ضربت مديرية السياحة في عنابة، بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة، خلال فعاليات "شان 2022"، ضمن مسار سياحي مخصص للوفود المشاركة والفرق الرياضية والصحفيين، وحتى الزوار، موعدا لزيارة المواقع السياحية القريبة من البحر، خاصة منها منطقة "رأس الحمراء"، التي تحاذي في شموخ "الفنار" الذي له انطلاقة مميزة على البحر، إلى جانب منطقتي "عين القطارة" و"بنت السلطان" اللتان ترتبطان بالذاكرة الشعبية لمدينة عنابة.

تعد مزارات عنابة، مقصدا حقيقيا للسياح، وقبلة لكل عشاق الطبيعة، فمنهم من يقصدها للاستمتاع بمناظرها على منطقة عين القطارة المطلة على البحر، والتي بها ينبوع ماء يتدفق من الصخور الموجود على حافة البحر، إذ يلتقي ماؤها العذب مع ماء البحر المالح. وحسب بعض المؤرخين في عنابة، فإن "القطارة" سميت بهذا الإسم، نسبة لامرأة كانت تخرج مع كل غروب شمس، تشبه حورية البحر، تجلس لتتعبد في هذا المكان حتى الفجر، ثم تختفي عن الأنظار. قصة هذه المرأة دخلت الذاكرة الشعبية، وبقيت راسخة في أذهان سكان بونة، حيث يفضلون التردد على القطارة لإشعال الشموع، والطلب من الله عزو جل بتحقيق أمانيهم، وعليه تعتبر القطارة الفضاء السياحي المميز، خاصة بالنسبة للمغتربين.

ولعل أغلب زوار عنابة يجدون راحتهم في هذه المناطق السياحية، خاصة بعد الغروب. ومن عادات سكان عنابة عند التوافد على القطارة، أخذ مائها لخلطه بالحناء بالنسبة للعازبات، أو من قبل كل من يتمنى تحقيق الحاجات والمبتغيات، وهناك من يأتي بالعروس لزيارة المكان قبل دخولها البيت الزوجية بيوم، وهذا يدخل ضمن تقاليد المنطقة. وغير بعيد عن القطارة، تمتد الروايات الشعبية لتشمل كذلك المنطقة السياحية، وهي عبارة عن مزار يقع في الصخور المقابلة للبحر، اسمها عين بن سلطان، تقبع إلى جانب مزار الولية الصالحة رأس الحمراء، وحسب الروايات، فإن قصة هذه الأخيرة، تبدأ مع ظهور ثلاث نساء في هيئة عروس البحر؛ واحدة اسمها لالة رحيلة، والثانية عين عشير، والثالثة بنت السلطان، التي تقصدها السيدات من أجل الزواج أو الإنجاب. وعليه، فإن الرحلة إلى منطقة رأس الحمراء، تأخذك مباشرة إلى منطقة الفنار المحاذية لها في الجهة المقابلة، أين ترى عنابة من أعلى كبقعة سياحية بامتياز، تحيط بها الشواطئ والجبال والغابات الخضراء التي تريح النفس والعين.