فيما أتلفت النيران أزيد من 1300 هكتار بـ15 بلدية حدودية

سيناريو تعرية ولاية الطارف من غطائها النباتي يتواصل

سيناريو تعرية ولاية الطارف من غطائها النباتي يتواصل
  • القراءات: 1730
محمد صدوقي محمد صدوقي

عرفت ولاية الطارف، منذ 29 جويلية المنصرم، وإلى حد كتابة هذه الأسطر، حرائق متعددة بأكثر من 15 بلدية حدودية بها مساحات غابية، شبت كلها في يوم واحد الأمر الذي صعّب من مهمة المصالح المعنية للسيطرة على ألسنة النيران، التي مست كلا من بلديات حمام بني صالح ووادي الزيتون وبوحجار وعين الكرمة والزيتونة والطارف وبوقوس وعين العسل وأم الطبول والعيون والقالة والشافية وعصفور، والتي إلتهمت مساحات واسعة من غابات هذه المناطق، حيث قدرت المساحة الغابية المتضررة بأزيد من 1300 هكتار، وذلك بسبب ضعف الإمكانيات المادية والبشرية لمصالح الحماية المدنية والغابات، ما حتم على مصالح الحماية المدنية الاستعانة بوحدات التدخل للولايات المجاورة.

انفجار الألغام صعّب من مهمة الإطفاء على خطي شال وموريس

وقد صعّب انفجار الألغام المضادة للأفراد والجماعات، من مهمة رجال الإطفاء في القيام بمهامهم، إذ أن الانفجارات المتكررة والمدوية للألغام التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية بالمناطق المتواجدة على خطي شال وموريس والتي انفجرت بكثرة بفعل حرائق جبل السواني وجبل خبوشة وجبل بني صالح وجبال الزيتونة، والتي بلغت أكثر من 500 انفجار لمختلف الألغام، جعلت مصالح الحماية المدنية والغابات وفرق الدرك الوطني يتابعون هذه الحرائق عن بّعد، بل انحصر دورهم بهذه المناطق بتطويق التجمعات السكانية.

الرعاة والمقيمون غير الشرعيون بالغابات متهمون بإضرام النيران

سكان هذه المناطق التي عانت ويلات الحرائق خلال هذه الفترة اتهموا الرعاة والمقيمين غير الشرعيين بالغابات وخاصة بغابة بني صالح المتواجدة بين إقليمي ولايتي الطارف على مستوى بلدية حمام بني صالح وولاية قالمة على مستوى بلدية بوشقوف بإضرام النيران بالغابات، وهذا لفتح المسالك لمواشيهم وكذا لخلق أماكن وسط هذه الغابات الكثيفة لتربية النحل، حيث أصبح فيها الرعاة والمقيمون غير الشرعيون يفرضون قانونهم بالغابات حتى وصل بهم الأمر إلى حرق الغابات، وفي الوقت الذي يختارونه وخير دليل على ذلك قيام مقاطعة الغابات لدائرة بوحجار بتحرير محاضر ضد أكثر من 100 مقيم غير شرعي بغابات بني صالح.

وقد أحصت مصالح الحماية المدنية لولاية الطارف خلال هذه الحرائق، إتلاف أكثر من 1300 هكتار من الغابات وبعض صناديق النحل لمواطنين مجهولين، الأمر الذي يبين أن هذه الحرائق مفتعلة، وقد أضرمت من أجل هدف واحد، وهو فتح المسالك الرعوية بالغابات وكذا تهيئة أرضيات لتربية النحل وسط الغابات.

وقامت مصالح الغابات تجاه هذه الحرائق التي لحقت ببلديات ولاية الطارف بتوقيف كل الأشخاص الذين صادفتهم بغابات المنطقة وتحرير محاضر ضدهم وإحالتهم على الجهات القضائية، على غرار توقيف شخصين يرعيان بالمناطق المحمية بغابات جبل بني صالح أثناء هذه الحرائق التي لحقت بالمنطقة وثلاثة  أشخاص ببلدية الزيتونة وشخص ببلدية عصفور، اتهموا بإضرام النيران بالغابات وتم إيداعهم الحبس في انتظار محاكمتهم.

كما عجّت مستشفيات ولاية الطارف بمرضى ضيق التنفس والمصابين بالإغماءات جرّاء الدخان الكثيف الذي غطى ولاية الطارف من جميع الاتجاهات بسبب اندلاع الحرائق يوميا وفي وقت واحد، حيث استقبلت مصالح الاستعجالات الطبية لمستشفيات الولاية أكثر من 2000 حالة ضيق تنفس وإغماءات جراء استنشاق الدخان الكثيف الذي غطى المنطقة.

زيارة وزير الداخلية... كشفت المستور

كشفت زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي إلى ولاية الطارف للوقوف على حجم خسائر  الحرائق التي ضربت المنطقة، ضعف الإمكانيات المادية والبشرية لمديريتي الحماية المدني والغابات في مواجهة الحرائق والذين طالبوا برفع التجميد عن بعض المشاريع الخاصة بقطاع الحماية المدنية وفتح المسالك الريفية وتدعيم القطاعين بالإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لمواجهة حرائق الغابات التي أفضت إلى تدعيم مصالح الحماية المدنية لولاية الطارف بفرق للتدخل في مجال الإطفاء من ولايات أخرى وكذا تخصيص طائرتين للإطفاء الجوي لحرائق الغابات.

سيناريو تعرية الغطاء النباتي ببريحان يتكرر مرة أخرى

شبه العارفون بشؤون ولاية الطارف لجريدة «المساء» سيناريو حرائق الغابات الذي لحق بولاية الطارف بسيناريو تعرية الغطاء النباتي ببلدية بريحان، حيث قام مواطنون من المنطقة وولايات مجاورة بتعرية الغطاء النباتي للمنطقة وتعويضه بزراعة الدلاع على مرأى مديرية الغابات لولاية الطارف، حتى أصبحت المنطقة تشتهر بالدلاع واستمرت العملية في ظل صمت مختلف الجهات بولاية الطارف حتى سنة 2014 حيث تم فتح تحقيق من طرف والي ولاية الطارف السابق والذي أفضى إلى توقيف مدير الغابات وإعادة حرث جميع محاصيل الدلاع بالمنطقة في وقت إنتاجها وتوقيف الكارثة التي لحقت بالغطاء النباتي لولاية الطارف والتي أعادت إلى الأذهان مسلسل الحرائق الذي لحق بالمنطقة.