رغم قرب حيهم من وسط المدينة

سكان الحطابية يطالبون بإخراجهم من دائرة التهميش

سكان الحطابية يطالبون بإخراجهم من دائرة التهميش
  • القراءات: 752
شبيلة.ح شبيلة.ح

لم يشفع لحي الحطابية قربه من وسط مدينة قسنطينة، في رفع الغبن عن سكانه، الذين رفعوا العديد من الانشغالات وفي مقدمتها، انعدام التهيئة وغيرها من القضايا، والتي جعلت حياتهم صعبة.

أكد المشتكون أن حيهم يعد من بين أقدم الأحياء، ولا يبعد عن وسط مدينة قسنطينة سوى بكيلومتر واحد، لكن مظاهر التدهور لاتزال وإلى حد الساعة، ملازمة لشوارعه الضيقة ومبانيه المتهالكة، حيث لم يحظ الحي بمشاريع تهيئة وتجديد لمختلف المرافق الضرورية، على غرار ما شهدته أحياء قريبة منه، مضيفين أن النقائص الكثيرة أثرت على حياتهم اليومية، حيث تشهد الطرقات والممرات الداخلية تدهورا كبيرا، ولا تزال مشكلة التسربات المائية والانزلاقات تشكل هاجسا بالنسبة لهم، فيما ينتظر أن تنهي الترحيلات المبرمجة باتجاه شقق لائقة، معاناة العديد من العائلات.

أضاف المشتكون لـ"المساء"، أنهم يعيشون ظروفا صعبة في منازل متلاصقة، لا تكاد تتعدى مساحة 90 بالمائة منها، 50 مترا مربعا،  كونهم لم يستفيدوا من المشاريع التنموية بالشكل الكافي، حسب السكان، الذين يرون أن الحي لا يزال بعيدا عن اهتمام المسؤولين، حيث لم يتم تعبيد الطرقات، فممرات الحي معروفة بضيقها وانحدارها الشديدين، مما يزيد من صعوبة التنقل عبرها، خصوصا بالنسبة لأصحاب الشاحنات.

ويعرف الطريق الرئيسي للحي وضعية مزرية، كونه لم يعبد منذ سنوات، كما أن كثرة التسربات في شبكتي المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، أضرتا به كثيرا، مشيرين إلى أنه رغم المراسلات العديدة الموجهة للسلطات المحلية، بضرورة إعادة النظر في الشبكتين، إلا أنها لم تحرك ساكنا، وهو ما أجبر السكان في كثير من المرات وفي حالة التسربات المفاجئة، التكفل بإصلاحها بمفردهم، لأن تدخل الفرق التقنية المختصة يستغرق وقتا طويلا، فضلا عن قيامهم بإصلاح جزء من الطريق بإمكانياتهم الخاصة، حيث تمكنوا من جمع مبالغ معتبرة في السنوات الماضية، اشتروا بها مواد بناء وكمية من الحديد، وقاموا بتعبيد الطريق بالإسمنت المسلح، حتى يكون صالحا لمرور المركبات.

أما بخصوص النظافة، فأكد السكان أن حيهم لا يتوفر سوى على عدد ضئيل من نقاط جمع النفايات المنزلية، كما أن أغلبها بعيد عن السكان، حيث يضطرون إلى التنقل لمسافات طويلة من أجل الوصول إلى أقرب نقطة، زيادة على عدم تخصيص عدد كاف من الحاويات، وهو ما تسبب في انتشار القمامة يوميا، ناهيك عن الروائح الكريهة، مما دفع بالسكان إلى البحث عن حلول أخرى، من خلال تنظيم حملات نظافة من حين لآخر، في إطار عمليات تضامنية.

من جهة أخرى، أثار السكان مشكل غياب المرافق الضرورية، خاصة تلك الموجهة لفئة الشباب، وهو الانشغال الذي أكده لنا بعض المتحدثين، مشيرين في نفس السياق، إلى أنهم تقدموا بطلبات عديدة للسلطات المحلية، من أجل القيام بإنشاء مساحات خضراء وفضاءات لعب، غير أن الأمر لم يتم، حيث عبر الشباب عن استيائهم الشديد من تبعات الوضع القائم، إذ يجدون أنفسهم في الشارع، مما يسمح بانتشار الآفات الاجتماعية بمختلف أنواعها. كما دفع هذا الوضع، بأغلب شباب الحي، لقضاء معظم أوقاتهم بالمقاهي التي باتت متنفسهم الوحيد، في ظل غياب مكان يقضون فيه وقت فراغهم، ويمارسون فيه هواياتهم ورياضتهم المفضلة.