يقطنون سكنات هشة لأزيد من نصف قرن
سكان حي "الفجر" بوادي قريش يطالبون بالترحيل

- 596

جدد سكان بنايات القرميد بشارع عمار يحياوي بحي "الفجر" ببلدية وادي قريش في العاصمة، مطلب ترحيلهم بصفة مستعجلة، إلى شقق لائقة، وإخراجهم من الوضعية الصعبة التي يعيشونها في سكنات هشة منذ أكثر من نصف قرن، والتي أصبحت لا تصلح للإيواء بعد أن تشققت جدرانها وأسقفها الآيلة إلى السقوط في أي لحظة، بالنظر إلى قدمها، وتأثرها بالعوامل الطبيعية، خاصة الزلازل.
عبّر المتضررون من أزمة السكن القاطنون بحي "الفجر" بوادي قريش، عن معاناتهم التي تعود إلى أكثر من ستين سنة، في شقق أصبحت غير صالحة للإيواء بدون أن تلتفت إليهم السلطات المحلية الولائية والبلدية، التي تعاقبت على تسيير شؤونهم المحلية، مشيرين إلى أن نداءاتهم المتكررة لم تلق استجابة، فضلا عن سلسلة الشكاوى المقدمة، والوثائق والشهادات المسلّمة للجان الإحصاء، التي زارت الحي مع تعاقب رؤساء المجالس البلدية رغم الوعود التي قُدمت لهم في كل مرة.
وقال المتضررون إن معاناتهم تتفاقم من يوم لآخر؛ كونهم يعيشون في بنايات قديمة معرضة للانهيار في أي لحظة، حيث صُنفت من قبل مصالح المراقبة التقنية للبنايات، في خانة البرتقالي رقم 4، إلا أن الجهات الوصية لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من الخطر الذي يحدق بهم، خاصة بعد انهيار أجزاء من أسقف بعض بنايات القرميد، التي لا تقي لا من حر الصيف ولا من أمطار الشتاء؛ حيث تنفذ المياه من الأسقف والجدران التي تضررت كثيرا، وحدثت بها تشققات كبيرة، تكشف كل ما بداخل المنزل للجيران.
وما زاد من مأساة سكان هذا الحي ضيق شققهم المكونة من غرفتين، وتأوي عائلات مكونة من عدة أفراد، تصل عند البعض إلى 9 أشخاص، علاوة على استخدام 6 عائلات حمّاما خارجيا واحدا؛ الأمر الذي حوّل حياتهم إلى جحيم، خاصة مع غياب أدنى ضروريات الحياة، وتعرض صحتهم للخطر نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة من تسرب مياه الصرف الصحي في أزقة الحي الضيقة.
وحمّل هؤلاء بقاءهم في هذه الشقق الهشة طيلة هذه المدة، المجالس البلدية، التي لم تنقل معاناتهم الحقيقية للجهات المعنية من أجل ترحيلهم ضمن عمليات إعادة الإسكان الكثيرة التي نظمتها ولاية الجزائر منذ سنة 2014. وهم يأملون أن يجد نداؤهم هذه المرة، آذانا صاغية، ويتم منحهم سكنات لائقة تحفظ كرامتهم. وقالوا إنهم دعّموا مطلبهم بتقرير مفصل عما يعيشونه، يحمل صورا وفديوهات عن حالتهم الصعبة، أودعوه على مستوى ولاية الجزائر، وكذا نسخة بالدائرة الإدارية لباب الواد، وعدة تقارير متواجدة ببلدية وادي قريش، في انتظار اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لترحيلهم.
يُذكر أن العديد من سكان القصدير وأصحاب الضيق بمختلف بلديات العاصمة، ينتظرون هذه الأيام، عملية إعادة الإسكان، التي تتزامن كل سنة، مع شهر نوفمبر، خاصة أن الكثير من هؤلاء متضررون، ويعيشون أزمة سكن خانقة.