في أول ليلة رمضانية بقسنطينة

شباب ينتهك الحجر وأزقة مملوءة بالساهرين

شباب ينتهك الحجر وأزقة  مملوءة بالساهرين
  • القراءات: 567
زبير. ز زبير. ز

لم يأبه العديد من سكان قسنطينة بالإجراءات الوقائية المتخذة بسبب فيروس "كرونا"، وكسروا الحجر الصحي في أول ليلة من ليالي شهر رمضان، بعدما عجت الأزقة والتجمعات السكانية داخل الأحياء بالمواطنين الذين خرجوا للسهر، مباشرة بعد الإفطار، ضاربين عرض الحائط كل التدابير الخاصة بمنع انتشار فيروس "كوفيد 19".

الأرقام المسجلة بعاصمة الشرق، والتي تخطت 102 إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا"، إلى غاية أول يوم من رمضان، لم تردع المستهترين من سكان قسنطينة، الذين رفضوا الحجر الصحي وتحدوا كل القوانين وخرجوا للسهر والسمر خلال أول ليلة من شهر رمضان، رغم أن الوضع يبقى خطيرا، وأي انفلات قد يتسبب في عواقب وخيمة.

"المساء" وخلال تجولها ببعض أحياء قسنطينة والخروب، دقائق قليلة قبل أذان المغرب، وقفت على وضع مقلق يدعو إلى دق ناقوس الخطر، خاصة بعدما سمحت مديرية التجارة لأصحاب محلات بيع الحلويات و"الزلابية" بممارسة نشاطهم بشكل عادي خلال هذا الشهر الفضيل، وهو الأمر الذي خلق تزاحما وطوابير طويلة أمام هذه المحلات، وهو ما وقفنا عليه بحي الكيلومتر الرابع، وحي سيساوي، على الطريق الرابط بين قسنطينة والخروب.

فضل بعض الشباب، وحتى الكهول والشيوخ الذين خرجوا للسهر، في أول ليلة من رمضان، التجمع في حلقات لتبادل الحديث حول آخر الأخبار والمستجدات، فيما كان البعض يحتسي القهوة، تم اقتناؤها من محلات بطريقة خفية، في حين فضل البعض الآخر اللجوء إلى اللهو واللعب على طاولات "الدومينو" والورق، التي تم نصبها تحت أضواء الإنارة العمومية، إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.

برر البعض خروجهم إلى الشارع بعد الإفطار، بالحاجة إلى التنفس قليلا والضجر من جو الحجر المفروض طيلة اليوم، كما اعتبر البعض أن الصيام طيلة اليوم يحتاج إلى بعض الترويح عن النفس، وذهب البعض إلى تبرير آخر، وهو المعاناة من ضيق المسكن وسط العدد الكبير من الأفراد الذين يقطنون به، وعليه خرجوا للترفيه عن النفس. أما البعض الآخر، خاصة من الشباب والمراهقين، فبرروا خروجهم إلى الشارع في وقت الحجر، بعدم المقدرة على التدخين داخل المنزل، خوفا من الأب أو احتراما له، كما يزعمون.

خروج عدد كبير من سكان قسنطينة إلى الشوارع والأزقة، في ظل الحجر الصحي المفروض، أصبح هاجسا كبيرا لدى السكان الملتزمين بالحجر الصحي، والذين فضلوا التضحية بالعديد من الأمور التي يحبونها، في سبيل الحفاظ على الصحة، معتبرين أن الصبر على منع الصلاة في المساجد، أكبر كثيرا من الصبر على بعض الملذات التي يتحجج بها الأشخاص الذين كسروا الحجر.

من جهتها، تواصل مصالح الأمن التصدي لهذه الظاهرة، بعدما جندت العديد من الفرق التي داهمت بعض الأحياء، خاصة بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث سجلت مصالح أمن ولاية قسنطينة في قطاع اختصاصها عدة مخالفات لهذه الإجراءات، حيث سجل منذ 28 مارس وإلى غاية صبيحة الخميس الفارط؛ 1719 مخالفا من الراجلين، 1038 مركبة مخالفة، 16 دراجة نارية، و11 محلا لم يحترم إجراءات الحجر الصحي، مع توقيف 24 شخصا في نفس الفترة، تم تسجيل ضدهم قضايا جزائية تتعلق معظمها بالشجارات وحمل الأسلحة البيضاء المحظورة، وحيازة المخدرات والمؤثرات العقلية.