رفضت السلطات المحلية لبلدية بولوغين بولاية الجزائر، منح شهادة الإقامة لبعض العائلات التي تقطن بنهج ”26 الأمير خالد”، وهو ما أثار استغراب السكان لحرمانهم من هذا الحق، حيث برر المسؤولون موقفهم بأنّ المعنيين تمّ ترحيلهم ولم يعد لهم الحق في استخراج الوثائق الإدارية، لكن في مقابل  ذلك لم ترحَّل العائلات المعنية وبقيت تقطن بنفس العنوان، مؤكّدين أنّهم ”ضحية عملية ترحيل وهمية” رغم وعود والي العاصمة التي قطعها بإعادة إسكانهم في سكنات لائقة.

أكّدت إحدى العائلات التي تقطن في شاليه يعود للحقبة الاستعمارية بالحي أكدت لـ ”المساء”، أنّ والي العاصمة عبد القادر زوخ وعدهم بالترحيل وإعادة الإسكان، لكن يبقى الكلام، حسبها، ”مجرد وعود” لتبقى المعاناة متواصلة، والأسوأ من ذلك أنّ البلدية حسمت أمرهم بـ ”عملية ترحيل وهمية لم تجسَّد في الميدان”.

وقد رفض عمال البلدية، في هذا الصدد، منح سكان ”نهج الأمير خالد” شهادة الإقامة، مما أثار غضب السكان وسخطهم، حيث أكّدت ممثلة عن السكان لـ ”المساء” قائلة: ”تم تحيين ملفات السكن منذ أسبوع، وبعدها بثلاثة أيام رفضت البلدية منحنا شهادة الإقامة بحجة أننا استفدنا من عملية الترحيل”، ما أثار، حسب المتحدّثة، ”غليانا وسط السكان، وصل إلى التلاسن والتشاجر مع الموظفين”. وأشارت محدثتنا إلى أنّ عدد السكان الذين تم حرمانهم من الترحيل 19 عائلة، فيما ادّعت البلدية أنه تم ترحيلهم خلال زلزال 2014، علما أنّ السكنات آنذاك استفاد منها عمال من البلدية وأقاربهم، وتم إقصاء المعنيين بغير وجه حق من العملية. وقالت إنّ المير السابق والمير الحالي سيمثلان رفقة موظفين ببلدية بولوغين، أمام العدالة بمحكمة ”عبان رمضان” اليوم الإثنين، للنطق بالحكم النهائي في هذه القضية. وأوضحت محدثتنا أنّ أعوان بلدية بولوغين طلبوا منذ أسبوع من السكان تجديد ملفاتهم من خلال إيداع ملفات جديدة، مشيرة إلى أنّ الملفات جدّدت سنة 2014 بطلب من والي العاصمة ومصالح إعادة الإسكان وكذا الوالي المنتدب لباب الوادي. ومن بين الوثائق التي طُلب من المعنيين تقديمها وثيقة تبرير سبب عدم ترحيلهم خلال البرنامج الاستعجالي الذي خصّصته ولاية الجزائر للمتضررين من زلزال أوت 2014. وأشارت إلى أنّ المتورط في القضية هم رئيس بلدية بولوغين السابق ”ز.ن” ورئيس البلدية الحالي ”ل.ت” رفقة 9 أعضاء آخرين وبعض الموظفين و40 مواطنا استفادوا من شقق بأولاد منديل ببئر توتة.

وأشار أحد السكان الذي يقطن بشاليه مشيد منذ العهد الاستعماري، إلى أنّه صُدم بحرمانه من استخراج شهادة الإقامة على أساس أنه تم ترحيله سنة 2014، وأنه يقيم ببلدية بئر توتة.