بعد 30 سنة من التهميش بقسنطينة
سكان تحصيص الباردة يطالبون بتجسيد تعليمات الوالي

- 853

تساءل سكان تحصيص الباردة بجبل الوحش بقسنطينة، عن سبب عدم تنفيذ مسؤولي العديد من القطاعات الهامة وفي مقدمتها الري والأشغال العمومية... أوامر الوالي السابق خلال زيارته الأخيرة لتحصيصهم، خاصة ما تعلق بإسدائه تعليمات بتهيئة الحي، وإنجاز مرافق عمومية، وغيرها من التعليمات.
أكد سكان التحصيص الذي يضم 1220 قطعة بجبل الوحش، أن هذا الموضع لايزال يعاني التهميش والإهمال رغم الشكاوى والمراسلات العديدة للسكان، ورغم إسداء القائمين على الولاية وعلى رأسهم المسؤول الأول، العديد من التعليمات القاضية بالنهوض بهذا التحصيص الذي يعاني منذ 30 سنة؛ بسبب غياب الضروريات؛ حيث وجّه المشتكون رسالة شكوى وتظلّم إلى الوالي، تفيد بعدم تقيد مسؤولي القطاعات بالتعليمات التي أسداها لهم الوالي السابق خلال زيارته لتحصيصهم، الذي يبعد عن إقامته بـ 3 كيلومترات فقط، بعد أن وقف على الحالة الكارثية للتحصيص، فوجه تعليمات صارمة وعاجلة للمسؤولين، تمثلت في ضرورة التعجيل بتزويد الحي بمياه الشرب، وكذلك تعبيد الطريق كحل استعجالي.
وطالب مديرية التعمير وبلدية قسنطينة بتهيئة الحي بكل مرافقه من ميزانية 2021، غير أن كل قراراته لم تجسَّد، وبقيت مجرد أوامر، حسب المشتكين. وأضاف سكان التحصيص المذكور آنفا، أنهم لايزالون إلى حد الساعة، يعانون العديد من المشاكل، وفي مقدمتها أزمة العطش بسبب تذبذب توزيع مياه الشرب رغم مشروع إنجاز شبكة للمياه أُسند لشركة توزيع المياه والتطهير لقسنطينة "سياكو" في 09/01/2019، علما أن مديرية التعمير هي صاحبة المشروع.
وأكدوا أن أشغال المشروع انتهت، غير أنهم لا يتزودون من هذه المادة الحيوية بصفة منتظمة. كما إن عدد كبيرا من السكان الذين رُبطت منازلهم بالشبكة منذ قرابة سنة، لم تعرف حنفياتهم قطرة ماء إلى حد الساعة، وهو ما أثار استياءهم، خاصة أن جلهم قاموا بتسديد حقوق الربط، التي بلغت 32000 دج، حسبهم. وأثار سكان تحصيص "الباردة" في منطقة "جبل الوحش"، مشكل انعدام التهيئة الحضرية؛ حيث اتهموا المنتخبين المحليين بحرمانهم من كامل أشكال التنمية المحلية في ظل إقصاء هذا الحي من التهيئة الحضرية؛ بسبب تدهور الطرقات الداخلية، وانعدام الأرصفة، وغياب المجاري المائية، التي من شأنها القيام بتصريف مياه الأمطار، خصوصا في الأيام الممطرة، مؤكدين أن تحصيصهم يعاني التهميش مقارنة بالأحياء الأخرى التي استفادت من عمليات تهيئة واسعة.
ولعل ما زاد من تفاقم مشاكلهم إعدام قنوات الصرف الصحي بالتحصيص؛ إذ أضاف قاطنو الحي أنهم يعيشون ظروفا قاسية جدا نتيجة انعدام شبكة الصرف الصحي، بعد أن أصبحت المياه القذرة المتدفقة في كل منزل بالحي، تشكل خطرا كبيرا على صحتهم، وخاصة على الأطفال الصغار، مما زاد من تخوفهم من انتشار الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، مؤكدين أنهم راسلوا السلطات المحلية في أكثر من مناسبة، وأبلغوها بالأخطار المحدقة بهم، إلا أنهم في كل مرة يتلقون وعودا كاذبة لم يتحقق منها ولو القليل على أرض الواقع، ليطالب سكان التحصيص والي قسنطينة بزيارة حيهم الذي يُعد من أقدم الأحياء، لانتشالهم من الوضعية المزرية التي يعيشونها منذ سنوات.
ومن جهتها، أكدت مؤسسة توزيع المياه والتطهير "سياكو"، أن تذبذب توزيع مياه الشرب بالتحصيص، ناتج عن الضغط الحاصل على الخزان الذي يزوّد العديد من المناطق؛ على غرار سركينة، والزيادية، وجبل الوحش؛ ما جعل سكان الحي يتزودون من هذه المادة الحيوية مرتين في الأسبوع (الأحد والأربعاء)، وهو ما استدعى استعانتهم بصهاريج المياه المتنقلة.