الهاتف الثابت والانترنت بسكيكدة

خدمات لا تعكس الاستثمارات الضخمة

خدمات لا تعكس الاستثمارات الضخمة
  • القراءات: 822
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

ما تزال خدمة الهاتف الثابت والانترنت بالعديد من بلديات ولاية سكيكدة خصوصا بعاصمة الولاية تراوح مكانها إن لم نقل بأنها لم تصل بعد إلى مستوى حجم الاستثمارات الضخمة التي وجهتها الدولة لترقية وتطوير هاتين الخدمتين بالولاية تماشيا مع ما توليها الحكومة من أهمية لهذا الموضوع. فالمؤكد، حسبما رصدناه من أصداء، أن الكل بسكيكدة متفق على أن الخدمات الهاتفية بما فيها خدمة الانترنت ذات التدفق العالي المسيرة من قبل مجمع جواب التابع لاتصالات الجزائر تعاني من تأخر كبير وذلك من خلال رداءة الخدمات المقدمة للمواطنين نتيجة الانقطاعات المتتالية للهاتف الثابت والانترنيت لعدة أيام أمام بطء عملية التدخل للمصالح التقنية المختصة لإصلاح العطب.

وما زاد من حجم المشكل، حسب آخر تقرير صادر عن المجلس الشعبي الولائي لسكيكدة، الواقع المأسوي الذي توجد عليه معظم التجهيزات وحتى العديد من المراكز البريدية المتواجدة عبر كامل بلديات الولاية بالخصوص الداخلية وهذا دون الحديث عن قدم واهتراء الشبكة الهاتفية التي لم يتم تطهير إلا جزء بسيط منها، كما هو الحال على مستوى عاصمة مقر الولاية، التي تضم أكبر تجمع سكاني والتي تبقى تعاني من نقص فادح في خدمة الهاتف الثابت بالرغم من توفرها على مركزين للإنتاج الهاتفي بالخصوص على مستوى المنطقة الجنوبية للمدينة. وقد أثر الوضع الذي يعاني منه قطاع الخدمات الهاتفية بولاية سكيكدة سلبا على نسبة تدفق الانترنيت حيث يقدر الضعف بـ2.39 بالمائة، فالزبون الذي يدفع ما قيمته 02 ميغا بيثز/ثا فإنه في الواقع لا يستفيد سوى من نصفها ناهيك عن الانقطاعات المتتالية التي تصل أحيانا إلى الشهر.

الوزيرة هدى فرعون مطلوبة بسكيكدة

وخلال تواجدنا بوكالة سكيكدة التابعة للجزائرية للاتصال الكائن مقرها بشارع ممرات 20 أوت 55 التي تعج على مدار اليوم بأفواج من المواطنين، التقينا عددا كبيرا منهم في حالة من الاستياء والتذمر بسبب ما يكابدونه من معاناة ناجمة في مجملها عن الانقطاعات المتتالية لخدمة الهاتف الثابت وأيضا للإنترنيت. بعضهم أكد لنا بأن هاتفه لا يشتغل منذ أكثر من 15 يوما وذلك بالرغم من الشكاوى العديدة التي ترفع للمصلحة التقنية، فيما اشتكى البعض من ضعف خدمات الانترنيت وانقطاعاتها المتواصلة خاصة مستعملي "فوري" أما البعض الآخر، فقد اشتكى من التضخيم الملاحظ على فواتير الهاتف، معبرين عن عدم رضاهم للخدمات التي تقدمها الجزائرية للاتصال بسكيكدة، التي حسبهم، ما زالت لم تعرف الإقلاع الحقيقي، مستدلين بضعف الخدمات المقدمة. فيما ناشد بعض المواطنين عن طريق "المساء" وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إيمان هدى فرعون بإيفاد لجان تحقيق سرية للإطلاع عن كثب على واقع قطاعها بسكيكدة بالخصوص ما يتعلق بخدمات الهاتف والانترنيت في حين تمنى البعض أن تخص سكيكدة بزيارة مفاجئة حتى تقف على واقع قطاعها خاصة بعاصمة الولاية التي تعد من بين اغني بلديات الوطن.

خدمات "الأمسان" حلم يراود السكيكديين

وفيما يخص خدمة "الأمسان" والتي تعرف باسم خدمات خط النفاذ المتعدد الخدمات، فإن ولاية سكيكدة وبالرغم من أنها قد استفادت من هذه الأخيرة وذلك منذ سنة 2012 إلا أن هذه التقنية الحديثة لم تحقق الهدف المرجو إذ ما تزال تراوح مكانها بالرغم من المزايا التكنولوجيا الحديثة التي تقدمها في ما يخص خدمات الهاتف وبث القنوات التلفزية والربط بشبكة الانترنيت ذات التدفق العالي فمجال استعمالها بالولاية التي وصل تعداد سكانها، حسب آخر الإحصائيات الرسمية 998.236 نسمة لا يتعدى في أغلب الأحيان مجال  نقل البيانات فقط وحسب آخر تقرير للمجلس الشعبي الولائي فمن أصل 31 جهاز "أمسان" حوالي 15 منها فقط تم تثبيتها وذلك منذ سنة 2012 مما يعني أن هذه الخدمة التي رصدت لها الدولة أموالا طائلة بعملتين الوطنية والأجنبية ما تزال في بداية الطريق ليبقى المواطن السكيكدي ينتظر بفارغ الصبر متى يستفيد من المزايا التي تقدمه آخر تكنولوجيات الاتصال.

ونشير هنا، إلى أننا قد حاولنا الاتصال بمدير الجزائرية للاتصال أكثر من 3 مرات إلا أننا لم نتمكن بداعي أنه إما في اجتماع أو أنه خارج المكتب فيما أكد لنا مصدر من داخل هذه الأخيرة بأن هناك جهودا تبدل لتدارك النقائص المسجلة لكن بين تلك الجهود المبذولة والواقع الذي استمر أكثر من 3 سنوات فرق كبير لتبقى خدمات الهاتف الثابت والانترنيت بسكيكدة دون المستوى المطلوب أمام حجم الأموال التي خصصت للإقلاع بهذا القطاع.