سهرات رمضانية مميزة بسكيكدة

حينما يتلاحم أفراد الأسرة في رحاب المودة والعبادة

حينما يتلاحم أفراد الأسرة في رحاب المودة والعبادة
  • القراءات: 310
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

يشكل شهر رمضان الكريم أهمية كبيرة لدى العائلات السكيكدية، ليس لكونه شهر العبادات والطاعات والتقرّب إلى الله تعالى بالعبادات والقيام وبأفعال الخير فقط، بل كونه الشهر الذي تتواصل فيه العائلات أكثر من غيره من الشهور وتلتحم فيما بينها، من خلال السهرات الرمضانية العائلية المميّزة وذات نكهة خاصة، على الرغم من أنّ العديد من العادات أمام التطور الحاصل في جميع الميادين بدأت تختفي، وحتّى اللمّة العائلية لأيام زمان بدأت تضمحل أمام التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي والهاتف، لكن في كلّ هذا، تبقى لتلك السهرات حدثا مميّزا حقيقة ومجازا لدى العائلة السكيكدية.

وإذا كان لكل أسرة طريقتها في إحياء السهرات الرمضانية، إلاّ أنّ القاسم المشترك بين كل الأسر، هي الزيارات العائلية سواء كانت بين الأقارب أو بين الجيران والأحباب وسط أكواب من الشاي والحلويات التقليدية كقلب اللوز، أو المرطبات أو حتّى الزلابية، والمكسرات، في جلسات للتسامر وتذكّر الذكريات الجميلة، ولا تخلو تلك الجلسات عن الحديث عن بعض المشاريع المستقبلية، كمشاريع الزواج أو عن مشاغل الدنيا وهمومها وصعوباتها.

كما لا يخلو الحديث أيضا عن فلانة قالت وفلانة ذهبت وغيرها من أحداث النسوة ذات شجون، لتبقى تلك الجلسات مهما اختلف موضوع الاجتماع، تصنع سهرات العائلة السكيكدية التي دأبت على ذلك في مثل تلك المناسبات، والتي تستمرّ إلى غاية ساعات من الليل، فيما تتميّز عند البعض الآخر، بمتابعة أهم ما تبثه القنوات الفضائية من أفلام ومسلسلات، والقليل منهم، يفضل التوجه إلى سطورة أو المشي في كورنيش سكيكدة، رغم أن أحوال الطقس خلال الأيام الأولى من رمضان، لا تسمح بذلك بسبب برودة الجو بخلاف السهرات الرمضانية الصيفية، أين ينتعش الكورنيش السكيكدي بالعائلات التي تفضل إتمام سهراتها خارج مساكنها.

ولابدّ أن نشير هنا، أنّ السهرات الرمضانية العائلية، تبدأ مباشرة بعد صلاتي العشاء والتراويح، إذ أن الكثير من النساء يفضلن أداءها في المساجد رفقة بناتهنّ، ليعدنّ إلى المنزل، لتتمة السهرة، فيما تقوم بعض النسوة بالاستعداد لتحضير السحور.

أما الرجال، فكل حسب طريقتهم، فأغلبهم يقضون سهراتهم الرمضانية مباشرة بعد الانتهاء من أداء صلاتي العشاء والتراويح، إمّا في المقاهي في لعب الأوراق والديمنو، أو في التردد على دور الثقافة والمسرح لمشاهدة العروض المسرحية أو الأنشطة الفنية، فيما يفضّل البعض الآخر المشاركة في بعض الدورات الرياضية الليلية المصغّرة في كرة القدم، أو في الكرات الحديدية. 

ومهما يكن، فإنّ للسهرات العائلية بسكيكدة طعم خاص، لا سيما حينما تجتمع الأسر في أجواء عائلية مميّزة.