ندوة حول "الإعلام الجزائري 60 عاما، إنجازات وتطلعات"

دعوات إلى التوثيق العلمي للتجربة الجزائرية

دعوات إلى التوثيق العلمي للتجربة الجزائرية
  • القراءات: 393
شبيلة. ح شبيلة. ح

اعتبر المشاركون في الندوة الوطنية الموسومة بـ الإعلام الجزائري في ستين عاما، إنجازات وتطلعات التي انعقدت أول أمس بقسنطينة، أن تاريخ 22 أكتوبر مناسبة لتعزيز حرية التعبير، وتخليد تاريخ صدور أول عدد من جريدة "المقاومة الجزائرية"، مؤكدين أنها جاءت في ظل رهان التحولات التكنولوجية المتسارعة، بما تفرضه من تحول في مهنة الصحفي على مستويين أساسيين؛ هما الاحترافية، والأخلاقية؛ ما يستدعي توفير الشروط اللازمة للممارسة الصحفية، وفي مقدمتها الدفاع عن حرية الإعلام، واحترام التعدد في الرأي، مع مراعاة الضوابط الأخلاقية للمجتمع الجزائري.

تحدّث المشاركون في أشغال الندوة التي نظمتها كلية أصول الدين بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، بمعية مخبر الدراسات الاتصالية والدعوية وقسم الدعوة والإعلام والاتصال، عن التحديات التكنولوجية التي تواجه الإعلام في الجزائر، حيث دعوا إلى تكييف وسائل الإعلام مع التطور التكنولوجي، من خلال الانفتاح، أكثر، على وسائل الإعلام لضمان وصول المعلومة إلى المواطن، وكسب ثقته، مبرزين أهمية تقيد أهل المهنة بالمسؤولية الاجتماعية، التي تراعي الحرية الإعلامية، وواجب حماية مقومات الدولة والمجتمع. 

وأجمع المشاركون في أشغال الندوة، على ضرورة التوثيق العلمي للتجربة الإعلامية الجزائرية، حيث طالبوا بإشراك الأكاديميين في الهيئات الصحفية؛ سلطة السمعي البصري، ومجلس أخلاقيات المهنة، وسلطة الصحافة المكتوبة"، إلى جانب إبراز مسار وخصوصية التجربة السمعية البصرية في الجزائر. كما دعوا إلى مشاركة الأكاديميين والمختصين والإعلاميين في الهيئات المعنية بالإعلام (مجالس ولجان) من خلال ممثليهم المنتخبين، مشددين على توحيد التشريعات الإعلامية في قانون واحد، إضافة إلى إلزام وسائل المؤسسات الخاصة من خلال دفتر الشروط، والعمومية، بإتاحة فترات تدريبية للطلبة المتخصصين، وبعرض مناصب شغل للمتفوقين.

ومن جهته، أوضح الدكتور فضيل دليو في مداخلته المعنونة بـ "الصحافة المطبوعة في الجزائر بعد الاستقلال، التحديات والإنجازات"، أن ممارسة الصحافة في أي بلد، لا تكون معزولة عن التحولات الدولية. كما أكد المتدخل أن الإعلام في الجزائر عاش العديد من التحديات والصعوبات، وعلى رأسها تحدي اللغة، والذي يُعد هاجسا كبيرا للصحافة في الجزائر بعد الاستقلال، خاصة أننا لم نستغل الرصيد اللغوي الهام الذي كان موجودا قبل الاستقلال. وأضاف المتدخل من جامعة صالح بوبنيدر - قسنطينة 3، أن الإعلام الجزائري كان يعيش تعددية إعلامية في فترة الأحادية السياسية، مشيرا إلى أن الجزائر في بداية التسعينات، عرفت تعددية، وحرية إعلامية لم تشهدها أي دولة أو وسيلة إعلامية في الوطن العربي، إلا أن التحديات الأمنية التي مرت بها البلاد، أثرت على المكتسبات التي حققها الإعلام الجزائري، مؤكدا في ذات السياق، أن الصحافة في الجزائر واجهت تحديات سياسية، مرتبطة ارتباطا وثيقا بتبعية النظام السياسي، إضافة إلى التحديات الاقتصادية، المرتبطة بارتفاع كلفة إنتاج الصحافة الورقية، وتراجع مداخيل الإشهار والتوزيع.

أما الدكتور نصر الدين بوزيان من ذات الجامعة في مداخلته "التجربة السمعية البصرية في الجزائر: مكاسب الماضي، وتطلعات المستقبل"، فقد أبرز المكتسبات الإعلامية التي تم تحقيقها، والتي تشمل المكتسبات المهنية والاجتماعية والتنظيمية، حيث أكد على أهمية الاستفادة من هذا المسار في خدمة التطلعات المستقبلية، لترقية الممارسة الإعلامية، وتعزيز دور الإعلام الوطني في تعزيز اللحمة الوطنية وروح الانتماء، والوقوف في وجه المساعي الخارجية التي تهدف إلى الإضرار بالمصالح الوطنية، عبر اللجوء إلى استخدام الأخبار الكاذبة والمغرضة، والتشويش على الأدوار الإقليمية والدولية، التي تسعى الجزائر للاضطلاع بها.