تلقَّب بالمدينة الجميلة التي لا تنام

سطاوالي.. تستقطب آلاف السياح يوميا

سطاوالي.. تستقطب آلاف السياح يوميا
  • القراءات: 4894
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

 تشهد مدينة سطاوالي الساحلية بالضاحية الغربية للعاصمة خلال الصائفة الجارية، حركة كبيرة إلى درجة منحها في العديد من المرات لقب "المدينة الجميلة التي لا تنام". ولا تُعتبر شواطئها الجميلة عامل الجذب الوحيد وإنما كذلك مطاعمها العائلية ومحلات الأكل السريع المعروفة ببيع المشويات والمثلجات بنكهات مختلفة. وبفعل توافد آلاف السياح يوميا يكون من الصعب أحيانا إيجاد مكان شاغر للجلوس، وهو ما يضطر البعض للوقوف طويلا قبل إيجاد طاولة للاسترخاء وتناول العشاء أو المثلجات أخيرا..

تستقبل سطاوالي آلاف السياح يوميا طيلة الموسم الصيفي؛ لكونها مدينة ساحلية ساحرة تعرف حركة كبيرة، وهو ما ينعش الحركة التجارية بها ويحوّل شوارعها إلى شبه سوق مفتوحة على مختلف السلع، خاصة تلك المتعلقة بالبحر.

«المساء" زارت المدينة النابضة بالحيوية الصيفية للوقوف على ضريبة العطل الموسمية بالنسبة للسكان الأصليين، ذلك لأن الأسعار تتضاعف أحيانا مرتين بسبب التوافد الكبير للسياح، وهو ما يزيد الطلب مقابل العرض..

دخولنا المدينة كان عند العاشرة صباحا، لم تكن الحركة حينها كبيرة.. على العكس، كانت المدينة تشهد نوعا من السكون والهدوء. معظم المحلات كانت تفتح أبوابها في تلك الساعة، الأمر الذي أعطانا الانطباع بأنها مدينة شهدت ليلة بيضاء، وهو ما أكده أغلب من تحدّث إلينا بفعل التوافد الكبير للسياح؛ بمن فيهم أولئك القاصدون لمرفأ سيدي فرج.. المكان السياحي بامتياز الذي يعرف هو الآخر إقبالا منقطع النظير في كل موسم صيفي.

وككل مدينة ساحلية، تعرف سطاوالي انتشار العديد من المحلات المختصة في بيع مستلزمات البحر؛ من ألعاب الشواطئ وألبسة البحر (المايوهات بأنواعها) وغيرها من الإكسسوارات التي ترتبط بالشاطئ.. تلك المستلزمات قد منحت ألوانا جميلة للمدينة؛ مما زادها بهاء وجمالا.

مدينة سياحية تزخر بتاريخ عريق..

وتزخر سطاوالي بكونها منطقة سياحية مطلة على البحر، بما يجعلها قبلة لآلاف السياح، تستحق لقب "المدينة الجميلة التي لا تنام". فبفضل شوارعها التي تُعد مرفقا من المرافق السياحية الخلابة تمزج بين تاريخها الحافل ومعالمها السياحية المعانقة لمياه البحر، تستقطب الزوار من ربوع الوطن للاستجمام بشواطئها الجميلة ومياهها الصافية ورمالها النقية التي تسجل في اليوم الواحد استقبال أكثر من 4 آلاف مصطاف؛ سواء محليين أو مغتربين. هؤلاء اعتبروا سطاوالي الوجهة المثالية للاستمتاع بالشاطئ من جهة، ولخوض تجربة تاريخية من جهة أخرى، حيث أوضحت صبرينة وهي مغتربة بفرنسا، أن اختيارها مدينة سطاوالي لم يكن صدفة وإنما كان مبنيا على الرغبة في تعريف أطفالها المولودين في فرنسا بتاريخ بلادهم، خاصة أنها أول مرة يأتون فيها إلى الجزائر، حيث قالت: "إن سطاوالي مدينة سياحية ومثالية لكل راغب في معرفة تاريخ الجزائر، حيث تُعتبر أول مدينة جزائرية تشهد أول معركة بين الجيشين الجزائري والفرنسي المحتل في الرابع عشر من شهر جويلية عام 1830، ومنذ ذلك الحين لاتزال هذه المدينة تتميز بطابع خاص يمنحها الشهرة التاريخية والسياحية في آن واحد؛ بما يغذّي فضول كل عاشق للتاريخ".

