عنابة:
شح السدود يهدد الحقول والأشجار المثمرة

- 416

طرح مؤخرا، نحو 200 فلاح بعنابة موزعين على مستوى بلديات برحال والشرفة وعين الباردة والحجار مشكل نقص موارد السقي بعد تراجع منسوب مياه السدود والآبار وهو الأمر الذي تسبب في إتلاف محاصيلهم الزراعية خاصة منها الموسمية كالطماطم الصناعية و الفلفل و الخضروات الأخرى.
وحسب بعض المزارعين، فإن وضعهم صعب بسبب شح المياه، خاصة بالنسبة للفلاحين الذين استفادوا من برنامج الدعم الفلاحي خلال سنة 2010، حيث وجدوا أنفسهم مجبرين على استقدام صهاريج الماء مقابل أسعار مرتفعة ألهبت جيوب أصحاب هذه المستثمرات الزراعية. ولم يغفل الفلاحون المتضررون من هلاك محاصيلهم من أنهم اقتناء المولدات، إلا أن غلاء مادة المازوت يحبط عزائمهم خاصة أمام هلاك حقولهم الممتدة على مساحة 8 آلاف هكتار، في وقت لا تتعدى نسبة الفلاحين الذي أوصلوا آبارهم بالتيار الكهربائي 8 بالمائة، وذلك لقربها من الشبكة ذات الضغط الضعيف، ما يجعل المضخات عرضة للاحتراق وقد أجبرهم هذا على اللجوء إلى العمل بنظام التشغيل بالتناوب، نظرا لقرب بعض هذه الآبار ،وهو ما انعكس سلبا على الإنتاج والمردود.
أما الغالبية فإن آبارهم مازالت معطلة رغم أنها جاهزة وكذلك الأحواض ونظام الري بالتقطير ولم يتمكنوا من مباشرة استغلاله لعدم قدرتهم على دفع تكاليف إيصال الكهرباء، حيث أن العملية تتطلب أكثر من 800 مليون سنتيمن حسب تأكيد المعنيين، هذا بالنسبة لفلاح بئر لا تبعد كثيرا عن الشبكة، وفي هذا السياق، أعلنوا عن عجزهم حتى عن شراء المولدات التي أدناها لا يقل عن 90 مليون سنتيم، أما المولدات ذات الطاقة القوية فإن سعرها تجاوز 200 مليون، على حد تصريهم.
وفي سياق متصل، أكدت المصالح الفلاحية، على بعث برنامج طموح يخص تدعيم الفلاحين المتضررين خلال شهر سبتمبر القادم وذلك ببناء سدود وآبار لتعزيز مشروع السقي مع تجديد عملية إيصال الكهرباء ،لإنقاذ آلاف الأشجار المثمرة خاصة منها الزيتون والمهددة بالموت. علما أنه خلال سنة 2015 تم إنجاز 600 بئر عميقة، منها ما أنجز ومنها ما هو في طور الانجاز مزودة بالكهرباء وذلك لتشجيع سكان الأرياف والفلاحين على الاستقرار في أراضيهم.