بهدف التدخل السريع والتنسيق بين مختلف المصالح

دراسة جغرافية استباقية لإخماد الحرائق ببومرداس

دراسة جغرافية استباقية لإخماد الحرائق ببومرداس
  • القراءات: 595
ـ حنان. س ـ حنان. س

نصبت مصالح ولاية بومرداس، خلال الأيام القليلة الماضية، خلية عملياتية مشتركة ما بين عدة جهات هدفها متابعة أي بؤرة حريق بغية التدخل الفوري لإخماده وبالتالي حماية الغابات. كما تم في المقابل الكشف عن دراسة جغرافية لأهم الأماكن التي سجلت اندلاعا للنيران خلال المواسم الصيفية للسنوات العشر الأخيرة، بهدف إعداد استراتيجية استباقية للتدخل السريع والفوري لحماية للغابات والأرواح.

جاء الإعلان عن تنصيب الخلية العملياتية لمتابعة حرائق الغابات ببومرداس، التي تضم كلا من مصالح الغابات، الحماية المدنية والدرك والجيش الوطنيين لولاية بومرداس، على هامش تمرين محاكاة لإخماد حريق اندلع بغابة ميدان سباق الخيل في زموري، نهاية الأسبوع الماضي، وشكل فرصة لمختلف المقاييس لاختبار مدى الجاهزية بهدف مواجهة أي حريق محتمل، يتهدد الثروة الغابية والسكان بجوار الغابات، حيث تم بالمناسبة، الإعلان رسميا عن تنصيب جهاز الولاية لمكافحة حرائق الغابات، والذي يضم مختلف المصالح ويدوم عمله إلى نهاية شهر أكتوبر المقبل.

في هذا السياق، كشف المدير الولائي للحماية المدنية، العقيد كريم بن زيدان، في تصريح لـ"المساء"، على هامش المناورة الافتراضية بمضمار سباق الخيل، أن مصالحه تعمل حاليا، على إجراء دراسة جغرافية لأهم الأماكن التي سجلت اندلاعا للنيران خلال المواسم الصيفية للسنوات العشر الأخيرة، حتى يتم إعداد خريطة مفصلة تضم أهم الغابات التي سجلت اندلاعا للحرائق، مهما كان حجمها بمختلف جهات الولاية. وتهدف هذه الدراسة ـ حسب المتحدث- إلى إعداد إستراتيجية استباقية للتدخل السريع، بالتنسيق مع مختلف المصالح، من أجل حماية الغابات والأرواح، وكذا الوقاية من اندلاع أي بؤرة حريق قدر المستطاع، يقول المسؤول، موضحا أن العمل الإحصائي يجري على مستوى المديرية، وسيتم الإعلان عن نتائجه قريبا.

كشف في المقابل، عن تواصل برنامج الحملات التحسيسية للوقاية من حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، بالتنسيق مع مختلف القطاعات، داعيا المواطن إلى توخي الحذر والتبليغ عن أي بؤرة حريق مهما كان حجمه، لتفادي وقوع كوارث، وهو ما دعت إليه كذلك مديرة محافظة الغابات صبرينة حكار، التي أكدت أن المواطن يبقى الحلقة الأقوى في المحافظة على الثروة الغابية من أي خطر يهددها، لاسيما الحرائق، وليس من خلال التبليغ عن أي حادث اندلاع حريق مهما كان صغيرا، وإنما من خلال الابتعاد أيضا عن التسبب في ذلك. لفتت المتحدثة في معرض حديثها لـ"المساء"، على هامش التمرين الافتراضي، أنه تم تنصيب الرتل المتحرك لمحافظة الغابات، الذي يضم 8 شاحنات وشاحنات أخرى ذات صهريج، مع تجنيد كافة أعوان المحافظة، ناهيك عن أزيد من 100 عامل موسمي مجندين طيلة حملة مكافحة الحرائق.

كما أكدت المسؤولة في المقابل، عن تواصل برنامج فتح وتهيئة المسالك على مسافة 82 كلم، بما يساهم في الحد من حرائق الغابات وتسهيل وصول آليات الإخماد إليها، منها 56 كلم كبرنامج تشرف عليه وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، و26 كلم يخص برنامج الولاية للتنمية. للإشارة، فإن الحريق الذي شب افتراضيا بغابة مضمار سباق الخيل "الأمير عبد القادر" في زموري، تسبب في خسارة 5 هكتارات من الغطاء الغابي، تتمثل أساسا في أشجار الصنوبر الحلبي وأحراش، مع توقيف مشتبه فيهما متلبسين بجرم إشعال نار في الغابة، وإلحاق الضرر بحوالي 120 عائلة تقطن بالجوار، بهدف إحداث شغب وبلبلة. الموقوفان أحيلا على المصالح الأمنية المعنية لاستكمال الإجراءات القانونية، وقدما أمام الجهات القضائية المعنية، حسبما استفيد من مصالح الدرك الوطني بعين المكان..