86 بناية قديمة هدمت في انتظار إجراءات تصنيف تراثا وطنيا

حي سيدي الهواري يسير نحو الاندثار

حي سيدي الهواري يسير نحو الاندثار
  • القراءات: 1868
 رضوان .ق رضوان .ق

يعيش حي سيدي الهواري العتيق الواقع بقلب مدينة وهران منذ سنوات على وقع مخاطر الاندثار واختفاء معالمه التاريخية وكل ما له صلة بالعمران القديم، وذلك بالنظر للوضعية المتردية التي بلغتها المباني القديمة المنتشرة بالحي والتي تتعرض يوميا لانهيارات جزئية وانهيارات كاملة مع تواصل عمليات الترحيل وهدم المباني القديمة بعد ترحيل العائلات القاطنة بها.

يواجه حي سيدي الهواري القديم خلال السنوات الأخيرة مشاكل عديدة جعلت منه حيا على وشك الاختفاء وذلك رغم صدور قرار تصنيفه كتراث وطني بالجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية منذ أكثر من سنة والذي رغم ذلك لا يزال ينتظر التفاتة جدية تحميه من عوامل الزمن وخطر الاندثار.

وحسب أرقام تحصلت عليها «المساء»، فقد تم منذ سنة 2008 وإلى غاية شهر أفريل من عام 2016 هدم 86 بناية قديمة بينها مباني تاريخية أصبحت مصدر خطر على المواطنين بسب انهياراتها المتواصلة. وهي المباني التي لم تتمكن السلطات من إنقاذها قبل دخولها مرحلة الخطر، في وقت تم فيه خلال نفس الفترة ترحيل 1333 عائلة نحو سكنات جديدة بعدة مواقع بالولاية، فيما تم غلق 88 بناية بالإسمنت المسلح لمنع دخولها، وهي المباني التي لا يزال بعضها صالحا فيما يعاني معظمها من مشاكل الانهيار، والتي لم يعد بالمقدور حاليا إنقاذها وسيكون مصيرها الهدم لا محالة ما يعني أن عدد المباني التي ستهدم سيتجاوز 100 بناية، مما سيؤثر على الطابع العمراني للمنطقة، علما أن عدة عقارات كانت تضم مباني قديمة انهارت وتحولت إلى مساكن جديدة بعد قيام أصحابها بإعادة البناء فوقها دون احترام لنوعية العمران بالحي، ما شوه المنظر العام للحي القديم مع تواصل نفس الظاهرة.

تعرف عدة شوارع انطلاق أشغال في بناء مساكن جديدة والتي يتوسط بعضها مباني قديمة وتاريخية في غياب تام للمصالح المختصة لتطبيق القوانين الخاصة بحماية الحي.

بالمقابل، فإن عدد المباني المهددة بالهدم سيرتفع أكثر خلال السنة الجارية حيث لا تزال 649 عائلة تقطن بمباني قديمة تنتظر الترحيل بعد أن استفادت من قرارات التخصيص المسبق للسكن. متوزعة على نحو 50 بناية قديمة مهددة بالانهيار.

من جهة أخرى، قررت السلطات المحلية، وعلى رأسها والي وهران عبد الغني زعلان، ترميم 12 بناية قديمة بالحي قصد الحفاظ عليها وتحويلها إلى مقرات لمؤسسات عمومية وإدارات للتقرب أكثر من سكان الحي، وهو المشروع الهام المنتظر تجسيده للحفاظ على هذا الموروث التاريخي بمدينة وهران.