”ديناميكية النشاط السياحي وآثاره على التنمية المحلية”

دعوة للخروج من النظرة الإدارية إلى البُعد المبادراتي

دعوة للخروج من النظرة الإدارية إلى البُعد المبادراتي
  • القراءات: 401
  س. زميحي س. زميحي

دعا المشاركون في أشغال الندوة المنظّمة أوّل أمس حول ”دينامكية النشاط السياحي وآثاره على التنمية المحلية” من طرف ديوان السياحة لتيزي وزو، إلى العمل على إعطاء بعد مبادراتي للنشاط السياحي، ووضع خارطة عروض؛ بغية تقييم النقائص، والعمل على تحسين الخدمات التي من شأنها تطوير السياحة لما يعود بالفائدة على التنمية المحلية، وهو ما يتطلّب، حسب المتدخلين، تضافر الجهود، ومشاركة كل الفاعلين في الميدان.

قال عبد الرحمان صديقي أستاذ بكلية الاقتصاد في محاضرة ألقاها بالمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية، إنّ ولاية تيزي وزو تضم إمكانيات طبيعية كبيرة لكنها تعاني نقصا من حيث الاستغلال، مشيرا إلى أنّ هناك طلبا كبيرا لكن العرض ناقص بسبب نقص في تأطير النشاط السياحي، ما يتطلّب فسح المجال للمتعاملين، للعمل على ازدهار الولاية سياحيا، ومؤكّدا أنّ النشاط السياحي يكون بالمؤسسات وبالمتعاملين والفاعلين وغيرهم. وأعقب أنّ تطوير النشاط السياحي ينجر عنه تطوير النشاط الاقتصادي، ما يتطلّب في نهاية الأمر منطق تنظيم المشاريع والمبادرات، مؤكّدا أنّه ”يجب الخروج من النظرة الإدارية للنشاط السياحي لإعطائه بعدا مبادراتيا، والعمل على وضع خارطة للعروض لمعرفة النقائص، والعمل على تحسينها وكذا الخروج من دائرة التقييم إلى دائرة التطوير”. وأكّد المتحدّث أنّ ”تطوير السياحة يتطلّب معرفة كيفية الاتصال والعمل بنظام الإعلام المحلي، حيث يكون الشخص على دراية بالتراث والعادات والتقاليد وكلّ ما يسمح بخدمة السياحة والتنمية المحلية، والعمل على خلق حدث بإعطاء بعد اقتصادي، اجتماعي، بيئي وسياحي له لتطوير مستدام، مضيفا أنّ الحفلات التي تقام بالقرى تُعتبر منتوجا ثقافيا يمكن تحويله إلى منتوج سياحي عبر استغلالها لجلب أنظار السياح من عشاق الجبال والنمط المعيشي للقرى، والكشف عن كنوز القرى التي تتجسد في العادات والتقاليد، واستغلالها لخدمة السياحة. وأضاف أنّ تطوير السياحة الليلية يتطلّب تنويع النشاطات، مستدلا بسهرات رمضان التي تعرف ديناميكية بسبب النشاطات الثقافية المتنوّعة، ومؤكّدا أهمية التنسيق بين القطاعين العام والخاص لتطوير السياحة من جهة، ومن جهة أخرى، على أهمية تحسين الخدمات المرهونة بتطوير الجهود جماعيا وفرديا، مشيرا إلى أنّ تطوير السياحة بشكل عام، يتطلّب إدماج ومساهمة السلطات المحلية والحركة الجمعوية بغية خلق بعد سياحي وترقية المنتجات المحلية.

وركّز محرز رابح رئيس ديوان السياحة بتيزي وزو في مداخلته، على أهمية تطوير السياحة الجبلية والشواطئ بما يخدم التنمية المحلية؛ على اعتبار أنّ تطوير هذه السياحة يسمح بجلب السياح، ويعمل على خلق دينامكية في شتى المجالات؛ النقل والتجارة وغيرهما؛ ما يساعد البلديات على تحقيق أرباح بفعل هذا الإقبال، مؤكّدا أن تطوير السياحة لا يقف على طرف أو آخر وإنّما يتطلّب تضافر جهود الجميع؛ من وكالات السياحة والدواوين والأميار والمواطنين وغيرهم؛ على اعتبار أنّ الكلّ مستفيد. وأضاف أنّ للسياحة تأثيرا على التنمية المحلية، يظهر بقوّة على جوانب الحياة الاجتماعية المختلفة، مثل الطابع العام للمجتمع، وبعض الظواهر الاجتماعية والعادات والتقاليد؛ من خلال التداخل بين المواطنين والسائحين، إلى جانب أهمية معرفة الأفراد بتراث المنطقة؛ ما يزيد من الوعي الثقافي والفكري الذي يؤدي، بالتالي، إلى زيادة القدرة على العمل والإنتاج وجلب السياح. وأُثري اللقاء بعدة مداخلات، تبعها نقاش، سمح للمشاركين من وكالات سياحية ومواطنين، بطرح عدة تساؤلات حول كيفية تطوير السياحة، التي من شأنها خدمة التنمية على جميع الأصعدة.