المنطقة الصناعية ببابا علي تحاصر السكان
زحمة مرورية.. تلوث بيئي وغياب تام لمظاهر التنمية

- 435

رفع سكان منطقة النشاط الصناعي ببابا علي، التابعة للمقاطعة الإدارية بئر توتة، انشغالاتهم المتمثلة في ضرورة إعداد مخطط تنمية استعجالي، يعيد الاعتبار لواقع المنطقة، التي رغم مؤهلاتها الكبيرة، إلا أنها لا تزال تسجل تأخرا في تجسيد البرامج التنموية، وهو الوضع الذي حاولت "المساء" نقل صوره في هذا الربورتاج الميداني.
وقفت "المساء"، خلال زيارة للمنطقة الصناعية ببابا علي، على وجود عدة نقائص في المجال التنموي، تحدث عنها بعض ممثلي سكان المنطقة، الذين طالبوا بضرورة وضع برنامج استعجالي يسمح بدفع عجلة التنمية، والقضاء على الركود الذي يميز منطقة بابا علي، بداية من إعادة دراسة مخطط المرور، لتخفيف زحمة السيارات ومركبات الوزن الثقيل، التي تقصد عدة شركات صناعية، أصبحت تحاصر السكان من الجهات الأربع، بالموازاة مع خط السكة الحديدية الذي يقسم المنطقة إلى شطرين.
زحمة مرورية خانقة بمداخل ومخارج المنطقة الصناعية
الزائر لبلدية بابا علي، وبالتحديد في المنطقة الصناعية، يلاحظ الزحمة المرورية للسيارات وشاحنات الوزن الثقيل والتوقف التام للحركة بهذا المسلك يوميا، ما أصبح يثير غضب السكان ومستعملي الطريق، وأكد المشتكون لـ"المساء"، أن الشاحنات التي تزور المؤسسات الصناعية لنقل البضائع، زادت من معاناتهم اليومية، خصوصا في الفترة الصباحية.
وقد اقترح السكان الذين التقت بهم "المساء"، توسيع محيط المنطقة الذي لم يعد يستوعب الكم الهائل من الآليات ومركبات الوزن الثقيل، التي تقصدها يوميا، ما انعكس سلبا على حركة السير التي صارت تشهد اختناقا كبيرا، والتي لم يتم إيجاد حل نهائي لها، علاوة عن حتمية فتح طرق ومسالك خاصة بهذه المركبات، لتسهيل حركة دخولها وخروجها من وإلى هذه المنطقة.
وأكدوا في حديثهم، أن الزحمة صارت لصيقة بالمدينة ليلا نهار، خاصة أن محلات الإطعام والشواء المنتشرة على ضفتي المسلك، صارت تجلب إليها العديد من الوافدين من داخل وخارج العاصمة، حيث تبدأ طوابير الزبائن تتشكل عائقا أمام حركة التنقل، موضحين أنه لولا جهود مصالح الشرطة في تنظيم المرور، لكانت الأمور أكثر تعقيدا.
لاحظت "المساء" أن المشهد يتكرر في أوقات الذروة، حيث تصطف المركبات من مدخل المنطقة الصناعية، وصولا إلى مخارجها، ولا يجد الداخل إلى وسط المنطقة، من مفر سوى مسايرة الوضعية، والسير ولو بسرعة "السلحفاة "، ولا تعود السيولة المرورية بهذا المحور، فتكاد ساعات النهار تكون كلها "ذروة". وقد وصف أحدهم، المدة التي يقضيها في طوابير الانتظار، بأنها "قطعة من العذاب"، لأنها تضيع الأوقات، وتوتر الأعصاب، وتزيد في تلويث البيئة.
التلوث البيئي والغبار وأشغال التهيئة أهم المشاكل
المتجول بالمنطقة الصناعية ببابا علي، يلاحظ انطلاق أشغال تهيئة الطريق والأرصفة، حيث توقفت منذ مدة، وهو ما زاد من معاناة المارة، مما تسبب في انتشار الغبار والتلوث البيئي، حيث أكد السكان، أن المنطقة الصناعية بمنطقة بابا علي، التي تعود لسنوات طويلة، تطرح عدة تساؤلات بشأن مشكل التلوث والزحمة المرورية بهذا الحي الكبير، الذي توسعت به رقعة المحيط العمراني، وصارت الحاجة ماسة إلى مشاريع التهيئة وتوفير المرافق العمومية، في العديد من القطاعات.
أكد محدثو "المساء"، أن منطقة بابا علي الصناعية تحتوي على 42 مصنعا، الأمر الذي ضاعف من مشكل الزحمة المرورية، التي تتسبب فيها الشاحنات التي تمر بالحي، في الطريق الولائي المؤدي نحو الشبلي وبوينان، والذي يعد المسلك الوحيد بالمنطقة.
انشغالات أخرى رفعها المواطنون
رفع سكان المنطقة المذكورة أيضا عدة انشغالات أخرى، تمثلت في تطوير المؤهلات والقدرات التنموية التي توفرها المنطقة الصناعية ، وجعلها قطبا صناعيا بامتياز، مشددين على أهمية إعطاء الفرصة للشباب البطال وحاملي الشهادات الجامعية والتكوينية من حاملي المشاريع، لتحقيق مشاريعهم وإنشاء مؤسساتهم المصغرة، وتنويع مناصب الشغل في إطار السياسة الرامية إلى ترقية التشغيل ومحاربة البطالة، بالتنسيق مع أجهزة الدعم والمرافقة.
