الزلزال الأخير والأمطار زادا من حجم التصدعات

سكان عمارات بن بوالعيد بقسنطينة يطالبون بحل استعجاليّ

سكان عمارات بن بوالعيد بقسنطينة يطالبون بحل استعجاليّ
  • القراءات: 657
شبيلة. ح شبيلة. ح

أبدى سكان عمارات حي بن بوالعيد بولاية قسنطينة، قلقهم الشديد من خطر انهيار عماراتهم ومساكنهم بعد زيادة حجم التشققات على مستوى واجهاتها وكذا الجدران الداخلية، جراء الهزة الأرضية الأخيرة التي ضربت ولاية بجاية ليلة الأربعاء إلى الخميس المنصرمين، والتي وصلت شدتها إلى 5.9 درجات على سلّم ريتشر.

طالب سكان الحي بالتدخل العاجل لإيجاد حلول لهذه المشكلة، التي زادت حدتها بعد الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت ولاية بجاية، والتي شعر بها سكان 12 ولاية، على غرار قسنطينة؛ ما تَسبب في زيادة حجم التشققات بعماراتهم الهشة، والتي كانت تعاني تشققات من قبل الهزة بسبب انهيار أجزاء من العمارات التي يقطنون بها، وعلى رأسها العمارة رقم 7 التي باتت تشكل خطرا كبيرا على حياة قاطنيها بعد أن زادها هذا الحدث الطبيعي تفاقما. وأضاف المشتكون الذين قضوا ليلة الأربعاء الماضي 18 مارس في العراء مخافة انهيار مساكنهم، أن أزيد من 200 عائلة لازالت تعاني بهذه العمارات رغم وعود الوالي بالتدخل وانتشالهم من الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ سنوات، حيث أكدوا في حديثهم مع "المساء"، أن الانهيارات المباغتة لازالت تهدد حياتهم خاصة بعد الزلزال الأخير، لتتواصل الانهيارات الجزئية بجدران العمارة، التي أضحت تثير رعب السكان وتخوفهم من الموت تحت الأنقاض، حيث ناشدت العائلات المتضررة الجهات المعنية، وعلى رأسها الوالي، التدخل السريع لإيجاد حل لوضعيتهم التي ستخرج عن السيطرة في حال عدم أخذها بعين الاعتبار.

وأعقب المشتكون أن وضعية سكناتهم تزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب الأمطار والرياح القوية التي عرفتها الولاية مؤخرا، حيث تسببت في سقوط جدران الشرفات التي يشترك فيها سكان هذه العمارات ذات الطراز القديم، فضلا عن التسربات الكثيرة جراء هطول الأمطار على مساكنهم؛ ما يهدد بنشوب حرائق بسبب تضرر الشبكة الكهربائية، مضيفين أنهم تقدموا بالعديد من الشكاوى التي تضمنت توقيعهم، وراسلوا كل المسؤولين، وحتى وزير السكن والعمران والمدينة، بعد أن أُهملوا من قبل السلطات المحلية، التي لم تحرك ساكنا رغم درايتها بالخطر الكبير الذي يتعرضون له يوميا. وذكرت العائلات المتضررة أن والي قسنطينة كان زار سكناتهم الشهر الفارط بعد احتجاجهم الأخير الذي تطرقت إليه "المساء" سابقا بسبب انهيار شرفة من إحدى العمارات ليلا، مسببة هلعا كبيرا وسط السكان، الذين قضوا ليلتهم في العراء، حيث أكد لهم أن موضوع عماراتهم لايزال قيد الدراسة لإيجاد الحلول المناسبة، بالتنسيق مع مصالح المراقبة التقنية للبناء، ومركز التشخيص والخبرة ومصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري؛ الأمر الذي أثار استياءهم، حيث طالبوا الوالي بحل استعجالي من خلال إعادة إسكانهم، مع مراعاة ظروفهم الاجتماعية التي يعيشونها، غير أن الوضع لم يتغير، ولم تؤخذ مطالبهم بعين الاعتبار إلى حد الساعة؛ ما يؤكد، حسبهم، تماطل السلطات المحلية في معالجة ملف العمارات المعنية، والتي لازالت العائلات غير المرحلة منها تعاني الأمرّين؛ لاحتمال انهيارها على رؤوسهم في أي لحظة.

جدير ذكره أن عشرات العائلات التي كانت تقطن عمارات بن بوالعيد وتحديدا سكان العمارة رقم 9، كانوا رُحلوا سنة 2018 بصفة استعجالية بقرار من الوالي، إلى سكنات جديدة بالمدينة الجديدة علي منجلي، بعد تضرر كبير لمساكنهم التي عرفت انهيارات خطيرة كادت أن تودي بحياتهم، لتزداد الوضعية سوءا في كل مرة، بعدما تعرضت، السنة الفارطة، عمارة رقم 1 لانهيار خطير، مس منزل عائلة بالطابق الرابع، حيث شهد انهيارا للأرضية، وسقوطها على الشقة التي في الطابق الثالث؛ ما تسبب في سقوط شخص وإصابته بجروح متفاوتة الخطورة، مع هلع وخوف العائلة، التي تفاجأت بسقوطه وهم بداخله، لتتواصل الانهيارات الجزئية بجدران العمارة، التي أضحت تثير رعب السكان وتخوفهم من الموت تحت الأنقاض.