فيما استعجل سكان حي "إيشوبار" ببوزقزة قدارة برمجة مشاريع تنموية

سكان قريتي أمللوش وخلفان يطالبون بالعودة إلى أراضيهم

سكان قريتي أمللوش وخلفان يطالبون بالعودة إلى أراضيهم
  • القراءات: 463
حنان. س  حنان. س

دعا سكان قريتي أمللوش وخلفان ببلدية بوزقزة قدارة ببومرداس، الجهات الوصية، إلى تسهيل عودتهم إلى الاستقرار بأراضيهم التي هجروها سنوات العشرية السوداء؛ بالإسراع في فتح المسالك، والربط بشبكة الكهرباء، وتوفير المياه الصالحة للشرب. وقالوا إن هذه المطالب تعود لسنوات خلت، ولم تتجسد بعد على أرض الواقع، بينما يطالب سكان حي "إيشوبار "، من جهتهم، بتحسين الظروف المعيشية؛ من خلال تهيئة الطرقات، والإنارة العمومية، وإنجاز شبكة الصرف الصحي، وملعب جواري لشباب الحي.

تحدّث سكان من قريتي أمللوش وخلفان، بأعالي بلدية بوزقزة قدارة ببومرداس، عن نقائص تنموية، قالوا إنها تحول، منذ سنوات، دون عودتهم إلى أراضيهم التي هجروها خلال سنوات المأساة الوطنية في تسعينيات القرن الماضي.

وأكد القاطنون في حديثهم إلى " المساء" التي زارت المنطقة مؤخرا، أنهم استنفدوا كل الطرق من أجل إيصال مطالبهم إلى المسؤولين المعنيين؛ سواء رؤساء المجالس الشعبية المنتخبة الذين تعاقبوا على البلدية، أو غيرهم من المسؤولين، ولكن "لم يتحقق سوى القليل"، يقول الحاج أمللوش، موضحا أن أهم مطلب على الإطلاق، يتمثل في ضرورة فتح المسالك نحو الأراضي، وكذا الربط بشبكة الكهرباء، موضحا أن السلطات سبق أن أنجزت جسرين، أحدهما نحو قرية أمللوش، وجسر آخر نحو قرية خلفان، ولكن "هذا لا يكفي، ولا بد من الربط بشبكة بالكهرباء، وبقنوات مياه الشرب أيضا"، يضيف المتحدث قائلا: " إن عائلات عرش أمللوش قد نزحت نحو قرى أخرى؛ مثل "إيشوبار "، واستقروا بها منذ التسعينيات.

ومع استتباب الأمن صاروا يرغبون في العودة إلى أراضيهم بصفة دائمة، مشيرا إلى كون أغلب العائلات تقصد أراضيها نهارا للفلاحة ساعات فقط، لتعود في المساء إلى "إيشوبار"، بينما يلحّون على الرغبة في العودة، والاستقرار، مجددا، في أراضيهم؛ خدمة وتنمية للفلاحة الجبلية.

مواطن آخر من قرية خلفان، أكد على وجود 41 عائلة بالضبط تنتمي إما لعرش أمللوش أو عرش خلفان المتجاورين بنفس المنطقة. هؤلاء ـ يقول ـ "عمروا، لسنوات، بقرى، اتخذت فيما بعد نفس تسمية العرشين"، موضحا أن استقرار أجيال جديدة بقرى أخرى لا يعني عدم الرغبة في العودة، "وإنما مازلنا ننتظر من السلطات تجسيد مطالبنا لتنمية هذه المناطق الجبلية"، يضيف محدثنا، متسائلا عن سبب تأخر تنمية هذه المناطق بالرغم من المطالب المرفوعة إلى السلطات المعنية منذ سنوات، وبالرغم من كل البرامج التي أقرتها الدولة لتنمية مناطق الظل.

جمعية حي "إيشوبار"... مثال حي  عن المواطنة 

ولا تقتصر المطالب التنموية على سكان القريتين المذكورتين فقط، بل يرفع سكان حي "إيشوبار" بنفس البلدية، العديد من المطالب التي يرون أنها ضرورية؛ على غرار إنجاز ملعب جواري بالحي، وتهيئة الطريق الرئيسة، وكذا المطالبة بفتح قاعة العلاج وتزويدها بطبيب دائم، إلى جانب إنجاز مدرسة جديدة للقضاء على مشكل الاكتظاظ. هذه المطالب أكد بشأنها سليم عياش، رئيس جمعية حي "إيشوبار" في حديثه إلـى " المساء"، أنها سبق أن رُفعت إلى الجهات المعنية، مؤكدا أن الجمعية وبفضل أعضائها وتكاتف سكان الحي، تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات التنموية، مشيرا إلى تهيئة منبعين للماء بقريتي أمللوش وخلفان، بعد جمع مبلغ مالي وتضافر الجهود؛ مما سمح للسكان بالتزود من المياه عند الحاجة، خاصة ـ يقول ـ أن بلدية قدارة تعاني من تذبذب كبير في توزيع مياه الشرب.

كما تمكنت الجمعية من تهيئة طريق فرعية نحو متوسطة "فلكون محمد"، مع تهيئة المطعم المدرسي بها، وكذا طريق نحو مقبرة الحي، مع تسييجها وتهيئتها بالإنارة، وتهيئة مصلى مجاور لها. ونشير في هذا الصدد، إلى أن الحي المذكور يعكس، فعلا، حس المواطنة لدى سكان هذا الحي، وتكاتف أعضاء الجمعية معهم.

ولاحظت "المساء" تهيئة الأزقة والطرق الفرعية نحو مختلف المنازل، مع توفر النظافة؛ حيث حرصت الجمعية على تحسيس السكان بمواقيت إخراج النفايات وأماكن رميها، لتسهيل عملية جمعها من قبل أعوان النظافة، ولكن " هناك بعض المشاريع التي تعجز الجمعية عن إتمامها"، يضيف سليم عياش، متحدثا في هذا الصدد، عن تهيئة شبكة الصرف الصحي على مسافة 400 متر طولي، مع تهيئة الطريق الرئيس للحي.

وأوضح نفس المسؤول أن هذه المشاريع تتطلب تدخّل القطاعات المعنية، خاصة في ما يتعلق بتهيئة الطريق الرئيس ودعمه، بسبب انزلاقات مسجلة بجوار ملكية المدعو مللوش سيد علي. كما طرح مطلب  إنجاز ملعب جواري، مشيرا إلى أن القطعة الأرضية المخصصة لإنجاز هذا المشروع، موجودة وسط نفس الحي، ويُنتظر تدخّل الجهة المختصة للتجسيد.

وفي المقابل، دعا رئيس جمعية حي "إيشوبار" وبعض السكان، مديرية الصحة إلى التدخل العاجل لفتح قاعة العلاج بالحي، التي قالوا إنها تحولت إلى مسكن خاص، مؤكدين أن أقرب عيادة طبية تقع بقدراة مركز على بعد 5 كلم. كما لم ينس المطالبة بتسجيل إنجاز مدرسة جديدة؛ حيث تعاني مدرسة الحي "سميري علي" ـ حسبهم ـ من مشكل الاكتظاظ..