مديرية الفلاحة بقسنطينة

رهان على السقي التكميلي لتحسين الإنتاج

رهان على السقي التكميلي لتحسين الإنتاج
  • القراءات: 1936
زبير.ز زبير.ز

وضعت الوزارة الوصية جملة من التدابير التي من شأنها تحقيق الأهداف المسطرة وتحسين مردود الفلاحة. في هذا الشأن، راسلت مديرياتها عبر مختلف الولايات من أجل الاعتماد على تقنية السقي التكميلي في زراعة الحبوب الشتوية، وهي التقنية التي من شأنها تطوير الإنتاج الفلاحي وعدم الارتباط كليا بتساقط الأمطار، حيث كشفت إحصائيات من مديرية المصالح الفلاحية في ولاية قسنطينة، تم الكشف عنها خلال الأسبوع الفارط، عن تطور الاهتمام بتقنية السقي التكميلي من سنة إلى أخرى، بسبب النتائج الجيدة التي باتت تحققها هذه الطريقة في الزراعة للمحاصيل الكبرى.

رغم أن التقنية تم وضعها سنة 2009 في أولويات المديرية، إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة منها في قسنطينة، ولم تنطلق بشكل جدي إلى غاية عام 2013 بسبب غياب ثقافة هذه التقنية عند الفلاحين، حيث تم سقي 50 هكتارا من أصل 360 هكتارا كانت ضمن أهداف المديرية، لتتطور النسبة وتصل سنة 2014 إلى سقي 380 هكتارا من أصل 480 هكتارا كانت مسطرة كهدف. أما سنة 2015، فقد وضع هدف سقي 570 هكتارا. وقد تم الوصول في التقريب إلى الأهداف المسطرة بعد سقي 563 هكتارا، وخلال السنة الجارية، تم سقي 595 هكتارا من أصل 717 هكتارا مسطرة للاستفادة من هذه التقنية التي تعتمد أساسا على مصادر المياه الموجودة بالقرب من الأرض الفلاحية.

تعول مديرية المصالح الفلاحية بقسنطينة على مواصلة النسق التصاعدي في تطبيق هذه التقنية التي باتت تقدم نتائج جيدة في زراعة القمح بنوعيه، حيث وضعت برنامجا طموحا لسقي 865 هكتارا سنة 2017، و962 هكتارا سنة 2018، وستعدى عتبة 1000 هكتار في آفاق عام 2019، بالوصول إلى 1110 هكتارات مسقية عن طريق تقنية السقي التكميلي التي تحقق نجاحا كبيرا في الدول الجنوبية للمتوسط.

شح المياه السطحية أكبر عائق يواجه الفلاحين

حسب إطارات من مديرية الفلاحة، فإن أكبر عائق يواجه تقنية السقي التكميلي في ولاية قسنطينة هو نقص الموارد المائية، كون التركيبة الجيولوجية للولاية وتضاريسها لا تسمح بتجمع المياه السطحية في شكل أحواض مائية، على غرار ولايات أخرى، حيث تتحول جل مياه الأمطار إلى أودية تصب بعدها في البحر دون الاستفادة منها بالشكل اللازم. يواجه الفلاحون في قسنطينة صعوبات كبيرة في البحث عن المياه، حيث يلجأون إلى حفر الآبار العميقة قد تصل أحيانا إلى عمق 200 متر دون الحصول على النتائج المرجوة.

ورغم دعم الدولة عن طريق مديريات المصالح الفلاحية أو تعاونيات الحبوب والبقول الجافة في مسألة عتاد السقي التكميلي الذي يعتمد على آلة اللفاف التي يبلغ ثمنها حوالي 140 مليون سنتيم، أو شبكة الري التي يبلغ ثمنها حوالي 25 مليون سنتيم، إلا أن هناك حوالي 40 فلاحا فقط بقسنطينة يزاولون العمل بتقنية السقي التكميلي من أصل حوالي 90 فلاحا منخرطا في هذا البرنامج، والسبب يبقى شح الموارد المائية في الحقول والمساحات الفلاحية.

الحل في استغلال مياه الأودية وإنجاز الحواجز

من بين الحلول المقترحة للرفع من نسبة استعمال تقنية السقي التكميلي في الفلاحة بعاصمة الشرق الجزائري، حسب مختصين في الفلاحة؛ رفع الحظر عن استغلال مياه الأودية بعد تصفيتها وإبعاد الملوثات عنها، والسماح في بادئ الأمر على الأقل باستغلالها على الأقل في زراعة الحبوب الشتوية لتوسيع المساحات المسقية بهذه الطريقة مستقبلا. كما يقترح المختصون في الفلاحة بتدعيم أهل المهنة من خلال إنشاء عدد من مشاريع الحواجز المائية التي تتطلب إمكانيات كبيرة لإنجازها ودراسات معمقة للأرضية والطوبوغرافيا من طرف المصالح الفلاحية وكذا مصالح الموارد المائية.