مع بداية موسم الصيد البحري
خسائر كبيرة تواجه مجهّزي السفن بعنابة

- 154

تكبّد مجهِّزو السفن بولاية عنابة مع انطلاق موسم الصيد الجديد وبعد راحة بيولوجية دامت أربعة أشهر، خسائر كبيرة منذ اليوم الأول لنزولهم إلى البحر. فقد تضرّرت معدات الصيد بشكل واسع، ما أثّر سلبا على مردودية السفن، وتَسبب في نقص فادح في المنتوج البحري وسط حالة من القلق والتذمر تسود أوساط المهنيّين.
أشار الصيادون إلى أن خليج عنابة تحوّل فعليا إلى "محجرة بحرية" ؛ حيث أضحى قاع البحر مملوءا بالصخور، والمخلفات، والمواد الصلبة، ما جعل عمليات سحب الشباك محفوفة بالمخاطر. وأكّد بعضهم أنّ الشباك تمزّقت بالكامل. وآخرون وجدوا أنفسهم عاجزين عن استرجاع أدواتهم التي علِقت في قاع البحر؛ ما كبّدهم خسائر لا تقلّ عن عدة ملايين سنتيم في ساعات قليلة فقط. ولا يتعلّق الوضع بخسائر مادية فقط، بل يمسّ سلامة المهنيين، الذين باتوا يعملون في بيئة بحرية خطرة لا تراعي الحدّ الأدنى من شروط الأمان.
وقد دفعت هذه الوضعية بعدد من الصيادين إلى التفكير في التوقّف عن العمل مؤقتا، أو تقليص عدد الرحلات؛ ما يعني مزيدا من الانكماش في الإنتاج، ومزيدا من الضغط على السوق المحلية، التي تعرف، أصلًا، ندرة في بعض المنتجات البحرية، وارتفاعا في الأسعار.
ويأتي هذا الواقع ليطرح جملة من التساؤلات العميقة حول حقيقة المتابعة الميدانية لقطاع الصيد البحري في الولاية، ومدى مراقبة حالة قاع البحر قبل استئناف النشاط. ويتساءل كثير من المهنيين عمن يرصد التغيرات البيئية في الخليج؟ ومن يحدد المناطق الخطرة؟ ومن يتحمل مسؤولية الخسائر الفادحة التي أصبحت تتكرر في كل موسم؟.
ويؤكّد أصحاب المهنة أنّ الراحة البيولوجية لم تُستثمر في تنظيف المساحات المائية أو تهيئة مناطق الرسو والصيد، وأنّ العودة إلى البحر لا تعني دائما عودة النشاط، بل هي أحيانا تفضح عمق الاختلالات المتراكمة، وغياب النظرة الاستباقية لحماية مورد اقتصادي ومعيشي بهذا الحجم. وفي ظلّ هذه المعطيات يعيش قطاع الصيد البحري في عنابة، حالة من الفراغ التنظيمي والبيئي الصامت، وسط مطالب متزايدة بإطلاق تحقيق ميداني حول أسباب هذه الخسائر، وتحديد المسؤوليات بدقة، والعمل على تأمين بيئة صيد سليمة، تحمي المهنيين، وتعيد الاعتبار لهذا القطاع الحيوي.
على مسافة 6.5 كيلومترات
إنجاز طريق يربط رأس الحمراء بوادي البقرات
شرعت السلطات المحلية في ولاية عنابة، في تنفيذ مشروع هام، يتمثل في إنجاز طريق بلدي جديد يمتّد على مسافة 6.5 كيلومترات، ويربط بين منطقتي رأس الحمراء ووادي البقرات، مرفقا بمنشآت فنية متطوّرة، تهدف إلى تحسين البنية التحتية، وتسهيل حركة التنقّل بين هاتين المنطقتين الحيويتين.
ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود المتواصلة لتطوير شبكة الطرق المحلية في عنابة، والتي تُعدّ شريانا حيويا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة؛ إذ سيعمل هذا الطريق الجديد المزوّد بمنشآت فنية تشمل جسورا وأنظمة تصريف المياه، على ربط المجتمعات السكنية والمناطق الزراعية والصناعية بشكل أكثر فعالية؛ ما يخفّف من معاناة السكان التي كانت ناجمة عن الطرق القديمة غير المعبّدة، والتي كانت تعاني من مشاكل عديدة خاصة في فصل الشتاء. ومن خلال هذا المشروع تسعى السلطات المعنية إلى تعزيز السلامة المرورية، وتقليل الحوادث الناتجة عن الطرق. كما سيساهم هذا الطريق في توفير وقت وجهد التنقل بين رأس الحمراء ووادي البقرات؛ ما ينعكس إيجابا على جودة حياة السكان المحليين.