كما شدد بعض الناشطين على مستوى المنطقة الصناعية ببابا علي، على ضرورة تفكير السلطات المحلية في آليات وميكانيزمات جديدة، تساهم في تجديد وعصرنة نشاط هذه المنطقة، وفتح المجال لنشاطات صناعية أخرى بها، تعمل على مضاعفة المداخيل المالية المحصلة وتوجيهها للمشاريع التنموية المختلفة.
وطالب بعض المواطنين، بتركيز الاهتمام على ترقية الجانب التنموي على المستوى الحضري، بإعادة تنظيم حركة المرور وفتح طرق ومسالك جديدة، بهدف استعادة الوجه التنموي للمدينة وتشجيع فرص الاستثمار، بما يضمن توفير مناصب الشغل للبطالين وخريجي الجامعات ومراكز التكوين المهني، والمساهمة أكثر في امتصاص ظاهرة البطالة.
مقاطعة بئر توتة تعمل على التغيير
سبق لـ"المساء"، أن تطرقت إلى أهم المشاريع التي تسعى إليها المقاطعة الإدارية بئر توتة لتجسيدها، أهمها تجسيد مشروع إنجاز طريق خاص بالمنطقة الصناعية، لتخليصها من حدة الزحمة التي تتشكل داخل المحيط العمراني، وما تسببه من تعطيل لمصالح السكان وتأثير على الجانب الصحي. علما أن الوالي المنتدب للمقاطعة، أكد سابقا، على تصنيف منطقتي النشاطات ببابا علي، التابعة لبئر توتة وسيدي عباد بتسالة المرجة، لتصبحا خاضعتين لشركة "ديفاندوس" المكلفة بتسيير المناطق الصناعية، كما أن هاتين المنطقتين استفادتا من برنامج تهيئة الطرق المهترئة وإزالة النفايات الهامدة، للمحافظة على نظافة المحيط، وإعادة الاعتبار للطريق الوطني رقم 114، الذي يعبر المنطقة الصناعية.
كما تسعى المقاطعة إلى استحداث طريق اجتنابي خاص بشاحنات ومركبات الوزن الثقيل، بربط الطريق الوطني رقم واحد، دون المرور بالطريق الوطني رقم 114، الذي يمر بحي الزوين، حيث يتسبب في اختناق مروري كبير، وهو خطر على السكان، علما أن الدراسة الخاصة به انطلقت.
بعد الإفراج عن قائمة المستفيدين من 150 سكن بباب الزوار.. ملفات الطعون تودع في الملحقات
فتحت بلدية باب الزوار، أبواب ملحقات كل من "5 جويلية" و"8 ماي" بـ"سوريكال" والجرف في باب الزوار، أمام العائلات التي لم تستفد من سكنات العمومي الإيجاري المعروف بـ"السوسيال"، بعد نشر القائمة الخاصة بـ 150 مسكن عمومي إيجاري، والتي لم تتضمن أسماءها، لتمكينها من إيداع ملفات الطعون بتعليمة من الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء، نور الدين رفسة، في حين حددت فترة إيداع الطعون من 20 ماي الجاري إلى غاية 27 من نفس الشهر.
شدد الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للدار البيضاء، على ضرورة استقبال مواطني بلدية الدار البيضاء، المقصين من عملية الإسكان في صيغة العمومي الإيجاري في ظروف حسنة، من خلال الاستماع لانشغالاتهم ودراسة طعونهم المودعة لدى مصالح البلدية، وأعطى في هذا الشأن، تعليمات بفتح ملحقات لتنظيم العملية.
كانت بلدية باب الزوار، قد أشرفت على توزيع 150 حصة سكنية لفائدة العائلات التي انتظرت الفرج منذ فترة طويلة، حيث عبرت العائلات التي استفادت من السكن ضمن القائمة المؤقتة، عن فرحتها باختيارها وسط العدد غير المنتهي لملفات طلب السكن الاجتماعي، المودعة لدى مصلحة الشؤون الاجتماعية للبلدية، علما أن لجنة التحقيق التابعة للدائرة، قامت بتحقيقات طويلة قبل عملية الانتقاء. عبر قاطنو السكنات الضيقة بباب الزوار، عن ارتياحهم، بعدما أفرجت المصالح المعنية عن قوائم السكن الاجتماعي المؤقتة، حيث طبعت أجواء الفرحة الجو العام، خصوصا أن المستفيدين كانوا يعانون أزمة سكن خانقة، وطالبوا مرارا بتسريع نشر قوائم المستفيدين في أكثر من مناسبة.
في المقابل، أعرب العديد من المقصين بنفس البلدية، والذين لم ترد أسماؤهم ضمن قوائم المستفيدين، عن سخطهم الكبير جراء ما وصفوه بالإقصاء الممارس في حقهم، حيث أكدوا أنهم أودعوا عدة ملفات، منذ عقود من الزمن، بغية الحصول على سكنات اجتماعية، لكنهم لم يستفيدوا من شيء، وتابعوا خلال حديثهم، بأنهم يعانون من أزمة سكن خانقة، ورغم ذلك، لم يجدوا أسماءهم في القوائم التي تم الإعلان عنها.
للإشارة، حددت مصالح بلدية باب الزوار، آجال الطعون بثمانية أيام، منذ من تاريخ العشرين ماي الجاري، الذي تم فيه الإعلان عن القائمة إلى غاية 27 من نفس الشهر، لتمكين أصحاب الملفات من إيداع طعونهم، واغتنم الوالي المنتدب للدار البيضاء، نورالدين رفسة، فرصة تقديم تهانيه للعائلات المستفيدة من هذه الحصة السكنية، داعيا البقية إلى التحلي بالصبر، حيث يتم التكفل بملفاتهم في الحصص السكنية التي تستفيد منها البلدية كحصص إضافية.