انطلقت، بولاية جيجل، الأسبوع الماضي، حملة تشجير واسعة عبر العديد من بلديات الولاية، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للشجرة المصادف لــ 25 أكتوبر من كل سنة، حيث انطلقت العملية في يومها الأول من المعهد الوطني للأبحاث الزراعية ببلدية قاوس، أشرف عليها الوالي عبد القادر كلكال، بحضور ممثل عن وزارة الفلاحة، والسلطات الأمنية، وأفراد الجيش الوطني الشعبي وعدد من المديريات والجمعيات. 

هذه العملية التي نظمتها محافظة الغابات لولاية جيجل بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية ومختلف القطاعات والشركاء من المجتمع المدني ومتطوعين، تم غرس من خلالها عدد من أشجار الزيتون والصنوبر كمرحلة أولى، حيث تم خلال اليوم الأول، برمجة تشجير حوالي 7715 شجيرة تشمل 38 موقعا على مستوى 19 بلدية. وقد استمع والي جيجل والوفد المرافق له إلى عروض موجزة حول الخسائر المسجلة في القطاع الفلاحي والغطاء النباتي جراء الحرائق الأخيرة التي مست العديد من بلديات الولاية، على غرار ولايات عدة من الوطن، تسببت في أضرار كبيرة في الثروة الغابية والنباتية وحتى الحيوانية، من بينها إتلاف 25 ألفا و0493 شجرة زيتون، إضافة إلى 7 آلاف و619 من الأشجار المثمرة، ناهيك عن آلاف الهكتارات من المساحة الغابية.

وقد دعا الوالي القائمين على قطاع الفلاحة، إلى فتح الباب أمام المواطنين، وتكوينهم في مجال التشجير والعمليات المتعلقة بها، على غرار كيفية العناية بالأشجار، مؤكدا على توجه القائمين على القطاع لتحسيس الفلاحين بأهمية التشجير؛ سواء في ما يخص الأشجار المثمرة أو غير المثمرة للحفاظ على البيئة والاقتصاد المحلي، موضحا أنه تم الشروع في تعويض المتضررين من الحرائق التي مست الولاية مؤخرا بعد الانتهاء من عملية تقييم اللجنة الولائية المكلفة بالغرض، فيما سيتم استكمال باقي التعويضات التي تشمل الثروة النباتية وخلايا النحل، بداية نوفمبر الداخل. 

كما تم بالمناسبة إمضاء اتفاقية بين مديرية المصالح الفلاحية والمستثمر الفلاحي " لونيس معاد" بمشاركة معهد الأبحاث الزراعية، قصد الانطلاق في أول تجربة نموذجية لزراعة بذرة الكولزا (السلجم الزيتي) بولاية جيجل، وإمضاء اتفاقية بين محافظة الغابات والمؤسسة الجهوية للهندسة الريفية، للتكفل بغرس 600 شجيرة بلوط فليني وخروب على مستوى منطقة بلدية بوراوي بلهادف، إضافة إلى إبرام سبع اتفاقيات أخرى مع سبع جمعيات للتكفل بغرس 6370 شجيرة من مختلف الأصناف بعدة مناطق عبر إقليم ولاية جيجل. وفي السياق، أكد محافظ الغابات لولاية جيجل قجور محمد الهادي، أن حملة التشجير متواصلة على مدار الأيام بالمناطق التي تضررت من الحرائق خلال هذه السنة إلى غاية شهر مارس من السنة المقبلة، في إطار إعادة تأهيل المناطق التي التهمتها النيران، في إطار برنامج مسطر يهدف إلى غرس 30 ألف شجرة من مختلف الأنواع.