العلمة بسطيف

حشرة السوس تغلق مخازن الحبوب

حشرة السوس تغلق مخازن الحبوب
  • القراءات: 2337
❊   منصور حليتيم ❊ منصور حليتيم

مازالت مخازن الحبوب بمدينة العلمة بولاية سطيف، مغلقة في وجه استقبال محاصيل الحبوب المنتجة بالمنطقة بسبب حشرة السوس التي أتلفت المحاصيل خلال السنوات الماضية، فيما تم إغلاق أبواب هذا المرفق من أجل مباشرة عملية التطهير التي لم تستكمل إلى حدّ الآن؛ ما يرهن الإنتاج الوفير الذي ميّز الموسم الفلاحي الحالي.

يُعدّ مخزن الحبوب بمدينة العلمة أو الدوك كما يُعرف لدى العام والخاص، من أكبر مخازن الحبوب التابعة للتعاونية الفلاحية للحبوب والبقول الجافة بولاية سطيف. ويعود إنجاز هذه المنشأة الفلاحية إلى الحقبة الاستعمارية، تُجمع فيه المحاصيل الزراعية من قمح وفرينة وشعير الخاصة بالمناطق الشرقية والجنوبية والشمالية الشرقية للولاية، لما يتميز به من معايير ومقاييس تتناسب وشروط الحفاظ على المحصول، بالإضافة إلى قدرته وطاقة تخزينه، التي تسمح له باستيعاب كميات كبيرة من الحبوب، غير أنّ هذه الميزة لم تعد تطبعه في السنوات الأخيرة بفعل حشرة السوس، التي ألحقت بالمحاصيل الزراعية المخزنة به، أضرارا جسيمة، ما أجبر مسؤولي التعاونية على إغلاقه أمام الفلاحين إلى غاية تنظيفه، على أمل إعادة فتحه لاستقبال الحبوب في آجال قصيرة، غير أن ذلك لم يجد نفعا في ظل سياسة التماطل المنتهجة من قبل المسؤولين. وتبقى أبواب المخازن موصدة أمام الفلاحين، الذين تزداد معاناتهم من سنة لأخرى بفعل التنقل إلى مخازن بعيدة وما ينجر عنها من خسائر ومصاريف إضافية؛ كالنقل وما شابه ذلك.

ويُعتبر مخزن الحبوب المتواجد بمدينة العلمة، من أكبر المخازن المتواجدة بولاية سطيف بفضل سعته في التخزين لآلاف الأطنان من المحاصيل الزراعية بتنوّعها سنويا؛ حيث كان محيطه يشهد خلال موسم الحصاد طوابير كبيرة للعربات والشاحنات المعبأة بالقمح والشعير، وهو المشهد الذي يتكرّر سنويا مع حلول فصل الخريف لتوزيع البذور على الفلاحين؛ باعتباره الممون الرئيس والوحيد لهذه المادة، غير أنّه منذ ثلاث سنوات بقي المخزن عبارة عن منشأة خالية على عروشها بعدما أقدم المسؤولون على مستوى مديرية التعاونية الفلاحية للحبوب والبقول الجافة، على إغلاقه بسبب ظهور حشرة السوس، التي ألحقت بالمخزون أضرارا بليغة، على أن يتم إعادة فتحه لاستقبال المحاصيل الزراعية بعد تنظيفه بمبيدات خاصة؛ في عملية قيل إنّها لن تتجاوز السنة الواحدة، الهدف منها تحسين خدمات هذه المنشأة العملاقة. غير أنّ أقوال وتصريحات المسؤولين تختلف تماما عن الواقع؛ فللموسم الثالث تبقى مخازنه مغلقة بدون أن تجرى عليها أدنى الأشغال، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول دوافع وخلفيات تأخّر أشغال تنظيفه وإعادة تهيئته، وهو ما زاد من معاناة فلاحي المنطقة، الذين باتوا مجبرين على قطع مسافات طويلة لدفع محاصيلهم الزراعية نحو مخازن الخواص، التي تم تأجيرها من قبل مصالح الديوان الوطني للحبوب والبقول الجافة، بالإضافة إلى المخازن التابعة لهذه الأخيرة المتواجدة عبر البلديات المجاورة، على غرار رأس الماء وبازر سكرة وحمام السخنة وبئر العرش، وكلها عوامل انعكست سلبا على الفلاحين؛ سواء من ناحية تضييع أوقات أطول، أو دفع تكاليف إضافية لدفع محاصيلهم.