تنفيذا لتعليمات وزارة البيئة

دراسة لتصنيف جزيرة رشقون بعين تموشنت

دراسة لتصنيف جزيرة رشقون بعين تموشنت
  • القراءات: 862
محمد عبيد محمد عبيد

تم بولاية عين تموشنت مؤخرا، وتجسيدا لتعليمات وزارة البيئة، إطلاق دراسة لتصنيف المنطقة البحرية والساحلية لجزيرة رشقون، بالتنسيق مع مركز النشاط الاقليمي للمناطق المحمية، بالتعاون مع المديريات ذات الصلة والجمعيات البيئية الناشطة في المجال.

أكد مدير البيئة بعين تموشنت، ياسين بولحية، أن الجزيرة تكتسي أهمية كبيرة في البحر الأبيض المتوسط، وبالمنطقة الغربية للوطن، كما لها أهمية في التوازن الإيكولوجي والبيئي، بحكم وجود بعض الأسماك التي تتكاثر في المنطقة، إلى جانب وجود بعض النباتات التي من شأنها الحفاظ على التوازن البيولوجي. أضاف المتحدث، أن هذا التصنيف لا يمس جزيرة رشقون بمفردها، إنما المنطقة بكاملها، بما فيها شاطئ رشقون "1" التابع لبني صاف، وشاطئ رشقون "2" التابع لولهاصة الغرابة، وهو ما تعكف عليه الوزارة الوصية، من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تسير على قدم وساق لإنهاء الدراسة، حتى تصبح الجزيرة محمية، دون منعها عن المواطنين والسياح، أو الجمعيات والباحثين، وحمايتها من الرمي العشوائي للنفايات والصيد غير الشرعي للأسماك، لتصبح فضاء مفتوحا للشباب والباحثين وغيرهم. للإشارة، تضم جزيرة رشقون، منارة تعد من بين 4 منارات المتبقية على المستوى العالمي، والتي تتميز بخصوصيات بنائها وموقعها الاستراتيجي، وإضاءتها التي تحسنت كثيرا بفضل إدخال التكنولوجيات الحديثة عليها.

استفادت جزيرة رشقون المصنفة عالميا ضمن اتفاقية "رامسار"، من عملية استثمارية، سابقا، وقد خصص لها غلاف مالي قوامه 12 مليار سنتيم، من أجل التهيئة التي تشمل توفير الممرات وأماكن الرسو، مع تخصيص مركز للاستقبال وتأهيل المنارة، ووضع إشارات ضوئية، في الوقت الذي يبقى المشكل متعلقا بعملية تسيير الجزيرة ومجال تنظيم الرحلات إليها، حيث تعمل الجهات المسؤولة على وضع الآليات الكفيلة للحفاظ على هذا المكسب السياحي. تتربع هذه الجزيرة التي تعرف محليا بجزيرة "ليلى"، على مساحة 26 هكتارا، وتبعد بنحو 3 كلم عن اليابسة ويعيش فيها أكثر من 66 نوعا من الطيور المهاجرة القادمة في كل موسم من مختلف المناطق الأوروبية، للتعشيش، لاسيما منطقة سيبيريا بروسيا، كما تحتوي الجزيرة على مقبرة جماعية، تم اكتشافها من قبل أحد المؤرخين الفرنسيين سنة 1952، وعثر بها على بعض الأواني الفخارية التي تعود للحقبتين الرومانية والفينيقية. ويتفق بعض المؤرخين، على أن تاريخ الجزيرة يعود إلى القرن الـ 7 قبل الميلاد. يعد هذا الموقع السياحي، فضاء استراتيجيا لمحبي هواية الغطس، وكذا الباحثين في المجال البيئي، فيما يطالب الجميع تظافر الجهود من أجل استغلال الجزيرة وتنظيفها من الأشواك التي تتعدى المترين، وتأمينها في كل موسم اصطياف. من جهتها، تقوم مديرية البيئة، بعدة حملات تحسيسية، تصب كلها في النظافة، بمعية مختلف الجمعيات الناشطة في الميدان، كما تم الاتفاق وبالاجماع، على وضع لافتة تحمل شعار المحافظة على المنطقة، وتمنع الصيد بمختلف أنواعه، قصد الحفاظ على التوازن البيئي.