سطيف

حل مشكل مياه الشرب ضمن أولويات التنمية

حل مشكل مياه الشرب ضمن أولويات التنمية
  • القراءات: 1339
 منصور حليتيم منصور حليتيم

لا يزال شبح نقص ماء الشرب عبر كبريات مدن عاصمة الهضاب العليا سطيف، يلقي بظلاله على مواطني هذه الولاية ومسؤوليها، مما أثّر سلبا على الأنماط المعيشية للمواطنين واستحال على سكان بعض المناطق لاسيما الريفية منها، التعايش مع ظروف مماثلة، مما زاد من حدّة هذه المشكلة التي أصبحت تؤرق المواطن وتشكّل هاجسا حقيقيا للمسؤولين، وهو ما جعلهم يضعون مشكلة المياه الصالحة للشرب ضمن أبرز الأولويات التي تتضمنها أجندتهم التنموية. 

تتواصل معاناة سكان معظم مناطق ولاية سطيف مع مياه الشرب التي ازدادت حدتها خلال الصائفة الحالية، وأصبح هم المواطن اليومي كيفية إيجاد قطرة مياه، في ظلّ شح الحنفيات وعجز المسؤولين عن إيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة التي باتت تؤرق المواطن والمسؤول على حد سواء.

فبعد النقص الكبير الذي شهدته معظم مدن الولاية خلال الأشهر القليلة الماضية، بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية عبر العديد من الأنقاب المائية وسدّ عين زادة، الذي يعدّ الممون الرئيسي لأكبر المدن، كبوقاعة وعين أرنات وسطيف والعلمة، إلى جانب حقل تجميع المياه على مستوى وادي البارد، المخصّص لتزويد بلديات تيزي نبشار والوادي البارد وعموشة وأوريسيا والجهة الغربية لبلدية سطيف، وضع المسؤولون على مؤسّسة «الجزائرية للمياه» جملة من الإجراءات الاستعجالية لمواجهة هذا الوضع، بضبط برنامج توزيع على مستوى كل بلدية، حسب المورد المائي والكميات المتوفرة لكل بلدية تفاديا لأيّ تذبذب في التوزيع.

ولضمان السير الحسن للعملية، قام المسؤول الأوّل على الجهاز التنفيذي الولائي، بمراسلة وزارة الموارد المائية، من أجل اقتناء مضخة ضخّ عائمة لجلب المياه الخام على مستوى سد عين زادة، الممون الرئيسي لولايتي سطيف وبرج بوعريريج، من أجل التحسين في نوعية المياه والتسهيل في عملية المعالجة، تقوم بخلط المياه السطحية والمتواجدة بعمق السد، وتساهم في تحسين ملحوظ في نوعية المياه، وهي العملية التي سجّلت انخفاضا في استعمال المواد الكيماوية في المعالجة بانتقالها من 40 طنا إلى 20 طنا يوميا.

وحسب مقربين من السيد ناصر معسكري والي الولاية، فإنّه طلب بتزويد مؤسسة «الجزائرية للمياه» (وحدة سطيف) بـ06 شاحنات جديدة محمّلة بصهاريج، تضاف إليها شاحنتان تابعتان لأحد المقاولين الخواص وشاحنتان من بلدية سطيف، إلى جانب العتاد الذي تتوفّر عليه حظيرة المؤسّسة عبر مختلف مراكزها، من أجل التدخّل لتغطية النقص المسجل على مستوى الأحياء والمداشر سواء المسيّرة من طرف «الجزائرية للمياه» أو من طرف البلديات.

كما تمّ تجهيز بعض الأنقاب التي تم إنجازها من طرف مديرية الموارد المائية سابقا، وتمّ التخلي عنها بسبب ضعف منسوبها، على سبيل المثال نقب الحاسي ونقب ببلدية صالح باي، بعضها ساهم في تحسين عملية التوزيع، وبالخصوص بلدية صالح باي، بالإضافة إلى تسجيل عملية مستعجلة متعلّقة بإنجاز أنقاب جديدة لتدعيم مياه الشرب في كلّ من المدن الكبرى سطيف والعلمة وعين ولمان، مع اقتناء مضخات ذات خصائص مختلفة بمبلغ مالي يقارب 5 ملايين دينار، تحسبا لأي طارئ قد ينجم في الفترة الصيفية مع توفير كل المواد الكيماوية اللازمة لمعالجة المياه خلال الفترة الصيفية، وإعادة تجديد محطات الضخ الرئيسية من بينها سطيف وعين الكبيرة وبوعنداس على عاتق «الجزائرية للمياه» بمبلغ يفوق 04 ملايين دينار.

وفي سياق متصل، قامت مؤسّسة «الجزائرية للمياه»  بتجنيد أعوان المخبر لضمان إجراء تحاليل فيزيوكيميائية عبر جميع الحنفيات العمومية والآبار الخاصة، تفاديا لأيّ خطر قد ينجم عن طريق الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، وإجراء حملة إعلامية واسعة عبر أمواج الإذاعة المحلية، وتوزيع المطويات لتحسيس المواطنين بضرورة الحفاظ على المياه والتبليغ عن جميع التسربات الموجودة على مستوى الشبكة للتدخّل وإصلاحها في أسرع وقت، من أجل إرساء ثقافة التعاون لتسهيل عملية تسيير المرفق العمومي.

وبخصوص الجهة الجنوبية للولاية، التي تعدّ الأكثر تضررا في مشكلة نقص المياه الشروب، قامت مؤسسة «الجزائرية للمياه» بالتنسيق مع مديرية الموارد المائية، بوضع حيز التشغيل المشاريع المسجلة على مستوى هذه الجهة المتواجدة في مرحلة تجارب وستدخل حيز الخدمة في الأيام القليلة القادمة، من بينها أنقاب خرزة يوسف وسكرين والشعبة الحمراء بمنطقة عين أزال من أجل تموين بلديات الجهة الجنوبية.