يستحوذون على مساحات شاغرة ويفرضون منطقهم بالقوة

شباب يسيرون حظائر عشوائية للسيارات بالرغاية

شباب يسيرون حظائر عشوائية للسيارات بالرغاية�
  • القراءات: 843
استطلاع: كريم.ب� استطلاع: كريم.ب

تحولت أغلبية المساحات الشاغرة بمحاذاة السوق اليومية المغطاة ببلدية الرغاية، شرق العاصمة، إلى موقف لركن السيارات، يسيرها أغلبية الشباب القاطنين بالبيوت القصديرية المحاذية للسوق، وكذا مجرى الوادي، حيث قاموا بتسييج كل المساحات وحوّلوها إلى "حظائر فوضوية" لركن المركبات.

كشفت جولة ميدانية قادت "المساء" إلى السوق اليومية لبلدية الرغاية، عن سيطرة عدد كبير من الشباب على حظائر ركن المركبات بمحاذاة السوق، الذين قاموا بتسييج كل المساحات الشاغرة المحاذية لمجرى الوادي، وحوّلوها إلى مواقف لركن السيارات وحراستها، ليلا ونهارا.

وخلال توجهنا إلى سوق الرغاية اليومي، محاولين إيجاد مكان لركن المركبة، كان الأمر مستحيلا رغم أن الساعة قد تجاوزت الرابعة مساء، وذلك بسبب توجه أعداد غفيرة من الزبائن، مما أغلق كل المنافذ المؤدية إلى السوق نتيجة للاختناق المروري، حيث كان أعوان الأمن يمنعون كل صاحب مركبة من إيقاف مركبته على حافة الطريق. غير أن هذه الإجراءات لم توقف فوضى أصحاب السيارات، الذين ركنوا مركباتهم حتى أمام مدخل المركز البريدي، فالمرور إلى الجهة الخلفية للسوق بات أمرا صعبا، نتيجة للتوقف العشوائي للحافلات القادمة من بلدية أولاد موسى وحوش المخفي بولاية بومرداس، لاسيما أن الحافلات لم يعد لها مكان خاص بها، أمام وجود عدد هائل من السيارات بمحاذاة السوق.

 

مساحات شاغرة حوّلت إلى "باركينغ"

استطعنا المرور إلى الجهة الخلفية، باحثين عن مكان لركن السيارة، لكن هذه المرة كل الأماكن الشاغرة تم الاستحواذ عليها، وحولت إلى مواقف لركن المركبات بمقابل مادي، حتى أن حافة الوادي المحاذي للسوق اليومية، هيئت بالأتربة كيف ما اتفق وتم تسييجها لتتحوّل إلى مواقف عشوائية للسيارات، يشرف عليها شباب تتراوح أعمارهم ما بين 22 و 33 سنة، مهمتهم البحث عن زبون يدفع 50 دينارا، ولمَ لا 100 دينار إن طالت مدة ركنه للسيارة.

وأثناء تواجدنا، قام أحد السائقين بركن مركبته بمحاذاة الموقف المحروس على حافة الطريق، غير أن "صاحب" حظيرة السيارات منعه من ذلك بحجة أن البلدية ترفض ذلك، كون عملية الركن ستعرقل حركة المرور.

وأمام كل هذه التجاوزات، يبدو أن المصالح المحلية على دراية بوضعية هذه الحظائر الفوضوية، ما دام أغلبيتهم ينشطون بهذه المنطقة منذ فترة ولم يوقفهم أحد.

 

50 دينارا أحسن من تعرض السيارة للسرقة

يؤكد العديد ممن تحدثت إليهم "المساء" أن وجود مثل هذه الحظائر مقابل 50 دينارا، أمر هين ومعقول، أمام غياب البديل، فالموقف المحروس داخل السوق صغير جدا، ولا يستوعب العدد الكبير للسيارات القادمة إليه، كما أن الحظيرة الفوضوية تضمن سلامة السيارة وعدم تعرضها للسرقة بسعر معقول، ما يبقي الأوضاع على حالها بسبب صمت السلطات المحلية، التي عجزت عن محاربة الظاهرة بتوفير مواقف محروسة للسيارات.