القرى الفلاحية بـعين أعبيد

سكان يشكون نقائص بالجملة

سكان يشكون نقائص بالجملة
  • 715
ح. شبيلة ح. شبيلة

رفع سكان العديد من القرى الفلاحية ببلدية عين أعبيد في قسنطينة، على غرار زهانة، عين برناز وبولقنافد... وغيرها، جملة من المشاكل التي يعيشونها في بناءاتهم الريفية، التي لاتزال تشهد التهميش والعجز التام في مجال التنمية إلى حد الساعة. 

أثار سكان هذه القرى، العديد من الانشغالات التي حولت حياتهم إلى جحيم، محملين المسؤولية الكاملة للمنتخبين المتعاقبين على المجلس البلدي، الذين لم يحركوا ساكنا، حسبهم، رغم عشرات الشكاوى. وأكد المشتكون في رسائل تلقت "المساء" نسخا منها، أن انشغالاتهم لم تجد آذانا صاغية إلى حد الساعة، رغم الوعود المتكررة للسلطات البلدية بالتدخل وإيجاد حل لها، مشيرين إلى أن إقصاء قراهم من جملة المشاريع التنموية التي استفادت منها بعض الأحياء الأخرى والمداشر الأخرى بالبلدية، جعلهم يعيشون وضعية مزرية، فانعدام التهيئة خاصة بالنسبة للطرق، جعلهم في عزلة حقيقية عن الأحياء المجاورة، إذ باتوا يتخذون مسالك ترابية للتنقل، فيما يرفض أصحاب السيارات الدخول إلى قراهم، بسبب الوضعية الكارثية للطرق، التي لم تعبد منذ سنوات.

كما طرح سكان قرية زهانة، مشكل مقبرتهم المعروفة باسم "الحومر"، المتواجدة بجانب حيهم، والتي تشهد وضعية مزرية بسبب غياب النظافة عنها، من جهة، وتشبعها عن آخرها، من جهة أخرى، وانتشار الأعمال السلبية بها، كما باتت مرتعا للكلاب الضالة، بسبب غياب الحارس وعدم تسييجها، إذ أكدوا أنهم وقفوا على العديد من الظواهر المشينة التي تمس بحرمة الموتى، حيث طالب المشتكون مصالح البلدية، بالتكفل بتهيئة المقبرة وتسييجها، مع تعبيد الطريق المؤدي إليها، والذي تسوء وضعيته، خاصة في فصل الشتاء مع سقوط الأمطار، إذ تصبح وضعية المسالك على مسافة 1 كلم جد صعبة، ما يصعب عليهم دفن موتاهم.

طالب سكان القرية من الوالي، التدخل العاجل لإيجاد حل لهم، من خلال إيفاد لجنة للتحقيق في الجيوب العقارية المستنزفة بقريتهم، والتي تسببت في حرمانهم من نصيبهم من برنامج السكن الريفي الذي ينتظرونه لسنوات، حيث أكدوا على ضرورة تحيين ملفات البناء الريفي، خاصة أن الوعاء العقاري متوفر بها والمخططات جاهزة ومرقمة منذ أكثر من سنة في الرقم "أ"و"ج"، باعتبار أن قريتهم تضم تقريبا 250 قطعة تمت معاينتها من قبل الخبير وتحديد معالمها، من أجل البناء عليها، غير أنه وإلى حد الساعة، لم يستفد أي شخص منها، في إطار البناء الريفي.

من جهتهم، أثار سكان القرية الفلاحية "عين برناز"، مشكل النقل بمنطقتهم، حيث قالوا إن انعدام الحافلات، باستثناء حافلة واحدة، لم تعد قادرة على ضمان خدمة عمومية في المستوى، خاصة في أوقات الذروة صباحا ومساء، أثر سلبا على يومياتهم وجعلهم يعيشون عزلة حقيقية، حيث طالب المشتكون توفير النقل العمومي، وتحسين النقل المدرسي لطلبة الطورين المتوسط والثانوي.

أضاف المشتكون، أن منطقتهم، رغم أنها من أكبر التجمعات السكانية بالبلدية، إلا أنها تعاني مشاكل بالجملة، خاصة ما تعلق بالنقل، الذي أصبح أولى انشغالاتهم، متحدثين في نفس الوقت، عن النقل المدرسي لتلاميذ الطور المتوسط والثانوي الذين يعانون بسبب غيابه، مؤكدين أن العديد من أبنائهم التلاميذ لم يلتحقوا لمرات عديدة بمؤسساتهم التربوية، بسبب عدم مجيء الحافلة، وهو نفس الحال بالنسبة لطالبات الجامعات اللائي ينتظرن لأوقات طويلة في الطريق العمومي، من أجل العودة إلى منازلهن، بعد ساعات الدراسة، خاصة مساء.

أما سكان قرية بولقنافد، فطالبوا في شكواهم، ببعث مشروع التغطية بالهاتف النقال الذي وعد به المسؤولون، وأمر الوالي السابق، في إحدى زياراته للمنطقة، بتنفيذه عن طريق المتعامل الوطني للهاتف النقال "موبيليس"، حيث لم يتجسد، رغم اختيار أرضية الهوائي ووضع التجهيزات التقنية الخاصة بذلك.

وأوضح القاطنون، أنهم يعانون عزلة في الاتصال، مما حرمهم من التواصل مع الأهل والأقارب وأبنائهم عبر شبكة الانترنت، في ظل انعدام التغطية بشبكة الهاتف النقال، وهو انشغال عرضوه على رئيس البلدية الذي راسل، حسبهم، المتعامل الهاتفي "موبيليس" من أجل الوصول إلى حل، يقضي على العزلة التي يعيشونها.