خطوة جديدة في مسار التنمية ببرج بوعريريج
ديناميكية متواصلة وعام استثماري قياسي
- 293
آسيا عوفي
سجلت ولاية برج بوعريريج، خلال العام الجاري، خطوة جديدة في مسار التنمية المحلية، لا سيما تلك المتعلقة بالبنايات المدرسية، والالتزامات المالية، وفق ما كشفت عنه خلية الإعلام بالولاية. وتم في هذا السياق عقد اجتماع المجلس التنفيذي الذي خُصص لبحث تقدّم البرامج الاستثمارية برئاسة والي قالمة كمال نويصر. حيث تم الكشف عن حجم غير مسبوق من المشاريع المسجلة لفائدة قطاع التربية للسنتين 2025 و2026.
واستفادت الولاية، لأول مرة، من برنامج مكثف ومتنوع يضم 30 مؤسسة تربوية جديدة موزعة عبر مختلف البلديات، تشمل ست ثانويات، و10 متوسطات و14 ابتدائية. ويمزج هذا البرنامج بين ثلاث صيغ: برنامج ثلاثي عادي، واستثنائي، وتكميلي. وهو ما يكرس انتشار المرافق التربوية لأول مرة في كل بلديات الولاية، بين مشاريع قيد الإنجاز، وأخرى ستنطلق رسميا خلال السنة المقبلة. ولم يقتصر التطور على قطاع التعليم، إذ سجل الاجتماع إدراج مشاريع جديدة تشمل هيكلين صحيين لتعزيز التغطية الصحية، ومركزين للأمن الحضري لدعم المنظومة الأمنية، وتحسين خدمة المواطن.
وتطرق ذات المصدر للعرض المفصل للأمين الولائي للخزينة العمومية؛ حيث تم تقديم المؤشرات الأولية للاعتمادات المالية المستهلكة خلال 2025، والتي أظهرت تقدّما ملحوظا في وتيرة صرف القروض الموجهة للبرامج الاستثمارية العمومية، سواء على مستوى ميزانية الولاية أو البلديات. كما تم تحديد سقف مالي مدروس لكل قطاع إلى غاية نهاية السنة، بهدف ضمان استعمال فعال للأموال المرصودة، وتحقيق أعلى نسب من إنجاز المشاريع، مضيفا أن المسؤول التنفيذي بالولاية أصدر تعليمات صارمة حول ضرورة تسوية الملفات العالقة محاسبيا وإداريا، خاصة ما يتعلق بملاحق الصفقات الخاصة بالمشاريع قيد الإنجاز، نظرا لما تمثله من أثر مالي مهم، مع التأكيد على إتمام هذه العمليات على مستوى لجنة الصفقات والمراقب الميزانياتي قبل إغلاق السنة المالية.
تكريس ثقافة الإدماج ودعم الفئات الهشة
وفي سياق آخر، احتضن، نهاية الأسبوع، نادي المحامين ببرج بوعريريج، احتفالية مميزة بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة المصادف للثالث من ديسمبر من كل سنة، تحت شعار “تعزيز المجتمعات الشاملة من أجل دفع التقدم الاجتماعي".
وحسب مالك دالي مدير النشاط الاجتماعي بالولاية، فإن هذه التظاهرة جاءت للالتزام الوطني بترقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، في إطار تنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي كرس هذا اليوم للاحتفاء بهذه الفئة، ودعمها، مؤكدا أن الدولة حققت خطوات هامة في مجال إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال برامج التكوين والتأهيل، واكتشاف المواهب ورعايتها، مشيرا إلى أن دعم هذه الفئة يشكل ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك وشامل، مبرزا الأثر الإيجابي للتكنولوجيا الحديثة في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة عبر التطبيقات الذكية، وأجهزة النطق الإلكترونية، وتهيئة المرافق العامة بما يتناسب واحتياجاتهم.
