تشن مصالح ولاية العاصمة حملة من أجل القضاء على نشر الملابس في شرفات العمارات، خاصة تلك التي تقع في واجهة الطرق الرئيسة، في مسعى جدي لإحداث القطيعة مع تلك المناظر التي ارتبطت بعاصمة البلاد والتي شوهت وجهها العام، وجعلت السياح ينفرون منها دون الحديث عن إزعاج المارة الذين كثيرا ما تبللهم. وعزمت مصالح ولاية الجزائر على إيجاد طريقة للقضاء التام على صور الملابس المنشورة على الشرفات، في إطار حرصها على إعادة الوجه الجمالي للعاصمة والذي راهنت عليه الحكومة موازاة مع القضاء على البيوت القصديرية، على أمل إدخالها في خانة العواصم المحترمة، خاصة أنها تتمتع بإمكانيات كبيرة لا تحظى كثيرا من عواصم العالم بها، وتمكنت مع ذلك من افتكاك مراتب متقدمة في قائمة أكثر المناطق استقطابا للسياح.

وكخطوة أولية، استعانت الوصاية بأسطح العمارات التي تم استرجاعها بمجرد ترحيل الذين كانوا يشغلونها، من خلال استغلالها في نشر هذه الملابس من طرف قاطني العمارة وتحرير الشرفات منها، وامتد الأمر إلى اقتراح آلية من أجل التسهيل على سكان هذه العمارات، غسل ملابسهم من خلال غسالات جماعية، حيث تحدث الوالي في خرجاته الميدانية التي وقف فيها على أشغال إعادة تهيئة البنايات القديمة، في عدد من بلديات العاصمة، عن مسعى استحداث آلة جماعية لغسل الملابس في كل عمارة مؤهلة لمنع مستقبلا نشر الغسيل على واجهاتها، لاسيما عقب عمليات الترميم التي مست ولا تزال تمس العديد من العمارات عبر إقليم الولاية، والتي ستمكن سكان العمارات من غسل ونشر ملابسهم في الأسطح المسترجعة من خلال عمليات الترحيل التي باشرتها السلطات منذ سنة، بعد تهيئتها من جديد، لتنجب نشر الغسيل في شرفات العمارات المؤهلة التي تشوهت سابقا بفعل ذلك.

وأشار الوالي الذي وجه تعليمات صارمة إلى مصالحه، إلى أن العملية ستكون امتدادا لعملية نزع الهوائيات المقعرة وصفائح الزنك التي وضعها السكان في السنوات الأخيرة، والتي زادت من تشوّهها، وعمقت من الإشكالية التي تواجهها مصالح ولاية العاصمة، الأمر الذي جعل الوالي يشدد في أكثر من مناسبة، على ضرورة تطبيق أوامره موازاة مع إطلاق المخطط الاستراتيجي لعصرنة عاصمة البلاد التي ستكون مستقبلا من العواصم التي أعيد تأهيلها، مهددا بمعاقبة كل من ارتكب مخالفة نشر الملابس على الشرفات في حالة عودة هذه المظاهر.