مازالت الأسرة الثورية ببومرداس، وممثلو المجتمع المدني لبلدية عمّال في انتظار نتائج الخبرة العلمية للرفات المرفوعة الأسبوع المنصرم، بمغارة ثافراوت والتي يرجح أنها تعود لشهداء الثورة التحريرية، وقد برمجت بالموازاة خرجة ميدانية ثانية الأسبوع المقبل، لمغارة افرينزيري بنفس البلدية لرفع عينة أخرى للرفات وإرسالها للخبرة العلمية.

في مقابلة مع "المساء" أمس، أفادت مديرة المجاهدين حبيبة بوطرفة، أن مصالحها رفقة اللجنة العلمية المتخصصة المختلطة، قد برمجت خرجة ميدانية ثانية لمغارة افري نزيري ببلدية عمال الثلاثاء المقبل، في سياق نفس العملية التي انطلقت قبيل اسبوعين لرفع عينة من رفات بجوف المغارتين وإرسالها إلى مخبر الشرطة العلمية بشاطوناف، للتأكد من كونها تعود للحقبة الاستعمارية من عدمه"، تقول المسؤولة موضحة أن اختيار المغارتين جاء بالتنسيق مع السلطات المحلية لبلدية عمال وبعض مجاهدي منطقة جرّاح الذين أكدوا أن أكبر عدد من رفات شهداء الثورة يوجد بجوف المغارتين المذكورتين.

وقد سبق لمجاهدي المنطقة أن أخرجوا سنة 1963 رفاتا تعود لشهداء أعدمهم جيش الاحتلال بجوف مغارة بجبال جرّاح، ودفنوا بالقرب بنفس المنطقة ومازالت الراية الوطنية المنصبة هنالك شاهدة على ذلك، وتسعى مديرية المجاهدين إلى دفن الرفات المستخرجة من المغارات والتأكد من أنها تعود للحقبة الاستعمارية بذات المقبرة، مع تهيئتها وتصنيفها ليرتفع عدد مقابر الشهداء بإقليم الولاية لقرابة الأربعين مقبرة وسط استحسان كبير من طرف المجتمع المدني المحلي الذي أكد ممثل عنه في حديث إلينا أمس، أنه أخيرا كللت مساعينا بنتائج ايجابية، حيث كنا منذ سنوات طويلة ننادي بالحفاظ على الذاكرة الوطنية وإعادة الاعتبار لشهداء جرّاح"، يقول المتحدث.

من جهة أخرى يظهر مركز التعذيب "غوتييه" ببلدية سوق الأحد كمعلم تاريخي تسعى نفس المصالح إلى استرجاعه وترميمه وتصنيفه، وهو المركز الذي يعتبر شاهدا على فظاعة الاستعمار الفرنسي ولجوئه لأساليب فظيعة بذات المركز في تعذيب مجاهدي الثورة والمدنيّين، مثلما كانت "المساء" قد أشارت إليه في موضوع كامل عن المركز في عدد سابق. وقالت مديرة المجاهدين إن الانطلاق في الترميم والتصنيف سينطلق مباشرة بعد ترحيل 50 عائلة تقطن بالمركز منذ فجر الاستقلال.