تواصل مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر، حملة النظافة الكبرى التي باشرتها على مستوى الفضاءات الغابية، حيث رفعت درجة الجاهزية والوعي، استعدادا لمكافحة حرائق الغابات لموسم 2025، فضلا عن حملة واسعة للتحسيس، والتوعية بأهمية حماية البيئة والوقاية من الحرائق، لتوفير فضاءات نظيفة وآمنة لمحبي الفضاءات الخضراء، التي تشهد إقبالا كبيرا، خاصة في الفترة الصيفية.

وجنّدت مديرية الغابات لولاية الجزائر تزامنا مع موسم الاصطياف، مصالحها لتنظيف الغابات ومختلف الفضاءات التابعة لها، من خلال إزالة النفايات والمخلفات التي قد تتسبب في نشوب حرائق، فضلا عن تنظيف وتنقية المسالك وحواف الطرق المؤدية إلى الغابة، من النفايات، وكذا جمع القارورات الزجاجية والبلاستيكية والأوراق، وكل ما من شأنه تشويه منظر الغابة، لتسترجع نظافتها وجمالها الطبيعي؛ باعتبارها فضاء للراحة والاستجمام. وجاء ذلك تنفيذا لتعليمات والي الجزائر العاصمة محمد عبد النور رابحي، الرامية إلى التحضيرات المكثفة لموسم الاصطياف، عبر رفع درجة الجاهزية والوعي لمكافحة حرائق الغابات، حيث تم، بداية الأسبوع الجاري، تنظيم حملة نظافة كبرى على مستوى غابة دودو مختار ببلدية حيدرة، بهدف خلق محيط نظيف وآمن، والحد من اندلاع حرائق الغابات داخل هذا الفضاء الغابي، وحماية المحيط والمواطنين.

وقد قام العمال التابعون لمقاطعة الغابات ببئر خادم، بجملة من الأشغال الحراجية، تمثلت في  تنظيف الفضاء الغابي، وقطع وتجزئة الأشجار الميتة والآيلة للسقوط، وتقليم النباتات والأشجار الكثيفة، وأغصانها المتدلية على طول الممرات، وفتح المسالك لتسهيل تدخّل فرق مكافحة حرائق الغابات.

ويُرتقب تنظيم، في الأيام القليلة القادمة، حملات مماثلة لتنظيف العديد من المواقع الغابية بالعاصمة، على غرار غابات "باينام وبوشاوي وبن مراد، وغيرها، فضلا عن حملات التحسيس التي تتزامن وانطلاق موسم الاصطياف، بمشاركة أعوان الغابات، وأئمة المساجد، ومنتسبي الجمعيات، لقضاء عطلة صيفية بلا حرائق ولا حوادث.

لقاءات جوارية لتجنب الحرائق

وفي إطار تعزيز دور المساجد في بناء مجتمع متماسك ومسؤول، نظمت مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر ممثلة بمقاطعة الغابات لبينام بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر، الجمعة الماضي، درسا توعويا قبل خطبة الجمعة حول حرائق الغابات، ومسبباتها، والآثار الناجمة عنها، ودور الأفراد في الوقاية منها، من قبل رئيس فرز الغابات لبينام  زروقي لحسن، بمسجد "المقداد بن الأسود الكندي"، بحمّام الرومان ببلدية الحمامات.

كما نظمت المصالح في نفس اليوم، درسا توعويا حول مخاطر حرائق الغابات، وسبل الوقاية منها على مستوى مسجد الشيخ "عبد الحميد بن باديس"، ببلدية القبة بالمقاطعة الإدارية لحسين داي.

وقدّم تقني الغابات من فرقة التدخل لمكافحة حرائق الغابات لبن عكنون، سمير منصوري، درسا توعويا قبيل خطبة الجمعة، تمحور حول الأسباب المباشرة وغير المباشرة لحرائق الغابات، والأضرار البيئية والاقتصادية، وكذا الاجتماعية التي تخلّفها، والدور المحوري للمواطن في الوقاية منها، والسلوكات السلبية كالرمي العشوائي للنفايات، وإشعال النار في غير محلها، أو ترك الزجاجات والبقايا القابلة للاشتعال في الفضاءات الغابية. 

كما قدّم تقني الغابات شروحات ميدانية حول كيفية التصرف في حال نشوب حريق، مشددا على ضرورة الاتصال الفوري بالرقم الأخضر لإدارة الغابات "70_10 "، والتأكيد، أيضا، على أن أي إهمال بسيط قد يؤدي إلى كارثة بيئية، وضرورة تفادي أي سلوك من شأنه إشعال النيران، خاصة خلال النزهات العائلية.

وكانت مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر، أطلقت، بداية جوان الجاري بالتنسيق مع مديرية الحماية المدنية والدرك والأمن الوطنيين، قافلة تحسيسية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات، ستجوب بلديات العاصمة طيلة موسم الاصطياف، من خلال تنظيم  لقاءات جوارية توعوية لفائدة المواطنين، يقدم خلالها تقنيو الغابات نصائح وإرشادات تتعلق بسبل حماية الغابات من الحرائق، والوقاية منها. كما سيتم تكثيف العمل التوعوي الموجه للسكان المجاورين للغابات، بهدف حثهم على المساهمة في حماية الغابات من خطر الحرائق، مع توعية الأطفال والشباب بتجنب رمي الفضلات في الغابة، والامتناع عن إشعال مواقد الشواء بجانب المحيط الغابي، وبداخله، والتحلي بالسلوكات الصحيحة لتفادي نشوب أي حريق خلال موسم الحر بالنظر إلى ما تشكله من خطر على الموروث الطبيعي الغابي.