختصات في أشهر الحلويات، تباع الحلويات عادة عن النساء بالبيوت حسب الطلبية التي يصل تكلفتها الى 20 ألف دج، وتفضل معظم النساء شراء الحلويات بدل تحضيرها الذي يكلفهن مبالغ كثيرة ومواد متعددة وجهد طيلة الليل في التحضير والاعداد.

وبمناطق متفرقة من المدينة تنشط حرفة صناعة الحنا وهي حرفة مدرة للدخل تمتهنها نسوة مختصات في رسم الحنا بأشكال وأذواق متعددة على الأكف والأرجل، وتصل صناعة الحنة بتندوف الى مبالغ عالية حسب الجودة والاتقان الى 25 ألف دج فما فوق، ويكثر عليها الطلب أيام قبل حلول عيد الفطر المبارك.