قصد رفع مردودية الحبوب الشتوية بقسنطينة
زراعة 32 هكتارا من مختلف الأصناف في 5 قطع برهنة

- 402

أطلقت الغرفة الفلاحية لولاية قسنطينة، مؤخرا، برنامجها السنوي للموسم الخامس على التوالي، والخاص بعملية زرع عدة أصناف من الحبوب الشتوية، في إطار "قطع البرهنة التوضيحية" في شعبة الحبوب الشتوية والبقوليات الجافة للموسم الفلاحي 2023 ـ 2024.
مكنت العملية التي أطلقتها الغرفة الولائية من زراعة 32 هكتارا من الحبوب في خمس قطع برهنة بقسنطينة؛ تعميما للتجربة التي جسدت البرهنة خلال السنوات الأربع الماضية، والتي عرفت نجاحا، وكان لها الأثر الميداني الإيجابي؛ حيث تم هذه السنة إضافة قطعة خامسة للقطع السابقة تضم هكتارين.
عملية زرع قطع البرهنة التوضيحية، حسب السيد دحماني شعبان مرشد فلاحي بالغرفة الفلاحية بقسنطينة، في تصريحه لـ " المساء"، أطلقتها الغرفة منذ شهر ديسمبر الماضي. وعرفت زراعة 9 أصناف من القمح الصلب، و4 أصناف من الشعير، وكذا 8 أصناف من القمح الليّن، والبيقيا العلفية التي تُستعمل كأعلاف للمواشي.
أما الحمص والفول والأعلاف والعدس وتريتيكال، فقد استُعملت كدورة زراعية؛ تمهيدا للموسم المقبل، على أن تتم العملية وفق البروتوكول المعَد من طرف اللجنة التقنية الأرضية المحلية للدعم الاستشاري، مشيرا في ذات السياق، إلى أن عمليات زرع هذه الأصناف كانت على مستوى خمس قطع برهنة بكل من قطعة الأرض التابعة لمركز البحث في البيوتكنولوجياء بمنطقة البعراوية ببلدية الخروب، وكذا قطعة البرهنة التابعة للمعهد الوطني للبحوث الزراعية بمنطقة بونوارة ببلدية اولاد رحمون، فضلا عن قطعة بقسنطينة بمحطة وقاية النباتات، وأخرى تابعة لأحد الخواص ببلدية ديدوش مراد، وقطعة ببلدية زيغود يوسف.
أما عن العملية الخاصة "بقطع البرهنة التوضيحية"، فأضاف المرشد الفلاحي بغرفة الفلاحة، أنها جاءت قصد الرفع من مردود الحبوب الشتوية للفلاحين، مع العمل على تحسين أدائهم بخصوص المسار التقني عن طريق التبيين الميداني على مستوى المواقع المجسدة؛ حيث ثمّن المتحدث مجهودات المختصين والقائمين على المشروع، معتبرا إياه بمثابة انطلاقة في الاتجاه الصحيح لتحقيق الأهداف المسطرة؛ من خلال استهداف أكبر عدد ممكن من الفلاحين منتجي الحبوب خاصة الشتوية؛ بإشراكهم في مختلف العمليات الزراعية والتجمعات البيانية على مستوى مواقع البرهنة، خاصة أن الولاية من أهم الولايات الرائدة في شعبة الحبوب الشتوية وتكثيف الحبوب.
كما أكد أن هذه التجربة ستسمح للفلاحين باتباع المسار التقني الحديث بكل تقنياته، خاصة ما تعلق بالوقت الذي تحتاجه النبتة للآزوت، والمعالجة الخاصة بمكافحة الأعشاب الضارة؛ كنبتة البروم وغيرها. وأضاف المتحدث أن اهتمام الفلاحين من داخل وخارج الولاية بهذا النوع، دليل على نجاح العملية، التي أثبتت نجاعتها للموسم الخامس على التوالي.
وذكر المتحدث أنه تم إحصاء 500 فلاح زرعوا قطع البرهنة، والذين تغيرت توجهاتهم، وصاروا يفضلون اتباع المسارات التقنية من أجل تحسين المردود، فضلا عن تبيين آثار المسار التقني؛ من خلال تتبّع أثر التسميد الآزوتي ومكافحة الأمراض الفطرية للفلاحين، مضيفا أن قسنطينة هي صاحبة المبادرة والتجربة الأولى في قطع البرهنة، ثم انضمت لها 10 ولايات أخرى؛ على غرار تلمسان، ومعسكر، وتيارت، والمدية، وتيزي وزو، وسطيف، وسوق أهراس، وقسنطينة وأدرار.
كما هناك العديد من الطلبة الذين زاروا هذه القطع لإتمام دراساتهم؛ على غرار طلبة الدكتوراه من باتنة، وطلبة المدرسة العليا للفلاحة بالحراش؛ للوقوف على الإنجازات، وتبادل الخبرات. جدير ذكره أن الغرفة الوطنية للفلاحة نظمت، مؤخرا، ورشات عمل حول مشروع مواقع البرهنة لمحاصيل الحبوب، والذي تم تجسيده على مستوى 10 ولايات بتأطير الغرف الولائية، وبمشاركة عدة شركاء محليين مشكّلين للجان تقنية مكونة من الغرف والمعاهد التقنية، والجامعات، وكذا الجمعيات والمتعاملين الاقتصاديين؛ حيث تم التطرق، حسب السيد دحماني، للهدف التقني من كل مواقع البرهنة، والأنواع والأصناف المزروعة، وكذا العوامل المعنية بالدراسة.