وقدّم المسؤول حصيلة سنوية مفصلة للأنشطة المنجزة لفائدة هذه الفئة خلال السنة الجارية؛ إذ قال إن عدد المستفيدين الجدد من بطاقات الإعاقة بلغ 1300 مستفيد، ليصل العدد الإجمالي إلى 3132 مستفيد. كما استفاد 1047 شخص من ذوي الإعاقة بنسبة 100%، من المنحة خلال السنة، ليبلغ مجموع المستفيدين 5527. أما التغطية الاجتماعية لأصحاب الإعاقة أقل من 100%، فاستفاد منها 3600 شخص، إضافة إلى 9696 من الأسر المكفولة لمعاقين أقل من 18 سنة، ليصل إجمالي المستفيدين من مختلف المنح إلى 9850 مستفيد. كما شملت الامتيازات خلال السنة، 268 مستفيد من النقل المجاني.
وفي سياق متصل، تم توزيع عدد من الوسائل التقنية المساعدة، من بينها 10 دراجات كهربائية، و26 كرسيًا كهربائيًا، وثلاثة أجهزة سمعية إضافة إلى 25 جهازا للمشي، و48 كرسيا متحركًا. ودعا، بالمناسبة، مدير النشاط الاجتماعي إلى تعزيز الوعي المجتمعي، وتقديم مزيد من الفرص التعليمية والمهنية للأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف تجاوز الصور النمطية، وإشراكهم بفعالية في التنمية.
وشهد الحفل، أيضا، توزيع دراجات نارية كهربائية، وكراسي متحركة على المتمدرسين والمسنين، إضافة إلى تنظيم نشاطات ثقافية وترفيهية، وقافلة طبية موجهة للمسنين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد جرت الاحتفالية بحضور السلطات الولائية وممثلي الهيئات الأمنية والمنتخبين المحليين والبرلمان، إلى جانب الأسرة الإعلامية وممثلي المجتمع المدني.
نشاط مكثف تزامنا مع تراجع درجات الحرارة
حملات للوقاية من غاز أحادي أكسيد الكربون
لاتزال عملية التحسيس التي باشرتها مديرية التكوين والتعليم المهنيين ببرج بوعريريج بالتنسيق مع جمعية حماية المستهلك والشركاء، متواصلة؛ بهدف الوقاية من مخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون، في ظل تزايد حوادث الاختناق بهذا “القاتل الصامت” مع انخفاض درجات الحرارة، واستعمال وسائل التدفئة التقليدية.
وشارك في هذه الحملة كل من مصالح الحماية المدنية، والتجارة، إضافة إلى مؤسستي "سونلغاز" و"نفطال"، حيث تم تنظيم خرجات ميدانية عبر مراكز ومعاهد التكوين لتقديم نصائح مباشرة للمواطنين حول طرق استعمال أجهزة التدفئة والغاز بطريقة آمنة، إضافة إلى توزيع مطويات إرشادية تشرح أعراض التسمم، وأساليب التدخل الأولي، حيث كانت المحطة أول أمس بمركز التكوين والتعليم المهنيين باليشير غرب بوعريريج. وحسب مديرة المركز السيدة وهيبة قيطون، فإن الحملة تأتي مواصلة للحملة التحسيسية التي نظمتها المديرية؛ من أجل تعزيز ثقافة التوعية الوقائية لفائدة متربصي ومتمهني مركز التكوين المهني، والتي أثمرت زرع ثقافة الوقاية، خاصة في فصل الشتاء.
ومن جهتهم، أجمع المشاركون على أن أغلب الحوادث المسجلة تعود إلى انسداد منافذ التهوية، أو سوء تركيب سخانات الماء، والمواقد، وتركيب الأجهزة، مشددين على ضرورة تفقّد الأجهزة بانتظام، والحرص على تهوية المنازل، خصوصا أثناء الليل. كما شددوا على أهمية اقتناء أجهزة إنذار تسرب الغاز، والتأكد من مطابقتها للمعايير. وتأتي هذه الحملة في إطار استراتيجية ولائية، تهدف إلى تقليص عدد الحوادث خلال فصل الشتاء، وتعزيز ثقافة الوقاية داخل الأسر، خاصة بعد تسجيل بعض حالات اختناق بأحادي أكسيد الكربون. كمل تأمل الجهات المنظمة أن تساهم هذه الجهود في رفع درجة وعي المواطنين، وتفادي المآسي المرتبطة باستعمال أجهزة التدفئة دون احترام شروط السلامة.
