لتحقيق نتائج مبادرة "خضراء بإذن الله".. محافظة الغابات بالبليدة

حملة واسعة لمرافقة وصيانة الشتلات المغروسة

حملة واسعة لمرافقة وصيانة الشتلات المغروسة
  • 232
رشيدة بلال رشيدة بلال

لقيت الحملة الوطنية لغرس الأشجار بشعار "خضراء بإذن الله" ، نجاحاً كبيراً، وهو ما عكسه الإقبال الواسع لمختلف أطياف المجتمع؛ من سلطات محلية، ومصالح مدنية وعسكرية، وجمعيات بيئية، ومحبي الطبيعة، الذين توافدوا على المواقع التي تم اختيارها للمشاركة في هذا الحدث الوطني، والمساهمة في إنجاحه. غير أنّ الرهان الأكبر، حسب محافظ الغابات لولاية البليدة محمد مقدم،  يكمن في كيفية تمكين الشتلة من النموّ، والتحوّل إلى شجرة كبيرة، قادرة على مقاومة التقلبات الجوية، والتغيّرات المناخية. وهو ما يتطلّب، كما أوضح، رفع الوعي بأهمية المتابعة المستمرة لما تم غرسه لتحقيق الغاية المنشودة، وهي "جزائر خضراء" ؛ ما يتطلّب حملة ترويجية واسعة لرعاية ما تم غرسه.

المتتبع لما أعقب حملة التشجير الوطنية من أصداء إيجابية، يلاحظ حجم التعبئة الوطنية الواسعة التي رافقتها عبر مختلف ولايات الوطن؛ من خلال حملات تحسيسية، ودعوات تطوعية للمشاركة في الغرس، وتسخير كل الإمكانيات المتاحة، كلّ حسب مقدرته، بما في ذلك جلب الشتلات، والمشاركة الميدانية؛ ما ساهم في شحذ الهمم، وجعل من موعد 25 أكتوبر يوماً وطنياً حقيقياً للشجرة، بل وأكثر من هذا، حدثا تاريخيا مميزا بالنظر إلى الحضور الكبير من مختلف فئات المجتمع بمن فيهم الأطفال.

وفي هذا الإطار أكّد محافظ الغابات لولاية البليدة محمد مقدم في حديثه إلـى "المساء"، أنّ حملة "خضراء بإذن الله" عرفت نجاحاً باهراً، وهو ما عكسته المشاركة الواسعة لمختلف أطياف المجتمع المدني؛ حيث شهدت ولاية البليدة كعينة، توافداً لافتاً من السلطات المحلية المدنية والعسكرية، إلى جانب مساهمة فعّالة من الجمعيات والمتطوعين.

وأوضح المتحدّث أنّ محافظة الغابات كان لها الدور المحوري في إنجاح الحملة ميدانياً عبر 13 موقعاً عبر الولاية؛ حيث تم تسخير كلّ الإمكانيات البشرية والمادية من خلال جلب الشتلات من المشاتل التابعة للمحافظة، وتحضير حفر الغرس وفق معايير علمية تتعلّق بعمق الحفرة، والمسافة بين الأشجار، إلى جانب توفير معدات السقي، ومرافقة مختلف المشاركين ميدانياً، مع اختيار أصناف الأشجار الملائمة لكل منطقة.

وفي ما يخصّ نوعية الأصناف المغروسة، أشار مقدم إلى أنّ اختيارها تم بعناية، لتتناسب مع خصوصية كل منطقة، فمثلاً على مستوى منطقة الشريعة التي كانت من أبرز المواقع المستهدفة بالغرس، تم زرع أشجار القسطل، والبلوط الزان، والأرز الأطلسي، لافتا في السياق، إلى أنّ نجاح الحملة لا يتوقّف عند عملية الغرس فقط والتقاط الصور ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل يتطلب حملة مرافقة دائمة لمتابعة نمو الشتلات، وصيانتها، وسقيها، خاصة في حالة شحّ الأمطار، وتحديدا خلال شهري أفريل وماي المقبلين إن حدث ولم تسقط الأمطار؛ حيث ستُبرمج عمليات سقي وصيانة واسعة، تشمل نزع الأعشاب، ومراقبة نمو الأشجار. وهي أعمال ميدانية، تُعدّ أساسية لإنجاح الحملة، وتحقيق هدفها المتمثل في جعل الشتلة تنمو لتصبح شجرة كبيرة.