وتتميّز المنشآت الفنية المرفقة بهذا الطريق باستخدام أحدث التقنيات في البناء والتصميم، مع الاهتمام الكبير بصيانة البيئة المحيطة؛ حيث تم اعتماد طرق مستدامة في العمل لتقليل الأثر البيئي، وضمان استمرارية الطريق لفترة طويلة دون الحاجة إلى صيانة مكلفة. ويمثل هذا المشروع خطوة استراتيجية مهمة نحو تحديث البنية التحتية في عنابة، وتعزيز التنمية المحلية المستدامة، والتي تصب في مصلحة جميع سكان المنطقة.
دائرة البوني
خطة جديدة لتحسين الوضع البيئي ومكافحة النقاط السوداء
اتّخذت مصالح دائرة البوني بعنابة، سلسلة من الإجراءات العاجلة لتحسين الإطار البيئي للبلدية، بعد اجتماع موسّع خُصص لدراسة واقع النظافة وتسيير النفايات في ظلّ التحديات المتزايدة التي تواجهها المنطقة، خاصة مع اتساع الكثافة السكانية، ونشاط الأسواق الأسبوعية.
تم خلال هذا الاجتماع الذي ترأّسه رئيس الدائرة بحضور رئيس المجلس الشعبي البلدي عصام بن رجم، إلى جانب ممثلين عن مصالح البيئة ومؤسّسة النظافة وجمعيات محلية، عرض تقارير ميدانية مفصّلة حول أهم الإشكالات المسجلة، وعلى رأسها النقاط السوداء المنتشرة عبر عدة أحياء، والنقص المسجّل في عدد حاويات النفايات. وأكد الحاضرون على ضرورة تجديد الصفقات الخاصة برفع النفايات المنزلية، من خلال إعادة تقييم أداء الشركات المتعاقدة، وتحسين شروط التعاقد بما يضمن نجاعة أكبر في الخدمة.
كما تم التطرق لآليات جديدة لجمع وتسيير نفايات الكارتون، خصوصا بالأسواق الكبرى، ومراكز البيع بالجملة. وهي خطوة من شأنها تقليل الضغط عن المساحات العمومية، وتحسين ظروف الفرز وإعادة التدوير. وفي نفس الإطار تم تحديد احتياجات البلدية من حاويات القمامة بدقة؛ تمهيدا لإطلاق عملية اقتناء وتوزيع جديدة تستهدف الأحياء التي تعاني من نقص في الوسائل المخصّصة لجمع النفايات.
كما خُصّص جزء هام من الاجتماع لمناقشة خطة معالجة النقاط السوداء، حيث تم الاتفاق على برنامج تدخّل فوري بالتنسيق مع جميع المصالح المعنية، مع إشراك الجمعيات المحلية في عمليات التوعية والتحسيس. وختم رئيس دائرة البوني الاجتماع بالتأكيد على أن معالجة ملف البيئة لا يتطلب، فقط، إمكانيات مادية، بل يستدعي، أيضا، تغييرا في الذهنيات وسلوكات المواطن، داعيا الجميع إلى تحمّل مسؤولياتهم من أجل بلدية نظيفة، وصحية.
بعد تسجيل أول حالة لحمى غرب النيل بخرازة
استنفار صحي وتعقيم واسع النطاق
سجّلت المصالح الصحية بحي خرازة بعنابة، أوّل حالة إصابة مؤكّدة بحمى غرب النيل؛ ما دفع السلطات المحلية إلى التحرك بشكل عاجل؛ من أجل احتواء الوضع، واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة.
عقد الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية ذراع الريش، بالمناسبة، اجتماعا طارئا بحضور المدير المنتدب للصحة، ومديرة المؤسسة الاستشفائية برحال؛ حيث تم استعراض تفاصيل الحالة المسجلة، وطرق التكفل بها. وقد تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة التكفل الأمثل بالمصاب، وهو ما تم فعلاً من خلال تقديم الرعاية الطبية اللازمة داخل المؤسسة الصحية المعنية.
وفي إطار الوقاية ومنع انتشار الفيروس، باشرت المصالح المختصة عملية تعقيم واسعة النطاق، شملت حي خرازة والأحياء المجاورة باستخدام فرق متخصصة ومواد معتمدة؛ للحد من تكاثر البعوض الناقل الرئيسي للمرض. من جانب آخر، أطلقت مصالح الصحة حملة تحسيسية موجهة لسكان المنطقة، تهدف إلى تعريفهم بأعراض حمى غرب النيل، وطرق الوقاية منها، مع التشديد على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي أعراض مشتبه فيها.
تجدر الإشارة إلى أن حمى غرب النيل مرض فيروسي ينتقل عبر لسعات البعوض. وتتراوح أعراضه بين الحمى الخفيفة ومضاعفات صحية أكثر خطورة في بعض الحالات، خصوصا عند الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة. وتؤكد السلطات أن الوضع تحت السيطرة؛ حيث دعوا المواطنين إلى التحلي بالهدوء، واتباع التعليمات الوقائية، خصوصا ما تعلق باستخدام الناموسيات، والتخلص من المياه الراكدة التي تشكل بيئة مناسبة لتكاثر البعوض.