بلدية لمصارة (خنشلة)

حركة تنموية واعدة للنهوض بشتى القطاعات

حركة تنموية واعدة للنهوض بشتى القطاعات
  • القراءات: 949
 م.بكّاي م.بكّاي

سجلت بلدية لمصارة الواقعة في أقصى الشمال الغربي بولاية خنشلة حركة تنموية ملحوظة بالمقارنة مع سنوات ما قبل التسعينات، عندما كانت عبارة عن تجمع سكاني ريفي يفتقر لأبسط المرافق الضرورية حسبما لوحظ. 

وقد استفادت البلدية مؤخرا من مشروع تجمع سكني ريفي لبناء 50 سكنا على مساحة 3 هكتارات تندرج ضمن البرنامج الهادف للقضاء على السكنات الهشة، من أجل تحسين المحيط العمراني في إطار أشغال التهيئة والإنارة العمومية..، كما استفادت هذه الجماعة المحلية  التي كانت تمثل مركز مقر القيادة الأولى لولاية الأوراس إبان ثورة التحرير من مشرووعين لإنجاز متوسطة وثانوية، سمحتا للتلاميذ بمزاولة دروسهم بمقر إقامتهم دون التنقل إلى بوحمامة ويابوس وكيمل في ولاية باتنة المجاورة.

ويقطن هذه البلدية أزيد من 7 آلاف نسمة موزعين على عدة مشات سكنية ريفية.ذات تضاريس صعبة يغلب عليها الطابع الغابي والجبلي. ويغطيها الغطاء النباتي بنسبة أكثر من 80 بالمائة من مساحتها الإجمالية المقدرة بـ570 كلم مربع، لاسيما على مستوى الكتل الغابية ببني ملول المعروفة بإنتاجها للخشب من أشجار الصنوبر والصنوير الحلبي التي تستغلها شركة الهندسة الريفية، المعروفة سابقا بالصفا،  الكائن مقرها ببلدية قايس على بعد 60 كلم...

ويظهر التحول الملحوظ في المسار التنموي لهذه البلدية منذ ارتقائها إلى مصاف البلديات بموجب التقسيم الإداري لسنة 1984، بعدما كانت قرية صغيرة تابعة لبلدية بوحمامة مقر الدائرة حاليا، في منحها مشاريع ضمن البرامج المحلية ومخططات البلدية للتنمية والصندوق المشترك للجماعات المحلية رغم محدوديتها، حيث ساهمت في تحسين الإطار المعيشي للمواطنين الذين يعتمدون في معيشتهم على الفلاحة خصوصا غراسة الأشجار المثمرة كالتفاح والمشمش بالدرجة الأولى.

ويعد الربط بشبكة الغاز الطبيعي خلال السنتين الأخيرتين من  المشاريع التي استحسنها السكان، خاصة من ناحية توديع مشقة التموين يغاز البوتان الذي يزداد عليه الطلب في فصل الشتاء في هذه البلدية المعروفة بتساقط الثلوج والانخفاض الكبير في درجة الحرارة على مدى أزيد من 6 أشهر، كما استفادت من مشروع تهيئة مقرها  يندرج في إطار تحسين الخدمة العمومية وكذا بعملية تهيئة المتحف البلدي الذي لا يزال يجسد أهم المعارك التي خاضها المجاهدون في هذه الجهة، منها حطام مجموعة من المعدات والطائرات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الفرنسي وصور ووثائق إعلامية تتعلق يثورة التحرير بمنطقة الأوراس الأشم.

وتذكر الشهادات التاريخية أن قرية تغرة ايفراج على مقربة من مقر البلدية كانت أول قرية شهيدة تتعرض للإبادة الجماعية بكاملها، بعد مرور أقل من أسبوع من اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 بعد تكبد الجيش الفرنسي خسائر في العدة والعتاد بمعركة منطقة يومنر في ضواحي نفس البلدية التي أقيم بها معلم تذكاري يحمل اسم الشهيد علي سوايعي.

واستفادت بلدية لمصارة من مشروع طريق معبد يربطها بمقر دائرة بوحمامة على مسافة 25 كلم وآخر نحو بلدية الولجة على مسافة 18 كلم، إلى جانب تعبيد وفتح محاور من المسالك الريفية سواء التي أنجزتها مديرية الأشغال العمومية أو محافظة الغابات ضمن المشاريع الجوارية للتنمية الريفية، بهدف تسهيل حركة المرور في هذه المنطقة ذات الأراضي الطبوغرافية الصعبة..

كما تغززت البلدية بملحقة للتكوين المهني لتمكين الشباب من الجنسين من اكتساب المهن والحرف دون التنقل إلى مركز التكوين المهني ببوحمامة. وكذا بمشروع مكتبة شبه حضرية هو قيد الانطلاق. واستفادت لمصارة من مشروع ربطها بمحطة توليد الكهرباء انطلاقا من بلدية الرميلة بهدف تثبيت السكان في الأرياف.

ويرتقب أن تستفيد البلدية التي تعرف ببساتين إنتاج التفاح الذي يمثل مورد دخل العديد من العائلات، إلى جانب تربية البقر والماعز من المياه التي ستحول من سد تاغريست لدعم طاقة هذه المادة الحيوية وكذا السقي الفلاحي ومساعدة الشباب على إنشاء مشاريع في الفلاحة وتربية الماشية وإنتاج وتحويل الخشب وتوسيع غرس الأشجار المثمرة، خاصة التفاح والزيتون.

وأدرجت لفائدة بعض المشاتي والتجمعات السكنية بالمنطقة مشاريع في التنمية الريفية، على غرار بناء أحواض المياه وغرس الأشجار المثمرة والبناء الريفي والاستفادة من برنامج تربية الحيوانات لفائدة بعض العائلات الريفية الفقيرة بالمنطقة.

واستفادت هذه الجماعة المحلية خلال السنتين الأخيرتين من عدة مشاريع لتلبية بعض الاحتياجات الأساسية للسكان، كالربط بشبكة مياه الشرب وعيادة متعددة الخدمات الصحية مجهزة بمختلف المعدات الطبية والتقنية لاستقبال المرضى من مقر البلدية والتجمعات السكنية الريفية التابعة لها ودعم الخدمات العلاجية بالمراكز الصحية في بعض القرى الريفية ..

كما يرتقب أن تعزز وتيرة التنمية المحلية في هذه البلدية بمشاريع تنموية أخرى ستدرج لها في برامج التنمية القطاعية والمخططات البلدية للتنمية، لاسيما الاقتراحات المقدمة من المنتخبين المحليين التي تخص دعم النقل المدرسي وحصص السكن الاجتماعي والريفي والإنارة الريفية وفك العزلة عن القرى والمداشر وغيرها من المشاريع الهادفة إلى تحسين الظروف المعيشية لسكان المنطقة.