استبشر سكان العديد من دواوير منطقة أهل الشعبة ببلدية بني سليمان شرق ولاية المدية، خيرا، بانطلاق أشغال تعبيد الطريق المؤدي إلى المدينة على مسافة 3 كلم، بعد سنوات من الانتظار، وإلحاح كبير من قبل السكان، الذين اشتكوا مرارا، من وضعيتهم، للجهات المسؤولة.

يأتي تجسيد هذا المشروع الحيوي، حسب السكان، بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها والي المدية، جهيد موس؛ حيث التف حوله ممثلون عن القرية والمجتمع المدني، وأطلعوه على حجم المعاناة التي يكابدونها في الوصول إلى المدينة. ووعد المسؤول، حينها، السكان بتسجيل المشروع، والانطلاق فيه في أقرب وقت.

وذكر لنا الناشط الجمعوي علي برقاش، الذي كان حاضرا خلال زيارة الوالي، أن المسؤول وافق على تخصيص 3.9 ملايير سنتيم لتعبيد 1.6 كلم من الطريق، بما في ذلك المنشأة الفنية بوادي بوكراع؛ حيث حُددت مدة الإنجاز بـ 6 أشهر.

ومن شأن هذا المسلك، حسب السكان، أن يفك العزلة عن العديد من القرى والمداشر؛ منها السدايد الروايقية، والقرايبية الزعايكية؛ حيث كان الكثيرون يسلكون طريقا آخر أبعد. وذكر بعض ممثلي الدواوير التابعة لمنطقة أهل الشعبة "أ" لـ "المساء"، أنهم استحسنوا التفاتة السلطات العمومية إلى انشغالاتهم، وعلى رأسها تعبيد الطريق الذي كان حلم السكان منذ عقود؛ إذ كانت مصالح الغابات ببني سليمان بادرت بشقه منذ سنوات. وقد شرع المقاول المكلف بتجسيد المشروع، في إنجاز المنشأة الفنية التي تقطع وادي بوكراع، بعد أن هدّمت مياه الفيضانات جزءا كبيرا من الجسر القديم الذي لم يصمد أمام قوة تدفق مياه الأمطار منذ سنوات. 

وفي زيارة "المساء" إلى هذه المنطقة، لاحظت أن المقاول الذي استقدم آلياته، شرع في وضع أساسات المنشأة الفنية التي ستنجَز بطريقة عصرية، قبل الشروع في إعادة تسطيح الطريق، وتفريشه بالحصى، وإنجاز مسارات صرف مياه الأمطار قبل تزفيته؛ حيث أكد لنا أحد السكان، أن هذا المسلك سيخفف العديد من المتاعب، لا سيما بالنسبة للمتمدرسين، الذين يقطعون مسافة 3 كلم من أجل الوصول إلى المتوسطات أو الثانويات بوسط المدينة.

للإشارة، ازداد هذا المسلك الترابي اهتراء وانزلاقا بعد فيضانات ماي 2021، التي أحدثت الكارثة، وأغرقت مدينة بني سليمان؛ حيث هدمت جزءا من الجسر بوادي بوكراع، وكادت تعزل المنطقة، فضلا عن الحفر والمطبات التي تنتشر بهذا المسلك الهام.