وفي سياق متصل، أوضح المتحدّث أنّ محافظة الغابات تعمل بالتنسيق مع الجمعيات البيئية، من خلال اتفاقيات شراكة، تُكلّف بموجبها هذه الجمعيات بعمليات الصيانة، والسقي، والمتابعة لما تم غرسه. وقال مقدم: " بالنظر إلى حجم حملة هذا العام، تسعى المحافظة إلى رفع عدد الاتفاقيات المبرمة مع الجمعيات البيئية، بعد أن كانت وقّعت 16 اتفاقية في السنوات الماضية، مؤكّداً أنّ التجارب السابقة أظهرت أن بعض الجمعيات التزمت فعلاً بمهام الصيانة والسقي، بينما لم تواصل أخرى المتابعة؛ ما دفع المحافظة إلى التفكير في تعزيز التنسيق، وإدماج عدد أكبر من الجمعيات في حملة هذا العام؛ لضمان مرافقة فعلية لكلّ الشتلات المزروعة؛ حفاظا عليها، ولتمكينها من أن تنمو وتكبر.

واختتم محافظ الغابات حديثه بالتأكيد على أنّ الحملة الوطنية لعيد الشجرة لا تتوقّف عند شهر أكتوبر فقط، بل تمتدّ إلى غاية نهاية   مارس المقبل، مضيفاً أنّ ولاية البليدة تتطلّع إلى غرس نحو 150 ألف شجرة قبل ذلك؛ من أجل إعادة الاخضرار إلى غابات الولاية، وترسيخ ثقافة التشجير كخيار استراتيجي لتحقيق جزائر خضراء، ومستدامة.


أغلبها بسبب عمليات الحفر العشوائي 

655 اعتداء على المنشآت الكهربائية

سجّلت مديرية توزيع الكهرباء والغاز بالبليدة، ما مجموعه 655 حالة اعتداء على المنشآت الكهربائية منذ بداية سنة 2025، إلى غاية نهاية سبتمبر من نفس السنة، في ظاهرة وصفتها بـ"المقلقة".

وشملت هذه الاعتداءات، حسب المكلفة بالاتصال بمديرية التوزيع بالبليدة خديجة بودة، 130 حالة على الشبكات الكهربائية الهوائية، و525 حالة أخرى على المعدات والمنشآت الكهربائية، مرجعةً الأسباب الرئيسية في ذلك، إلى عدم احترام محيط الحماية من قبل المواطنين، بالإضافة إلى محاولات الربط العشوائي وغير القانوني، التي تتسبّب في أعطال متكرّرة، وتمثّل خطراً على سلامة الأفراد والممتلكات.

وطالت هذه الاعتداءات، حسب نفس المصدر، مختلف بلديات الولاية، حيث سُجّلت 289 حالة في الجهة الغربية، و211 حالة في الجهة الشرقية، و155 حالة في الجهة الجنوبية، وأغلبها ناجمة عن أشغال الحفر العشوائية، وعدم التنسيق مع مصالح التوزيع، مشيرة إلى أنّ هذه الأفعال، تسبّبت في خسائر مادية معتبرة، انعكست سلباً على نوعية الخدمة العمومية.

وذكّرت المتحدثة بأنّ هذه الظاهرة تعرف منحى تصاعدياً رغم التحذيرات المتكررة، منوّهة في هذا الإطار، بحرص مديرية التوزيع على احترام محيط الحماية المحدّد قانوناً بموجب المرسوم التنفيذي الصادر بتاريخ 14 جوان 2011، والمتعلّق بشروط حماية المنشآت الأساسية لنقل وتوزيع الكهرباء والغاز.للتذكير، تواصل مصالح مديرية توزيع الكهرباء والغاز بالبليدة، جهودها لتحسين نوعية الخدمة، من خلال عمليات الصيانة الدورية والاستثمارات التقنية، لتعزيز الشبكات الكهربائية والغازية، داعية إلى تضافر الجهود للحدّ من هذه الاعتداءات، التي تمسّ سلامة المواطنين، وتعطّل سير المرفق العمومي.