..وأخرى للقضاء على الحشرة القرمزية
في حين باشرت مديرية المصالح الفلاحية ببرج بوعريريج، خلال الأسبوع الفارط، حملتها التحسيسية التوعوية بالتنسيق مع رئيس القسم الفرعي للفلاحة وغرفة الفلاحة، من أجل التوعية بالحشرة القرمزية، وتأثيرها على التين الشوكي بمنطقتي الفج ومعازة المحاذيتين لولاية المسيلة جنوبا، التي تنتشر بها أشجار التين الشوكي، الذي يُعد من النباتات الصباريات التي تتحمل ظروف المناخ القاسية؛ مثل ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، والتصحر. ويُستخدم في عدة مجالات كالغذاء، والأعلاف من بذوره، وكذا للزينة التجميلية وصناعة الكريمات والمرطبات. كما يُستخدم في مكافحة الحرائق نظراً لاحتوائه على ماء وشوك.
وأكدت الدكتورة صبرينة حمادي المفتشة الولائية للصحة النباتية بالمديرية، أنه تم اتخاذ الإجراءات الوقائية كإجراءات احترازية لمنع دخول الحشرة، وفقا لقانون الصحة النباتية رقم 87 الصادر في 1 أوت 1987، الذي يهدف إلى حماية الصحة النباتية، بالإضافة إلى المرسوم التنفيذي. وتم التركيز على مراقبة المناطق المجاورة لولاية المسيلة، خاصة الحمادية، والعش، والمنصورة، وبن داود، وأولاد سيدي إبراهيم، نظراً لحدودها المشتركة مع ولاية المسيلة، مشيرة إلى أن الحشرة ظهرت لأول مرة في تلمسان عام 2021. وانتشرت، لاحقا، في الجزائر. وتم إجراء إحصاء لجميع المساحات المزروعة بالتين الشوكي، مع التركيز على منطقتي المنصورة والعش؛ حيث توجد مساحات واسعة من التين الشوكي.
كما تم وضع برنامج تحسيسي ميداني بالتعاون مع جمعيات نشطة في المجال، بهدف التوعية بخطورة الحشرة القرمزية، وأضرارها على الثروة النباتية. الحشرة القرمزية التي أصلها من المكسيك، انتشرت في عدة دول عربية وأجنبية مثل السعودية، والأردن، والأرجنتين، والبرازيل، وإثيوبيا. وظهرت في الجزائر سنة 2021، وفي ولاية المسيلة.
وشددت المتحدثة على ضرورة تكثيف المراقبة في البساتين، والإبلاغ الفوري عن أي ظهور للحشرة، والتواصل مع القسم الفرعي للفلاحة أو مقاطعة الغابات. والحملة مستمرة. ونظرا لأهمية الصحة النباتية، أوضحت أن طرق انتشارها مثل الريح، والحيوانات، والطيور، بالإضافة إلى التبادل التجاري، الذي يُعد من أبرز وسائل انتقالها؛ فقد يشتري الفلاحون أو التجار نباتات مصابة، فينتشر المرض، لذلك تم منع شراء النباتات من المناطق المصابة، خاصة في إطار مشاريع السد الأخضر التي تنفذها محافظة الغابات، لمنع انتشار الحشرة، مع مراقبة الشركات الهندسية العاملة في المناطق المصابة.
كما أُجريت جولات ميدانية لمراقبة المناطق، وتوعية الفلاحين بعدم اقتناء النباتات غير المصرح بها؛ حفاظا على الثروة النباتية، وتجنب انتشار الحشرة القرمزية، التي تُعد من أخطر الآفات على التين الشوكي والبيئة الزراعية بشكل عام. وستستمر الحملة على المناطق المحاذية لولاية المسيلة؛ من أجل حماية النبات من الحشرة القرمزية.