من جهته، قال عماد، وهو ابن المدينة، إن سطاوالي تفتخر بكونها مدينة عريقة تتميز بالتفتح على كل الوافدين عليها من السياح، خاصة أن أهلها يتميزون بالكرم والترحيب بالضيف؛ فالغريب فيها يحظى بالراحة التامة لتمضية عطلة مميزة؛ ما يجعلها قبلة للسياح الأجانب. وأضاف يقول إن ما يزيد من عراقة المدينة التي تبعد عن العاصمة بحوالي 24 كلم والتي كانت تابعة قبل عشر سنوات لولاية تيبازة، هو أنها تضم مناطق سياحية مطلة على مياه المتوسط، من بينها منطقة سيدي فرج التي تحتوي على مركّب سياحي من 5 فنادق بثلاث أو أربع نجوم، بالإضافة إلى مركز المعالجة بمياه البحر "طالاسو".

شاطئ النخيل.. لعشاق "الديكور" الأجنبي

كما تتوفر سطاوالي على منطقة أخرى استقطبت في الآونة الأخيرة العديد من السياح بفضل تطور مستوى الخدمات فيها، وهي منطقة "بالم بيتش" أو شاطئ النخيل، حيث يعود تاريخ تسميتها، حسب سكان المنطقة، إلى أحد السياح القادمين من الولايات المتحدة الأمريكية في سنوات الثمانينات، الذي شبّه هذه المنطقة بأخرى متواجدة بالولايات المتحدة إلى حد أطلق عليها هذه التسمية، ومنذ ذلك الحين أصبح متداولا إلى اليوم.

وتشتهر "بالم بيتش" بشاطئها الجميل الذي يرتاده مصطافون قادمون من مناطق مختلفة، فيما تلتقي عائلات حول طاولات العشاء والمثلجات ليلا في محلات مشهورة لبيع المأكولات المشوية وأخرى في بيع المثلجات بمختلف النكهات، حيث غزت تلك المناطق كراسيّ المطاعم على الأرصفة، مما يدفع بالراجلين أحيانا إلى المشي على الطريق، وهو ما يؤدي إلى ازدحام مروري عند مدخل المدينة.. تلك هي الأجواء السائدة.. وذلك هو البرنامج الذي أصبح يميّز فصل الصيف في مدينة سطاوالي الساحلية.

سطاوالي استحقت تسمية المدينة التي لا تنام بفعل التوافد الكبير للسياح على شواطئها نهارا وعلى شوارعها ومطاعمها ليلا، إذ تتحول بعد السادسة مساء إلى مدينة تبلغ الحركة فيها ذروتها إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، وهي الأجواء التي اعتادها سكان المدينة، حيث قال سمير قاطن بالحي وعامل بمحل خاص ببيع المثلجات، إن سكان مدينة سطاوالي اعتادوا على الحركة والضجيج خلال الفترة الليلية والتي تعود مع عودة كل صيف، فذلك الجو الصاخب يخلقه الشباب الذين يحبون رفع أصوات الموسيقى في سياراتهم، والتجول في الأزقة رفقة الأصدقاء وتناول المثلجات. كما أن للعائلات دورا في خلق الحيوية والنشاط، بفعل قصدها مطاعم المدينة من أجل تناول العشاء والسهر لوقت متأخر من كل ليلة، خاصة مع توفر الإنارة الليلية وانتشار الأمن.